الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
لا يخفى ان الحج من أعظم العبادات وأجل القربات ومعبر الى جنة عرضها الأرض والسماوات قال صلى الله عليه وسلم:«العمرة الى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة» متفق عليه، ويترتب عليه منافع كثيرة دينية ودنيوية قال تعالى:{لٌيّشًهّدٍوا مّنّافٌعّ لّهٍمً} [الحج: 28] . ألا وإن أعظم منافع الحج الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى:{كٍنتٍمً خّيًرّ أٍمَّةُ أٍخًرٌجّتً لٌلنَّاسٌ تّأًمٍرٍونّ بٌالًمّعًرٍوفٌ وّتّنًهّوًنّ عّنٌ المنكّرٌ} [آل عمران: 110] .
والحسبة ولله الحمد متاحة بجميع أنواعها وأساليبها وميسرة في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين «حرسه الله»، ويزداد التأكيد بضرورتها في موسم الحج لحاجة وفود الرحمن الماسة الى ذلك وتعطشهم الى معرفة أحكام الحج وما يتعلق به لكي يؤدوا نسكهم على الوجه المطلوب كما شرع الله وكما ورد عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم القائل:«خذوا عني مناسككم»، الى جانب ما يحتاجون الى معرفته من أمور العقيدة والدين وما يتعلق بالعبادات والمعاملات، وتنبيههم وتحذيرهم وحجزهم عن بعض المعاصي والمنكرات التي قد يقعون فيها فتكون سببا في بطلان حجهم أو نقص ثوابه، لاسيما وأنهم يأتون من بلدان بعيدة وبأفواج عديدة، وقد لا تتاح للحاج فرصة العودة للحج مرة أخرى، فمن هذا المنطلق وجب على العلماء وطلبة العلم والدعاة الى الله ورجال الحسبة الحرص باستغلال هذا الموسم العظيم وبذل قصارى جهدهم في نفع اخوانهم المسلمين حجاج بيت الله والمساهمة الفعالة في هذا المجال، وفي هذا العمل الجليل الذي هو من وظائف الأنبياء والمرسلين، قال صلى الله عليه وسلم:«من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان» رواه مسلم.ويكون ذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية بهذا الخصوص، كما ينبغي من الجهات ذات العلاقة من منسوبي هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمؤسسات التعليمية والدينية والدعوية تنشيط دورهم وابراز جهودهم في ذلك مع ضرورة التعاون والتنسيق وزيادة التنظيم والإعداد والتخطيط المسبق لتلافي بعض جوانب النقص فيما سبق حتى تؤتي الجهود ثمارها وتجتنى قطافها.
وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه.
(*)الرئاسة العامة
| 
