لا مراء بأن الانسان سيحاسب عن كل ما يعمله في هذه الدنيا من قول او عمل، ان خيراً فخير وان شراً فشر حيث قال تعالى في كتابه الكريم {مّا يّلًفٌظٍ مٌن قّوًلُ إلاَّ لّدّيًهٌ رّقٌيبِ عّتٌيدِ }.
ما أحببت الاشارة اليه في هذا الصدد هو انه حري بنا احبتي في الله ان نجعل مجالسنا عامرة بذكر الله تعالى ونجعلها طاهرة من كل سوء ومعصية فعلينا ان نبتعد في مجالسنا عن الغيبة والنميمة واللمز والسخرية والاستهزاء واللغو وان نحذر كل الحذر من الوقوع في الخوض في أعراض اخواننا المسلمين فذلك الامر ليس سهلا فقد قال صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» وحري بنا ان نذود عن اعراض المسلمين فاذا سمعنا احداً من جلسائنا وقد اغتاب أحداً من اخواننا فانه يجدر بنا تذكيره فوراً بخطورة ذلك العمل، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «من ذاد عن عرض اخيه ذاد الله عنه يوم القيامة».
نعم أحبتي في الله علينا ان نجعل مجالسنا معينة لنا على طاعة الله تعالى كأن نتشاور فيها بكل ما من شأنه مساعدة اخواننا المسلمين والوقوف معهم في ازماتهم وشدائدهم، وأن نعمل على اصلاح ذات البين، وازالة العداوة والبغضاء والشحناء، وان نعمل في مجالسنا على التشاور في الخير والاصلاح فقد قال تعالى:{..وّالصٍَلًحٍ خّيًرِ ..} وأن نحرص على أن يكون في مجالسنا نصيب من ذكر الله تعالى كأن نتدارس كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فقد قال صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه الا نزلت عليهم السكينة وحفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده».
|