* الجزيرة - خاص:
أشاد عدد من العلماء رؤساء مراكز وجمعيات إسلامية بالجهود الحثيثة المتواصلة التي تبذلها المملكة في خدمة ضيوف الرحمن وخاصة ما تقدمه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد من تهيئتها لكافة الأجواء المناسبة التي تمكنهم من أداء المناسك في يسر وأمان وطمأنينة وفق ماشرع الله تعالى في كتابه الكريم وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم مشيدين بجهودها في تهيئة المساجد في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة والمواقيت في مختلف مناطق المملكة، وتكثيف التوعية الدينية لهم، وذلك من خلال توفير العلماء والدعاة وكبار المشايخ ليسهموا في توعية الحجاج وتبصيرهم بأمور دينهم ونسكهم.
معجزة وبركة:
بداية يقول الدكتور محمد علي الجوزو مفتي لبنان: لقد سخرت المملكة كل إمكاناتها المادية والمعنوية ووضعت كل الوزارات في حالة تأهب دائم، للعمل على استقبال الحجاج عند قدومهم إلى الديار المقدسة، وجندت موظفيها لتسهيل إجراءات الدخول إلى المطارات والموانئ، ونقلهم إلى أماكن إقامتهم في مكة والمدينة بأسلوب عصري متقدم.. رغم ضخامة الملايين المتدفقة من البشر، استوعبتها الأجهزة المختلفة بسرعة فائقة.. يسرت لها سبل الحركة والتنقل إلى أماكن العبادة وأداء الشعائر.. إنها معجزة حقاً.
ويؤكد الجوزو ان الحج فريضة كبرى، ومؤتمر إيماني إسلامي عظيم، وتوعية الناس، وتعريفهم بأمور دينهم، مهمة شاقة، وضرورية، لكون ان أعداداً كبيرة من الحجاج تفد إلى الديار المقدسة، وهي تجهل جهلاً تاماً أمور دينها، ولاتعرف منها إلا القشور، وان أداء فريضة الحج يحتاج إلى توجيه وتعليم وإرشاد وتبصير حتى يتعلم الحاج كيف يؤدي الشعائر، دون ان يقع في الأخطاء المميتة، ودون ان يرتكب من الأعمال مايفسد عبادته.. مؤكداً ان وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد جندت كل ما عندها من طاقات علمية ودعوية وكل ما تملكه من وسائل حديثة لنشر الوعي بين الحجيج، فكانت مكاتبها ومراكزها الثابتة والمتنقلة تعمل على القيام بدورها الفعال في جميع الأماكن التي يوجد فيها الحجاج.. كما أنها سخرت كل الوسائل الإعلامية ولنشر الوعي الديني والأخلاقي بين حجاج بيت الله الحرام، وتقوم بتوزيع الكتيبات على الحجاج وتشرح كيفية أداء الفريضة منذ الوصول إلى المواقيت حتى انتهاء أداء الشعائر.
ويضيف د.الجوزو ان هذا العمل الذي يشرف عليه معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ بنفسه، جعل العدد الأكبر من الحجاج على بينة من أمور دينهم، وعلى معرفة جيدة بما يتوجب عليهم من فرائض وواجبات وسنن، ويمكنهم من أداء الفرائض والواجبات دون عناء ومشقة إذا ما التزموا بما فرضه الله عليهم بدقة ونظام وعلم، حتى يتجنبوا الوقوع في الخطأ، وحتى لايتسببوا في إيذاء أنفسهم أو إيذاء غيرهم، إذا هم خالفوا التوجيهات التي يرشدهم إليها العلماء.
وقال د.الجوزو: إن دور وزارة الشؤون الإسلامية دور أساسي لأن معظم هؤلاء الحجاج يحتاجون إلى من يأخذ بأيديهم ليدلهم على كيفية أداء هذه الفريضة دون عناء ولا مشقة ولا مخالفات ولا إيذاء للآخرين.
