رحمك الله كم كنت حكيماً.. وكم كنت رحيماً
حزم في لين.. وقوة في يقين
صبر على الصغير والكبير
كفاح في العمل في المرض قبل الصحة
رحمك الله يا والدي ويا شيخي ويا من تعلمنا منه الكثير
ويمر عام بعد نصف قرن بعد نصف قرن خدمت دينك وأمتك وبلادك
ويمر عام وما زلت أذكر آخر لقاء معك.
ويمر عام وما زلت أذكر أول يوم عمل معك.
رحمك الله كم أثقلنا عليك.. وكم كنت تتقبل أخطاءنا وتقصيرنا وهمومنا بصدر رحب
رحمك الله كم كنت بسيطاً.. وكم كنت عظيماً
رحمك الله كم من الناس قد قابلت.. وهم بالخير يذكرونك
ويمر عام ولا نزال نذكر ذلك اليوم
محمد بن جبير رحل.. ولكنه عام قد مر
ويمر عام ولا نزال نبكي مرارة فراقك
ويمر عام وتنطوي صفحة مشرقة على رحيل شيخنا
ويمر عام ندعو لك بالرحمة والمغفرة في كل الأعوام
رحمك الله وأدخلك فسيح جناته وأحسن الله عزاءنا فيك في كل عام
***
* من كلام الشيخ محمد بن جبير - رحمه الله - يقول: (... مرت علينا في حياتنا منذ أن بدأ الملك عبدالعزيز مشروع تحديث البلاد صارت معارضات حديثة في أشياء نعتبرها الآن من ضروريات الحياة، وليس من الحاجيات والكماليات، من ضروريات الحياة التلفون كان هناك من يعارض، ويدعي أنه سحر.. الآن أصبح في جيب كل واحد في المساجد في كل مكان، أصبح ضرورياً للإنسان، الزمن كفيل لا أقول بأن الزمن كفيل بأن يحلل ما حرم الله، الحلال حلال إلى يوم القيامة والحرام حرام إلى يوم القيامة ولن يستطيع أحد أن يحرم ما حلله الله أو يحلل ما حرمه الله لكن مفهوم الناس تجاه هذه القضايا هو الذي يجعلها تتبلور وتفهم بشكلها الصحيح لكن قد يقول فهم محدد فهم سيئ. فمثلا الساعة عندما خرجت الناس قالوا بان الشياطين هم الذين يحركونها فجاء أحد الأشخاص الذين يرون هذا الرأي إلى شخص آخر من الذين عندهم ساعة فقال: هذه ساعتك من عمل الشياطين فقال كيف؟ فقال هات ساعتك أقرأ عليها، إذا ما توقفت، فأخذها وصار ينفث عليها. فقال: انظر هذه توقفت من نفثك (وتفالك)، وليس من الذكر والدعاء عليها(1).
(*) إدارة العلاقات العامة والإعلام / المراسم
(1) كتاب (الشيخ محمد بن جبير من سيرته الذاتية الشخصية)
للدكتور عبدالرحمن الشبيلي
|