* بريدة - عبدالرحمن التويجري:
في رحلة هادفة وممتعة وفي جو أسري جميل يبعث على الطمأنينة وحب العمل وبفعالية حماسية قام نحو ثلاثمائة طالب من مدرسة عثمان بن عفان الابتدائية بمدينة بريدة ببرنامج بيئي وحملة هادفة مرجوة وهو رفع الذوق لدى الطالب.. حيث نفذ هذا البرنامج عبر رحلة برية ممتعة الى منتزه عريق الطرفية الشرقية «منتزه القصيم الوطني» الذي تبلغ مساحته 70 مليون مترمربع إذ قام الطلبة بتنظيف مساحة تبلغ أربعة ملايين متر مربع من المخلفات التي تركها هواة الرحلات والمخيمات البرية.
ويعتبر هذا البرنامج الذي نفذ تحت شعار «دع المكان أفضل مما كان» جزءاً من الخدمة الاجتماعية التي تقدمها المدرسة للمجتمع وقد وفرت بلدية بريدة أكياس النفايات وسيارات كبيرة لنقل ما تم جمعه.
وأقيم البرنامج وهذه الحملة الثلاثاء الماضي بمباشرة وحضور ومشاركة مدير عام التعليم بمنطقة القصيم صالح بن عبدالله التويجري ومدير عام الشؤون البلدية والقروية بمنطقة القصيم المهندس أحمد بن صالح السلطان رئيس بلدية بريدة المكلف.
وبدأت مهام العمل في تمام الساعة العاشرة صباحاً بعد تناول وجبة الفطور وانتهت في الساعة الخامسة مساءً وتخللها استراحة وغداء ورياضة.
أشرف على هذا البرنامج مدير مدرسة عثمان بن عفان منصور بن صالح الغفيص وبمشاركة ومتابعة «28» من المعلمين الذين ألقوا التوجيهات والكلمات النافعة التي تحث على هذا العمل النبيل. كما قام كل من مدير عام التعليم ورئيس بلدية بريدة بتوجيه كلمات ارشادية للطلاب حول أهمية النظافة عامة وخاصة «نظافة البيئة» وقدموا شكرهم لادارة المدرسة والطلاب لمثل هذا العمل المميز الفريد والخدمة الاجتماعية الجميلة وقد رافق ذلك لوحات ارشادية وضعت على طريق المنتزه مع منشورات وزعت في الأماكن العامة القريبة من الموقع وعلى المتنزهين.
هذا وقد كان ل«الجزيرة» الحضور الفاعل والمتميز لتغطية هذا الحدث الهام وقمنا برصد كامل من خلال الكلمة والصورة حيث كان ل«الجزيرة» أحاديث خاصة من قبل المسؤولين تنفرد بنشرها.
بداية أوضح مدير مدرسة عثمان بن عفان الابتدائية ببريدة منصور بن صالح الغفيص عن فكرة وتنظيم هذا العمل فقال:
فكرة وتنظيم البرنامج
الفكرة طبعاً تمحورت بعد ان تبلغنا عزم بلدية بريدة على الاهتمام الواضح في منتزه القصيم الوطني الواقع شرق الطرفية وبعد ان طرحنا الفكرة اجمالا على المهندس أحمد السلطان أبدى اعجابه الكبير والتفاؤل الحسن بالنتائج الايجابية التي سوف تظهر على الواقع من خلال العمل في الميدان نفسه.
الفكرة عملية بث وعي قبل أن تكون نظافة
بعد ذلك بدأ التنظيم ووضعنا الآليات التي اتخذناها بداية بوضع نظرة مبدئية على الموقع المقصود بعد ان ترسخ في الذهن ان المساحة تبلغ حوالي 70 مليون متر مربع فاتفقنا على أن تكون بذرة ونواة في العمل بأن تقوم المدرسة في عملية تنظيف أو عملية بث وعي أكثر من كونه تنظيفاً فقط بهذه البقعة بعد الترتيب مع عدد من الجهات ذات العلاقة وهي الادارة العامة للتعليم بمنطقة التعليم وبلدية بريدة حتى يتم نقل هذه الفكرة وهذه البادرة الى جميع أسر الطلاب ثم تم التنسيق مع البلدية الذين لم يألوا جهداً في توفير كل الامكانات التي تخدمنا في هذا الشأن.
300 طالب شاركوا و28 معلماً
تم توزيع طلبة المدرسة المشاركين البالغ عددهم «300» طالب من الصفوف العليا - الرابع والخامس والسادس الى عشر مجموعات معهم 28 من المعلمين أشرفوا ووجهوا الطلاب وتم تقسيم الموقع الى ثلاثة أقسام وجهات لعملية التنظيف على ثلاث فترات: الأولى صباحية والثانية بعد صلاة الظهر والأخيرة من بعد صلاة العصر مباشرة.
1000 كيس من النفايات
وأضاف الغفيص أنه تم جمع ما حصيلته حوالي 1000 كيس من النفايات وضعت في حاويات ثم تقوم سيارات البلدية وعمال النظافة المرافقون بتحميل الأكياس ورفع المخلفات من الأرض.