دور الجمعيات:
وحول دور الجمعيات الأهلية والمراجع الدينية في البلدان الإسلامية يقول د.الجوزو: هناك جهل مطبق يلمسه كثير من الناس في أثناء تأدية بعض الحجاج لشعائر الحج، مما يتسبب في تعريض الحجيج للأخطار القاتلة المميتة.. سواء عند الطواف أو عند الرجم أو عند الإقامة في منى أو في عرفة.
وواجب المراجع الدينية في مختلف الدول ان تقوم بدور التوعية للحجاج بما يجب عليهم القيام به لتجنب الأخطاء قبل وصولهم إلى الديار المقدسة.. وواجب الجمعيات الأهلية والمنظمات الإسلامية، في البلاد التي توجد بها أقليات إسلامية، ان تعمل على توعية هؤلاء المسلمين وتثقيفهم بمغزى الحج ومعانيه، وبالكيفية التي يتم بها أداء الشعائر دون عنف ولا إيذاء ولا إضرار بالآخرين.
وأن يكون هناك التزام كامل بآداب الإسلام وأخلاق الإسلام، من أخوة ومحبة وتسامح ونظام وتعاون لأن الحج للتقارب والتضامن وتوحيد المشاعر في أثناء أداء الفريضة.
بل إن واجب المرجعيات الإسلامية في الدول الإسلامية وفي الدول التي توجد فيها أقليات إسلامية ان تنبه الحجاج إلى أمر مهم وهو ان الحج عبادة من العبادات، وليس مجالاً للمحاكمات السياسية والمجادلات المذهبية والحزبية، ونشر الدعايات لهذا الطرف، أو ذاك، مما يثير الحساسيات الدينية بين المسلمين.
وكذلك على الحجاج الالتزام بالقوانين التي تطبقها المملكة العربية السعودية، حرصاً على سلامة الحجاج وأمنهم وراحتهم ورغبة في ان يظفروا بالثواب والمغفرة وبالجزاء الأوفى عند الله عز وجل، لأن أي مخالفة تضر بالمسلمين، هي مخالفة لشرع الله عز وجل.. فلا يجوز لأي فريق من المسلمين ان يتفرد بعمل يخالف شرع الله، مما يفسد الحج، ويعمل على إبطاله، والحرمان من الثواب والجزاء الذي يتوخاه المؤمن من أداء الفريضة.
توفير الراحة لضيوف الرحمن:
ومن جانبه يقول فضيلة الشيخ أحمد المرابط الشنقيطي نائب مفتي موريتانيا: إن إيماننا ليملي علينا كامل الارتياح والإعجاب بما تقوم به المملكة العربية السعودية ممثلة في سائر القطاعات الحكومية والأهلية وخصوصاً وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد من خدمات جليلة تضمن بإذن الله توفير الراحة لضيوف الرحمن الحجاج والمعتمرين ونرى ذلك عملاً بمقتضى قوله تعالى: {وّمّن يٍعّظٌَمً حٍرٍمّاتٌ اللّهٌ فّهٍوّ خّيًرِ لَّهٍ عٌندّ رّبٌَهٌ} وقوله: {ذّلٌكّ وّمّن يٍعّظٌَمً شّعّائٌرّ اللّهٌ فّإنَّهّا مٌن تّقًوّى القٍلٍوبٌ} ونحن على ثقة ان الله تعالى ينجز وعده على ذلك حيث قال: {وّلّيّنصٍرّنَّ اللّهٍ مّن يّنصٍرٍهٍ الله لّقّوٌيَِ عّزٌيزِ} {الّذٌينّ إن مَّكَّنَّاهٍمً فٌي الأّرًضٌ أّقّامٍوا الصَّلاةّ وّآتّوٍا الزَّكّاةّ وّأّمّرٍوا بٌالًمّعًرٍوفٌ وّنّهّوًا عّنٌ المٍنكّرٌ وّلٌلَّهٌ عّاقٌبّةٍ الأٍمٍورٌ}.
وطالب الشيخ الشنقيطي الدول العربية والإسلامية والجمعيات والمنظمات الإسلامية أن يتأسوا بالمملكة وأن يقوموا بالتوعية الكاملة للحجاج والمعتمرين قبل القدوم على الأراضي المقدسة.
