زاوية أسبوعية نتناول فيها ما يفيد القارىء الكريم ويثري حصيلته الشرعية والمعرفية وتعتمد التنويع في الطرح لعموم الفائدة.
كلمات مضيئة
«أشكر الله على أن أتاح لنا مثل هذه الاجتماعات العظيمة الجمة الفوائد، فهي في الحقيقة أجلّ الاجتماعات التي نحن بحاجة شديدة اليها في كل وقت وآن.وليس الغرض من هذه الاجتماعات الأكل والزينات - فإن هذا لا يهمنا - إنما المهم عندنا أن نتذاكر مع اخواننا بما يعلي كلمة التوحيد ويدعو لاخلاص العبادة لله، فهذا جل ما نقصده من هذه الاجتماعات.. إن الله - جلت قدرته - حكيم إذ جعل للاجتماع في بيته الحرام فوائد جمة، أولها الاخلاص في عبادة الله تعالى في أقدس بقعة، حيث جعل بيته الحرام وأرسل رسوله من أفضل قبيلة قطنت هذه الديار.وقد جعل الله الفخار لأي كان بالتقوى لا بغيرها، فلم يكن في الاسلام تفاضل بين العربي وغير العربي إلا بها، وفخار العرب، وعزهم بالاسلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم.
والكريم عند الله هو التقي الورع «إن أكرمكم عند الله أتقاكم» ولقد أنزل الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم خير الكتب فأمرنا بالايمان بهذا الكتاب المبين وبرسله وهذا خير فخار لنا.
والمقصود من هذا الاجتماع، هو ان نجدد اسم الاسلام، ونعمل بمعناه، والاسلام معناه الاستسلام لله تعالى والطاعة له والايمان بكتابه ورسوله، وقواعد الاسلام قائمة على كتاب الله وسنة رسوله، وأعمال الخلفاء الراشدين وما اتفق عليه الصحابة الكرام، وما جاء به فيما بعد الأئمة الأربعة فهي حق لا نحيد عنه قط.ثم إن الغاية من هذا الاجتماع هي التعارف والتآلف، لعل الله يوفقنا بذلك لخدمة الدين ونشر حقيقته، وبهذا وحده، ننال العز والفخار في الدنيا والآخرة، وثقوا بأن الله يؤيد من يعمل ويسعى في هذا السبيل.
ومن المسائل التي يجب ان نعمل بها في هذا الشأن وتعد في طليعة خدمة الدين الحنيف، هي تطهير الاسلام من أدران الخلافات التي علقت بالدين وهو بريء منها، وإنما ألصقها فيه أناس نفعيون يبتغون من وراء ذلك النفع المادي.
إن هذا الاجتماع هو للتعارف كما قلت، ورابطة الاسلام هي خير واسطة للتآلف والتعارف، فالواجب علينا أن نتمسك به، وأن نعمل بما أمرنا لننال الفوز في الدنيا والآخرة.
يقولون «الحرية» ويدعي البعض أنها من وضع الأوروبيين، والحقيقة أن القرآن الكريم قد جاء بالحرية التامة الكافلة لحقوق الناس جميعاً، وجاء «بالإخاء» و«المساواة» المطلقة التي لم تحلم بها أمة من الأمم، فآخى بين الصغير والكبير، والقوي والضعيف، والغني والفقير، وساوى بينهم»(*).
(*)كلمة ألقاها جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود - غفر الله له - في غرة شهر ذي الحجة من العام 1348هـ في الحفل التكريمي الذي أقامته أمانة العاصمة المقدسة في مكة المكرمة على شرف جلالته.
|