حماس الطلاب
وعن رؤيته لحماس وتفاعل الطلاب قال مدير المدرسة:
الانسان دائما يتفاءل بالخير وحقيقة عندما بدأنا بالمشروع ما كنا نتوقع ان ينعكس الأثر الايجابي بهذا الشكل من أول مرة فبعد ما ألقيت على الطلاب صباح هذا اليوم كلمة في الطابور الصباحي عن هذا الخصوص أبدوا تفاعلاً عجيباً وتفاؤلاً غير محدود بل انطبق ذلك على الواقع وبدا بينهم الحماس واشتعل فيهم التفاعل الطيب وهم يسمعون صيحات الموجهين والمشرفين عليهم بأن الأرض أرضك والوطن وطنك وهذا المنتزه منتزهك وأنت تخرج اليوم وغداً ابن عمك وجارك وهكذا.
شعار البرنامج
واتخذنا شعاراً عاماً أسميناه «دع المكان أفضل مما كان» لهذا البرنامج وشاركت المدرسة بلوحات ارشادية وضعت قريباً من مكان توزيع أكياس النفايات على المتنزهين بالموقع وعلى طريق المنتزه من الطرفية حتى العريق. كما تم توزيع منشورات ومطويات صغيرة فيها مجموعة من الارشادات والتوجيهات التي تحث على النظافة والمحافظة على المنتزه «ومرفق صور منها».
جهود ذاتية
وأضاف الغفيص بأن كل ما تم كان بجهود ذاتية من قبل المدرسة فالعمل كله من قبل الطلاب وإعداد أدوات النظافة وغيرها مؤمنة من المدرسة ما عدا أكياس النفايات التي أمنتها البلدية مشكورة. كما قامت المدرسة بتجهيز وإعداد وجبتي الفطور والغداء الذي كان على شرف سعادة مدير التعليم ورئيس البلدية بموقع عريق الطرفية ظهراً.
شكر وتقدير
واختتم مدير مدرسة عثمان بن عفان تصريحه بالشكر والتقدير لمدير عام التعليم بمنطقة القصيم ورئيس بلدية بريدة لحضورهم وعلى ما بذلوه من جهود مشكورة وإن كان أعظمها الدافع القوي والايجابي حيث فتحوا لنا الباب على مصراعيه في عمل كل ما من شأنه خدمة هذا الوطن المعطاء فنسأل الله لهم جميعاً التوفيق والسداد.
والشكر موصول لزملائي المعلمين الذين قدموا أعمالاً وجهوداً هذا اليوم ولجميع الطلاب الذين استجابوا وأجادوا فعلا.
الإصلاح من جهته تحدث ل«الجزيرة» صالح بن عبدالله التويجري مدير عام التعليم بالقصيم بهذه المناسبة قائلاً:
بلا شك ان هذا الجهد من الجهود الموجهة من المدرسة لخدمة الطالب وتثقيفه بالأمور العامة التي يجب أن يتحلى بها.. فهو تعويد للطالب على ان يمارس حياته وفق أسس تربوية وهذا من الاصلاح الذي تسعى له مدارسنا والحمد لله ويعتبر هذا واحداً من برامج عدة ستقوم بها الادارة العامة عبر مدارسها المنتشرة بالمنطقة من أجل جعل أو خلق جيل متفاعل مع مجتمعه مؤمن بدوره الفاعل وسط بيئته.
البرنامج في صالح الطالب وأهله ومجتمعه
وأضاف بأن هذا البرنامج نعتبره في صالح المدرسة الى الطالب والى أهله والى مجتمعه لكي يساهموا مساهمة فاعلة بنظافة البيئة فهو واحد من تلك البرامج الذي هو من الرسائل الموجهة والتي ننتظر ونأمل منها أن يكون لها أثر في خدمة هذا المجتمع.
أعمال مستقبلية
وعن الرؤية المستقبلية لمثل هذه الأعمال قال صالح التويجري: «لدينا أيضا برامج متعددة مشابهة تهدف الى رفع الدور والى رفع الانتماء والمواطنة وجعل الطالب عضواً فاعلاً وعاملاً في مجتمعه مستقبلاً».
وحينما فكرنا في هذه البرامج إنما لنبني على رؤية مستقبلية ان شاء الله بأن هذا الشاب سيكون لبنة من لبنات المجتمع. وكما قلت لك هذا البرنامج ضمن سلسلة برامج أخرى ستقوم بها الادارة العامة يمثلها الطلاب وهي موجهة الى المجتمع ككل.
4 ملايين متر مربع
كما كان ل«الجزيرة» حديث مع مدير عام الشؤون البلدية والقروية بمنطقة القصيم المهندس أحمد بن صالح السلطان رئيس بلدية بريدة المكلف حيث قال في بداية حديثه لنا: «أولاً نتوجه بالشكر الجزيل الى الادارة العامة للتعليم بالقصيم والى مدرسة عثمان بن عفان الابتدائية ببريدة على تنظيم هذا العمل المبارك والحقيقة ان هذا العمل سوف يؤدي الى نتيجتين ايجابيتين الأولى: هي حملة النظافة التي تشاهدونها الآن وتخليص جزء كبير من المنتزه يقدر بأكثر من أربعة ملايين متر مربع من النفايات الورقية والبلاستيكية والمعدنية.