مسؤولية عظيمة:
أما الدكتور عبدالعزيز بن محمد اليحيى مدير المركز الإسلامي الثقافي ببلجيكا فتحدث قائلاً: إن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يفرحون بمقدم هذا الموسم الكريم ويشتاقون لزيارة البيت العتيق وأداء مناسك الحج ،وان الجميع يقدر ما تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين من جهود كبيرة وأعمال كثيرة مشهودة مشكورة في خدمة ضيوف الرحمن والقادمين لأداء مناسك الحج ،ولاشك ان ما تقوم به وزارة الشؤون الإسلامية من جهود في تهيئة المساجد في مكة والمدينة والمشاعر والمواقيت وما تقدمه للحجاج من مصاحف وكتب ونشرات تعرف الحاج بمناسك الحج لها الأثر الكبير في نفوس الحجاج، وتكون سبباً في نشر الوعي والمعرفة بأحكام الحج بينهم حتى يؤدي الحاج نسكه على علم وبصيرة، وهذه الجهود الكريمة محل شكر وتقدير من زوار وحجاج بيت الله الحرام.
أما عن الدور الذي ينبغي ان تقوم به الدول العربية والإسلامية وكذلك المراكز والجمعيات الإسلامية تجاه حجاجها يقول د.اليحيى: إن المسؤولية كبيرة والأمانة عظيمة، ولذلك يجب على الجهات المنظمة والمسؤولة عن الحج والحجاج في الخارج ان تقيم دورات مكثفة لتوعية الحاج والقادم للمملكة العربية السعودية وتعرفه بأحكام المناسك، وما يجب على الحاج ان يتعرف عليه من الأمور الشرعية والضوابط الإدارية داخل المملكة حتى يسهل على الجهات المعنية تسيير أمور الحج ويكون هناك من التعاون مايحقق الخير للجميع حتى يؤدي هذا النسك بيسر وسهولة.. مبيناً ان المركز الإسلامي والثقافي ببلجيكا دأب على إقامة دورات شرعية مكثفة للتعريف بالحج ومناسكه، وذلك بلغات ثلاث (العربية والفرنسية والفلمنكية) كما أقام معرضاً بالصور لمكة ولمناسك الحج وكذلك يقوم بعرض شريط مسجل بالفيديو عن أعمال الحج حتى يتصور الحاج تلك المناسك ويعمل بالواجبات، ويبتعد عن الممنوعات ويتم خلال ذلك توزيع عدد من النشرات والكتيبات التي تعرف بالحج ومناسكه.
وطالب د.اليحيى من وزارة الشؤون الإسلامية دعم هذه المراكز والجمعيات الإسلامية في الخارج بالكتب والنشرات المتعلقة بالحج، وكذلك الوسائل المعينة على فهم تلك المناسك وذلك عبر أشرطة الفيديو مترجمة إلى لغات متعددة حسب لغة كل بلد، كما اقترح ان يكون هناك تنسيق وتعاون بين الوزارة وتلك المراكز لإقامة هذه الدورات والمعارض الخاصة بالحج لما في ذلك من الأثر الكبير على الحاج ومعرفته بأحكام هذا النسك.
وفي ختام حديثه توجه بالشكر الجزيل لحكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية على ماتوليه من رعاية وعناية بحجاج بيت الله الحرام.
توعية مسبقة.. وجهود هادفة:
ومن جهة أخرى أكد د.سفيان الثوري رئيس المركز الثقافي الإسلامي بهولندا ان جهود وزارة الشؤون الإسلامية مقدرة حيث شملت أنشطتها مجالات مهمة منها عقد ملتقيات خادم الحرمين الشريفين وتنظيم الندوات والمؤتمرات وبناء المساجد في داخل وخارج المملكة وتقديم المساعدات المالية والعينية للمساجد والجمعيات ، وفي مجال خدمات الحجاج والمعتمرين فإن الوزارة تسعى دائماً لتقديم كل ماهو ممكن من أجل راحة ضيوف الرحمن ومساعدتهم لأداء مناسكهم على أحسن وجه، وتشمل أيضاً استضافة علماء المسلمين ورؤساء الجمعيات في موسم الحج وتوزيع الكتب وعقد اللقاءات والمؤتمرات أثناء موسم الحج.
