* س: - ذكرتم في جواب «علمي نفسي» سابق أن التوبة:
1- لا تكفي في كفارات الذنوب فأين الاستغفار والصدقة والبر والندم وصدق العودة الى الحق..؟
2- هل ترون القضاء موهبة..؟
3- ماذا عن حديث «ويل للأعقاب من النار»؟
م.م.م.م/ المحكمة الشرعية.. بدولة الكويت
* ج: - أقدر لك هذه المداخلة الكريمة، التي تنبئ عن فهم سديد ومتابعة جيدة لما يجب نظره مما يكتب وينشر.
وثانياً/ فسؤالك الثاني يدل على حرص جيد لما يسمى «توزيع الفرص» أو «توزيع المواهب» مع ضرورة العدل في هذا والمحافظة على «الموهوب» من وشاية أو حسد أو سفه ما أو فهم مخطىء.
أما «التوبة» لا يكفي فيها: الاستغفار والصدقة والبر، لا يكفي في كافة الذنوب «التوبة» فإن هناك «ذنوباً» لا يكفي فيها أي شيء إلا برد «الحق» أو رد «الحقوق» نعم فمن سرق «ديناراً» مثلاً فهل تكفي التوبة في هذا.. كلا.. لا تكفي، بل لابد من إعادة الحق الى صاحبه أولاً ثم التوبة بعد ذلك، وهذا ظاهر عقلاً أما شرعاً فالآثار متوافرة، ومن كان سبباً في طلاق زوجة من زوجها هل تكفي التوبة في هذا؟
ومن جمَّدَ موظفاً عشر سنين مثلاً دون رفعته هل تكفي التوبة في هذا..؟ ومن تسبب في إيذاء قريب له أو بعيد فناله ظلم ما حسي أو معنوي هل تكفي التوبة في هذا..؟ ومن كره شخصاً ما أو لم يرغب فيه فساهم في إيذائه أو ركنه أو عدم قبول لجوئه اليه ورد طلباته هل التوبة تكفي هنا..؟
ومن تسبب في ضياع شخص ما بحال ما هل تكفي التوبة هنا..؟
ومن لم يراع المواهب والقدرات بحكم كره وحب وقرب وبعد هل يتوب من هذا الأمر فقط..؟
لا جرم: لا.. فهناك حقوق لابد من اعادتها كاملة غير منقوصة لمن ظلم بصورة ما لابد من هذا ثم بعد ذلك تكون التوبة، ويكون الندم، ويكون الجزم الأمين الحر بعدم العودة الى مثل هذا، وهذا الظلم هو: «الظُّلمُ المتعدي» الذي يطول الآخرين، خذ مثلاً «الفتن» «الخوف» «البخل» «الشك» «المرض» أليس هذا اليوم كثيراً..؟
ما سبب هذا؟ إنَّه الظلم والتفنن فيه.. ما سبب تسرب النفط؟
ما سبب الإعصار..؟
الفيضانات..؟
فهل أدركت هذا..؟
يكفي هنا نصان:
1- «ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس».
2- «يأتي الرجل يوم القيامة وله حسنات مثل الجبال/ وقد ظلم هذا/ وأخذ مال هذا/.. إلخ الحديث. ثم في آخره «فيؤخذ من سيئاتهم فيطرح عليه ثم يُلقى في النار». وهو حديث صحيح فتفطن لهذا.
أما ما تكفي فيه التوبة والندم إلخ فهذه «الذنوب غير المتعدية» مثل «نظرة المحرم» دون تكرار أو إصرار.
ومثل من أخر الصلاة عن وقتها بدون عذر دون تكرار أو إصرار.
فهذه لله سبحانه وتعالى إن شاء عفا وإن شاء عذب.
لكن:«الظلم أو الذنب» «المتعدي» فشيء آخر.
أما «القضاء» فلابد أن يكون مع الورع والعدل وسعة العلم وسعة البطانة وحسن الخلق وحسن الأدب لابد أن يكون القاضي «موهوباً».
أما حديث:«ويل للأعقاب من النار» فهو حديث صحيح وسببه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان مع أصحابه في سفر فلما حان وقت الصلاة رأى رجلاً لم يصب عقبه الماء فقال «ويل للأعقاب من النار» والعقب هو مؤخرة القدم.
|