والأمر الآخر: وهو الأهم هو غرس قيمة العناية بالبيئة في نفوس الشباب الصغار والأطفال ولا شك ان كل تلميذ من هؤلاء المشاركين سيكون سفيراً لهذه الفكرة في عائلته وأقاربه - فأسأل الله - ان يبارك في هذا العمل والقائمين عليه وأخص بالذكر الأستاذ منصور الغفيص الذي بذل جهداً كبيراً في تنظيمه واخراجه الى حيز الوجود.
العناية والتقدير
كما أود أن أؤكد بأن مثل هذه الأعمال تلقى كل العناية من المسؤولين في الدولة فصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أيضا يتابعون مثل هذه الأعمال ويدعمونها. ونحن في قطاع البلديات لدينا توجيهات من معالي الدكتور محمد بن ابراهيم الجارالله وزير الشؤون البلدية والقروية على ان نهتم بالمنتزهات الوطنية وتبقي دائما جاهزة لاستقبال روادها وأسأل الله ان يوفقنا في أداء المسؤوليات التي أنيطت بنا.
أكبر اهتمامنا
وهل هناك موقع آخر لخدمات البلدية والنظافة غير موقع الطرفية؟ قال المهندس السلطان: تخطط البلدية بإذن الله بالتنسيق مع الادارة العامة للتعليم بالمنطقة على تنظيف مجموعة من المتنزهات البلدية وفق خطة تشمل ربيع هذا العام كله.
ولكن بدأنا بالأهم وهو متنزه عريق الطرفية فهو أكثر المتنزهات البرية رواداً كما أنه أكبرها مساحة حيث تبلغ مساحته أكثر من «70» مليون متر مربع.
حملات نظافة مستمرة
وكما ذكرت سابقاً نظف منها اليوم حوالي 4 ملايين متر مربع وسنستمر رغم أنها طبعا لم تكن المرة الأولى فالبلدية بدورها تنظم حملات نظافة مستمرة عن طريق معداتها وعمالها ولكن هذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها أطفال من إحدى المدارس بشكل منظم ومنسجم مع الهدف ووفق برنامج تربوي فأكرر الشكر والتقدير للقائمين على هذا العمل.
ونتمنى أن نكرر هذا البرنامج وهذه الحملة بشكل أسبوعي حتى نتمكن من غرس الوعي في أكبر قدر ممكن من طلبة المدارس وخصوصاً الابتدائية.
طرح المتنزه للاستثمار
وعن خطط البلدية والرؤية المستقبلية تجاه هذا المنتزه: قال رئيس بلدية بريدة نعتقد بأن الحل الأمثل لادارة وتشغيل مثل هذا المنتزه هو في استثماره عن طريق القطاع الخاص وهذا ما نخطط له بالفعل - فكما يعلم الجميع بأن صك ملكية هذا المنتزه يتبع لوزارة الزراعة وسنقوم بالتنسيق مع المديرية العامة للزراعة بالقصيم للترتيب في طرح هذا الموقع للاستثمار.
وأتوقع ان يكون مجدياً كما أنه بالامكان تكليف المستثمر بالقيام بالكثير من الخدمات المهمة جداً مقابل عائد مادي من المؤكد أنه إن شاء الله سيحصل عليه لقاء تفعيل المناشط العامة في المنتزه.
غياب التنسيق بين البلدية وحماية الحياة الفطرية
وبالرغم من كثرة رواد المنتزه كما يلاحظ ولكن ما هناك اهتمام ولا تنسيق ما بين البلدية وهيئة الحماية الفطرية من ناحية الأشجار الموجودة ووضع أشجار أكثر جمالا فهل هذا صحيح؟
أجاب المهندس السلطان قائلا:
ما ذكرت صحيح لا يوجد لدينا أي برنامج مع الأسف الشديد لحماية الغطاء النباتي الموجود في المنتزه ولكن نأمل ان يتم ذلك قريباً إن شاء الله وفق الآليات المتاحة من أجهزة الدولة المختلفة.
الطلاب أبدوا عزمهم مستقبلاً لما يخدم مجتمعهم
وفي ختام هذا الموضوع أبدى عدد من الطلاب شعورهم وحماسهم الكبير بمثل هذا العمل النبيل وأبدوا عزمهم ووطنيتهم مستقبلا لعمل كل ما يخدم أمتهم ومجتمعهم وأن يقوموا بهذا العمل دائما وأبداً سواء في المدرسة أم في الشارع أم في المنزل أم الأماكن العامة كالمنتزه البري وحماية البيئة فيه.
وناشد هؤلاء جميع زملائهم الطلاب عامة بأن يحذوا حذوهم وأن يكونوا قدوة لغيرهم لأنهم درسوه وتعلموه فيجب ان يطبقوا ذلك على أرض الواقع.. وهذا من تعاليم ديننا الاسلامي الذي حثنا على النظافة وأنها من الايمان.
|