وأبان د.سفيان أهمية التعاون والتنسيق بين المراكز الإسلامية في أوروبا مع الوزارة من أجل توعية الحجاج عن طريق تزويدهم بمعلومات وإرشادات حول الحج عن طريق النشرات والمحاضرات والدروس قبل بدء عملية التقديم للتأشيرات.
ويواصل قائلاً: من أجل مصلحة الحجاج قد يكون من حق القنصليات السعودية خاصة في الدول الإفريقية التأكد من ان مؤسسات الحج في خارج المملكة قامت بتنفيذ ذلك بالفعل، ولعل هذا أيضاً ينطبق على الدول الإسلامية التي ترسل وفود الحجيج ويتوجب على هذه الدول التنسيق مع الوزارة من أجل تحقيق الأهداف المنشودة من الحج.
جهود مشهودة:
ومن جانبه قال الدكتور آدم سنكري رئيس رابطة الدعاة في مالي: إن كل منصف ومخلص ينظر بعين الإجلال والإكبار والتقدير إلى تلك الجهود الجبارة التي تبذلها القطاعات السعودية الحكومية منها والأهلية بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -حفظه الله- في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة خدمة لضيوف الرحمن وتهيئة لجو مناسب لأداء مناسكهم في يسر وأمن وأمان وطمأنينة وتوفير سبل الراحة والأمن لهم.
وما تقوم به وزارة الشؤون الإسلامية في هذا الصدد من جهود دعوية وتوعوية وإرشادية كبيرة ومشهودة منها: تهيئة مساجد المواقيت المكانية المختلفة والمشاعر المقدسة من منى وعرفة ومزدلفة وغيرها وتزويدها بالدعاة والمرشدين وأهل الفتوى مساعدة للحجاج في معرفة أحكام نسكهم والاستعانة في توعية الحجاج بالمترجمين المتخصصين في أكثر اللغات المشهورة في الدول الإسلامية، وكذلك تزويد كافة الحجاج بالمصحف الكريم والمنشورات الإسلامية التي تعينهم على أداء مناسكهم وفهم دينهم ذلك باللغات المختلفة وغير ذلك من الخدمات والجهود الدعوية التي تقوم بها وزارة الشؤون الإسلامية في مواسم الحج مساعدة لضيوف الرحمن بارك الله في هذه الجهود المبذولة من قبل الحكومة السعودية وشعبها الكريم خدمة للإسلام والمسلمين وجعلها في موازين حسناتهم يوم الجزاء وحفظ الله بلد الحرمين من كل مكروه وسوء إنه سميع مجيب.
ويضيف د.سنكري قائلاً: أما واجب الدول الإسلامية في هذا الصدد تجاه حجاجهم قبل مغادرتهم بلادهم إلى الأراضي المقدسة فهو واجب ديني وتعاون مع قطاعات المملكة الإسلامية لتحقيق الأهداف السامية لعموم الحجاج في أداء مناسكهم على الوجه المطلوب وحمايتهم من كل مايخل بهذا النسك، وذلك بتنظيم الدورات للحجاج لتوعيتهم وتعليمهم أحكام الحج والعمرة.
ومن جهة أخرى أوضح د.سنكري ان حكومة مالي قامت هذا العام بتنظيم دورة لحجاجها بالتعاون مع المجلس الإسلامي الأعلى لتعليمهم أحكام الحج والعمرة وبيان محظوراتها ومبطلاتها.
وكانت هذه الدورة هي المرة الأولى من نوعها واستفاد منها الحجاج غاية استفادة وتكونت صورة عامة عن الحج والعمرة وعن البلاد المقدسة.
