* دبي الجزيرة:
خرج مؤتمر الصحة العربية، الذي أقام أعماله في دبي، بأن نسبة الإصابة بالسمنة والسكري في منطقة الخليج قد وصلت إلى أرقام وبائية ومهددة على المستوى الصحي والاقتصادي، مطالبين المؤسسات الصحية والاجتماعية في المنطقة بوضع برامج تكاملية لمحاصرة المشكلة المتفاقمة باضطراد وذلك عقب اختتام أعمال مؤتمر الصحة العربية في دبي.
فقد أوضح الدكتور علي الزهراني استشاري الغدد الصماء في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث ورئيس ندوة الأمراض الشائعة في مؤتمر الصحة العربي أن دراسة حديثة طرحت في أثناء المؤتمر كشفت أن نسبة الإصابة بالسكري في الإمارات العربية المتحدة وصلت نحو 20 في المائة مماثلة لدراسات أخرى أجريت في دول المنطقة أشارت إلى إصابة مواطني تلك الدول بالمعدلات نفسها مضيفاً أن هذا خلاف ما رصد خلال سنوات سابقة كانت تشير إلى إصابة
ما بين 10 إلى 15 في المائة من سكان منطقة الخليج بمرض السكري مما يكشف حقيقة المخاوف التي ستواجهها مجتمعات المنطقة ما لم تواجه بسياسات فعالة عاجلة.
وبين المؤتمرون أن أمراض السمنة والسكري تمثل أرضاً خصبة للإصابة بأمراض القلب والجلطات الدماغية والفشل الكلوي وبتر الأطراف وتمثل هاتان المشكلتان ضغطاً على مجتمعات المنطقة في النواحي الصحية والإنتاجية والاقتصادية مشيرين إلى دراسات أمريكية أثبتت أن تكلفة علاج مريض السكري تمثل أربعة أضعاف تكلفة علاج الأمراض الأخرى، وأن العوامل الوراثية والبيئية وخاصة التحول إلى حياة التراخي والكسل الخالية من النشاط البدني واستهلاك الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية عوامل رئيسة للإصابة بهذه الأمراض، مشددين على ضرورة تعديل النمط الغذائي لسكان المنطقة وممارسة الأنشطة الرياضية للجميع وتثقيف المجتمع من خلال إقامة البرامج التوعوية للمجتمع وتكثيفها عن طريق وسائل الإعلام المختلفة بعد أن كشفت الدراسات التي أشير لها في المؤتمر عن ضعف الوعي الصحي بين فئات المجتمع المختلفة بما فيها الفئات المتعلمة.
كما أكد المؤتمرون من خلال ندوة الأمراض المعدية التي تناولت موضوعي الأيدز، والدرن على أن تقديرات منظمة الصحة العالمية تشير إلى إصابة سبعمائة ألف شخص بفيروس الأيدز في منطقة الشرق الأوسط أعلاها في السودان ومن ثم الصومال، وأن هناك ملياراً ومائتي مليون إنسان حول العالم مصابون بجرثومة الدرن سواء النشط أم غير النشط من بينهم 8 ملايين شخص مصابون بالدرن النشط وتمثل منطقة شرق المتوسط النسبة الأعلى في الوقت الذي تقدر منظمة الصحة العالمية أن هناك مليوني إنسان يموتون سنوياً على المستوى العالمي بسبب الدرن من بينهم مائة وثلاثون ألف من منطقة شرق المتوسط.
وشددوا على أن مرض الدرن من الأمراض المستوطنة في المنطقة العربية وتزداد شراسته عند مرضى الأيدز الذين يصعب علاجهم من الدرن بفعل ضعف الجهاز المناعي لديهم مما يجعلهم بؤراً خطرة في نقل العدوى كون جرثومة الدرن تنتقل من خلال الجهاز التنفسي مؤكدين على ضرورة فحص المخالطين لمرضى الدرن لمعرفة مدى الإصابة ووضع العلاج الاحترازي.
من جانبه أكد المشرف العام على البرنامج الأكاديمي لمؤتمر الصحة العربية 2003م الدكتور فهد العريفي، مدير مركز الصحة الإلكترونية في منظومة مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض، على أن ندوات المؤتمر العلمية قد شهدت حضور نحو 800 مشارك ونحو 50 محاضراً وتناولت على مدى أربعة أيام مواضيع الصحة الإلكترونية، والجراحة الآلية، والأمراض الشائعة «السكري، والسمنة»، والأمراض المعدية «الأيدز والدرن»، والإدارة الصحية، والعلاج والتشخيص الإشعاعي بينما شارك في المعرض الطبي المصاحب للمؤتمر نحو 940 شركة بالاضافة الى مزودي خدمات صحية من بينهم جناح مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الذي شارك بقطاعات شؤون التعاون المشترك وتنمية المشاريع، ومركز الأبحاث، والمختبرات المرجعية، وقطاع التشغيل الطبي والسريري، مضيفاً أن الجناح شهد سبعة آلاف زائر خلال أيام المعرض أبدوا اهتماماً بالخدمات المقدمة، مضيفاً أن هذا المؤتمر قد فعّل روح التعاون بين مقدمي الخدمات الصحية في المنطقة ونجح التنظيم الذي وضع في تهيئة المناخ لخلق تكتلات صحية وطبية بين المؤسسات الصحية في منطقة الخليج من أجل وضع برامج تكاملية تخدم سكان المنطقة.
يذكر أن المعرض الطبي قد افتتح صباح الأحد الماضي من قبل ولي عهد دبي سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي تجول في أرجاء المعرض المختلفة.
|