تعميق العلاقات:
أما المهندس محمد يوسف هاجر الأمين العام للمنظمة الإسلامية لأمريكا اللاتينية تحدث قائلاً: إن الاستعدادات التي تقوم بها القطاعات الحكومية والأهلية في المملكة العربية السعودية لخدمة ضيوف الرحمن كثيرة ومتعددة حيث نجدها تعمل على تهيئة كافة الأجواء المناسبة التي تساعد الحاج على أداء المناسك، والشعائر في يسر وطمأنينة مضيفاً ان وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة تقوم بجهود جبارة طوال العام لتهيئة المساجد في مكة المكرمة، والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة والمواقيت في مختلف المناطق التي يزورها أو يمكث فيها ضيوف الرحمن خلال موسم الحج، والمعتمرين طوال السنة، كل هذا من أجل تيسير السبل وتسهيل مهمة أداء الشعائر على أدق وأكمل وجه في أمان واستقرار وسلام، كذلك الاهتمام بشرح طرق أداء فريضة الحج عن طريق نشرها في كتيبات ومطويات وإقامة المحاضرات والدروس الإرشادية والقيام بحملات التوعية التي يقوم بها الشيوخ والدعاة في جميع أنحاء المملكة عن طريق وسائل الإعلام المختلفة والمراكز الإسلامية التابعة للوزارة خارج المملكة والموجودة في جميع أنحاء المعمورة.
وطالب المهندس هاجر بتضافر الجهود والتنسيق مع الوزارة للمشاركة في توعية الحجاج ومساهمة جميع الدول الإسلامية والمراكز والجمعيات والمؤسسات الإسلامية في بلدان الأقليات المسلمة في هذه الحملة ومشاركتها في توعية حجاجها وإعدادهم إعداداً صحيحاً قبل وصولهم إلى الأراضي المقدسة مما يسهل أداء المناسك بنظام ويساهم في تعميق مشاعر الأخوة والمحبة بين المسلمين، ومايترتب على ذلك من منافع، كذلك تحصين الحاج بالمناهج التربوية وتطوير ثقافته الدينية بأداء هذه الرسالة النبيلة، وكذلك حث الحجاج على المشاركة في حملات التوعية واتباع أساليب سهلة بسيطة تساعده في أداء الشعائر كما جاء بها ديننا الحنيف وسنة رسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه.
كما يجب ان نرسخ في حجاجنا مفهوم تعميق العلاقات الفردية مع المسلمين من دول أخرى وتوجيههم الوجهة الحسنة لأداء المناسك والتعاون على البر والتقوى.
تخصيص الدعاة:
ومن جهته يقول الدكتور محمود الدبعي نائب رئيس المجلس الإسلامي السويدي: رابطتنا الإسلامية في السويد تثمن جهود وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة وتشيد بتعاونها معها في جميع المسائل المتعلقة بتسهيل أمور الحج ولايسعنا هنا إلا ان نشكر للوزارة كل جهودها في توعية الحجيج وإرشادهم من خلال تخصيص دعاة متنقلين يتقنون اللغات المختلفة مطالبا بأن يقيم أحد الدعاة مع الوفد السويدي ليرشد الحجيج ويجيب عن أسئلتهم ويتأكد من قيامهم بأداء مناسك الحج على أكمل وجه، ونحن نوصي دوما بعقد دورات عملية لكل من ينوي الحج في بلد الحاج للتأكد من استيعاب الحاج لكل شؤون الحج.
الغاية السامية:
ومن جانبه يقول الاستاذ محمود صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس: تتضافر جهود كافة القطاعات الحكومية والأهلية في المملكة العربية السعودية لخدمة ضيوف الرحمن وتهيئة كافة الأجواء التي تمكنهم من أداء المناسك في يسر وأمان وطمأنينة وفق ما شرع الله تعالى في كتابه الكريم وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم وهو عمل تقوم به هذه القطاعات بكل تفان وإخلاص واعتزاز معتبرين ذلك نعمة أنعم بها الله، وتتكامل جهود جميع القطاعات وتتصل موسما تلو الموسم، وإذا كانت العناية المادية تتولاها الأجهزة المختصة ذات الإمكانات المادية والبشرية الكبيرة فإن العناية الروحية والمعنوية والعلمية الدينية تتولاها هياكل حكومية عتيدة تأتي في طليعتها ومقدمتها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.
ويضيف قائلاً: إن ما شهدته مساجد مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وكذلك مساجد المواقيت والمداخل في السنوات الأخيرة من توسعة وصيانة وتنظيف وتجهيز يدخل ضمن مساهمة وزارة الشؤون الإسلامية في خدمة ضيوف الرحمن من حجيج بيت الله الحرام مضيفاً ان هذه المساجد اليوم تسر الناظر من كل النواحي وتشهد بالعناية والرعاية والملاحقة بالاهتمام للحاج حيثما حل إنها نقلة فعلية ونوعية ولايقتصر دور الشؤون الإسلامية على ذلك بل يتجاوزه إلى القيام بالتوعية والتوجيه والإرشاد لحجيج بيت الله الحرام من خلال الدروس والمحاضرات والندوات، ومن خلال الإجابة عن الاستفسارات والتساؤلات التي يلقيها حجيج بيت الله الحرام، وذلك بمختلف اللغات فضلاً عن توزيع الكتيبات والمطويات وترجمات معاني القرآن الكريم في سبيل ان تؤدى شعيرة الحج من قبل حجيج بيت الله الحرام مستوفية لشروط صحتها وآدابها وأن يكون حج حجيج بيت الله حجاً مبروراً.
وينبغي أن يكون ذلك بمزيد من التوعية والتوجيه والإرشاد للحجيج بأهمية هذه الشعيرة وماينبغي ان يتأدبوا به ويتحلوا به من خلق كريم والتزام للسكينة والأدب والرفق واللين وتجنب كل مظاهر الاختلاف والفرقة والنزاع إذ لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج، مع تفقيههم وتعليمهم مناسك الحج آخذين بالتيسير الذي تقتضيه طبيعة هذه الشعيرة التي تؤدى في مكان معلوم هو مكة المكرمة وأيام معدودات هي أيام الحج، والحقيقة إن هناك مجهوداً مبذولاً من قبل كل البلدان الإسلامية.
وينوه المستاوي إلى ماتقوم به تونس نحو حجيجها حيث يتم اتخاذ ماينبغي من الإجراءات والاستعدادات المادية والبشرية والعلمية والطبية وتنطلق استعدادات الحج بالنسبة لكل عام عقب انتهاء الموسم المنقضي وذلك بالتنسيق والتعاون الكامل مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية في توعية وإرشاد الحجاج وتنظيم مواعيد سفرهم وتنقلهم وإقامتهم لتخفيف العبء على المملكة ولاشك ان ذلك هو مبتغى الجميع وغايتهم سواء.
نموذج للعمل الإسلامي:
ومن جانبه يؤكد د.سعيد عبدالله المهيري نائب مدير جامعة الإمارات العربية لخدمة المجتمع ان الجهود المباركة التي تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمة حجاج بيت الله الحرام واضحة جليلة لكل حاج أو معتمر أو زائر للمملكة العربية السعودية حيث تمتد هذه الجهود لتشمل جوانب عدة من جوانب هذه الخدمة المباركة مابين شق للطرق ومد للجسور والأنفاق، ومرافق متعددة وسهر على أمن وسلامة وصحة الحجاج، وغيرها من الخدمات التي تؤكد سعي المملكة العربية السعودية لبذل غاية الجهود لخدمة ضيوف الرحمن، ولعل أبرز جوانب الخدمة ماتقوم به وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد التي لم تتوان في بذل كافة الجهود من أجل نشر الدعوة الإسلامية والتعريف بها، وبيان الأحكام الشرعية والتوعية الإسلامية التي يستفيد منها حجاج بيت الله الحرام، فانتشار الدعاة والموجهين ونشر الكتب الإسلامية وشرح المبادئ الإسلامية بصفة عامة وأحكام الحج بصفة خاصة، كل ذلك يبين أهمية الخدمة التي توفرها الوزارة للحجاج مما يعينهم على أداء مناسكهم بصورة صحيحة، وهذه الجهود التي تبذلها الوزارة تأتي ضمن سياق مجهودات كبيرة تستمر خلال العام مما تقوم به وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف من خلال برامجها وجهودها المباركة.
ويضيف د.المهيري: ولاشك ان هذه الجهود تعد نموذجاً يحتذى به في سبيل خدمة الدعوة الإسلامية إذ تقدم الوزارة نموذجاً لما يجب ان تعمل به المؤسسات الإسلامية الأخرى حتى تقوم بدورها في خدمة المسلمين في البلاد الإسلامية، وتعمل على تكامل الجهود خصوصاً في توعية الحجاج بأحكام الحج قبل وصولهم إلى الأماكن المقدسة حيث ان كثيرا من الحجاج لايعلمون أحكام الحج بصورة صحيحة ويجهلون بعض الالتزامات الشرعية في تعاملهم مع إخوانهم الحجاج من البلاد الأخرى، ولذا فإن جهود المؤسسات والجمعيات والمنظمات الإسلامية في هذا المجال تهيئ الحاج لأداء نسكه وتحقق له الهدف من مجيئه ولاشك ان تعاون هذه المؤسسات مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية يحقق التعاون والتنسيق المطلوب بين المؤسسات الإسلامية وبخاصة ان الوزارة تقوم بجهود كبيرة في هذا المجال.
خطوات الخير:
ومن جهته يقول الداعية السنغالي رئيس الصندوق السنغالي للتضامن الإسلامي الدكتور خديم محمد سعيد إمباكي ان المملكة العربية السعودية لم تنفك منذ نشأتها ترى ان من واجباتها الأساسية خدمة المسلمين عامة وضيوف الرحمن خاصة، وذلك لما ميزها الله به دون سائر بلاد الإسلام من احتضان الأراضي المقدسة، قبلة المسلمين ومثوى رسولهم عليه الصلاة والسلام.
ولم تزل المملكة تقدم شتى الخدمات للمسلمين داخل حدودها وخارجها فأصبحت آثار تلك الخدمات بادية للعيان في كل مكان من العالم الإسلامي من خلال المساجد والجوامع والمدارس والمعاهد والمشاريع التنموية التي تمولها المملكة بسخاء في كل أرجاء المعمورة.
وقد خطت المملكة خطوة إلى الإمام حين أقدمت على إنشاء وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وأسندت إليها المسؤوليات المتعلقة بمجالات تخصصها، فقامت هذه الوزارة بواجبها خير قيام إذ عينت دعاة وأرسلتهم إلى جميع القارات ليبلغوا رسالة الإسلام إلى البشرية قائمة على أساس إخلاص الدين لرب العالمين، وقد هدى الله بفضل جهود دعاة الوزارة شعوباً إلى التوحيد الخالص الذي يعكس عقيدة السلف الصالح التي كان عليها الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن تبعهم بإحسان من أهل القرون المفضلة.
ولم تكتف الوزارة بذلك، بل تجند كل عام عدداً كبيراً من خيرة الدعاة للقيام بالدعوة أثناء وجود الحجاج في الأراضي المقدسة، وذلك بالاتصال المباشر وعبر وسائل الإعلام المختلفة.
وقد لمسنا في أماكن مختلفة من خلال ردود فعل الحجاج بعد عودتهم إلى بلادهم أنهم تأثروا بجهود الدعاة تأثراً عميقاً وتغير سلوكهم تغيراً ملموساً.
ولاشك ان الجمعيات الإسلامية والمؤسسات المحلية يجب ان تقوم بتذكير الحجاج بأحكام الحج قبل سفرهم إلى الأراضي المقدسة وذلك في إطار جهود الدعوة والتوعية التي تبذلها، ويقوم كثير من هذه المؤسسات فعلاً بهذا العمل، الأمر الذي كان من نتائجه ظهور حجاج أكثر وعياً بمنزلة الحج في الإسلام وأحق علماً بأحكامه من أجيال الحجاج السابقة.
|