|
|
هاهو الحج قد عاد لنا وعدنا إليه وهاهي فرصة أدائه تتجدد لمن فاتته العام الماضي والأعوام التي سبقته، وهذه الفرصة قد لا تتكرر لأحدنا العام القادم إما لموت أو لمرض أو لظرف «ما» يحول بينه وبين أداء الحج، وتأخير الحج هو مرض عضال أصاب بعض الناس في زمن راجت فيه أدواء «سوف» فتجد أحدهم إذا قيل له لماذا لا تؤدي فريضة الحج حتى الآن رغم ان عمرك قد تجاوز ربما الأربعين عاما ويزيد؟! رد إني سوف أحج العام القادم وهذا ديدنه كل عام «العام القادم» وكأنه ضمن غده حتى يضمن عامه القادم!! فهو لا ينقصه نفقة الحج ولا متطلباته فالمال موجود والأمن موجود والصحة موجودة وإذا كانت امرأة فالمحرم موجود وهذا الداء المسمى ب«سوف» يضاف الى داء آخر ألا وهو التسلط على النساء وحرمانهن من الحج فتجد أحدهم يفرض رجولته - وبئس الرجولة- على امرأته بأن يرفض الذهاب بها لتؤدي فريضة الحج لا لشيء إلا لأنه لا صبر لديه لمرافقتها في الحج، لكن الصبر على السياحة بها!!، فيحرمها من أداء فرضها فتضطر الى أن يكبر أحد أبنائها فتعرض عليه بكل لين وتذلل وانكسار شديد أن يتفضل عليها ويكون محرماً لها لا للسياحة في الشرق والغرب بل لتؤدي الركن الخامس من أركان الاسلام، وتذللها وانكسارها لأبنها يأتي خوفاً أن يسري داء «سوف» إليه كما سرى الى أبيه من قبل وحينها يصدق فيه «من شابه أباه فما ظلم»، أعود للحديث عن التسويف في الحج فمن التجار والموظفين من يمضي عمره وهو لم يحج رغم انه يحضر مجامع الحجيج كل عام وهو لم يحج معهم وعذره انه مشغول وسوف يحج العام القادم ولو تخلص من داء «سوف» لاستطاع الحج وهو قائم بتجارته ومهامه لكنه التسويف - أعاذنا الله منه- والمبادرة الى أداء فريضة الحج هي طاعة لله جل وعلا ولرسوله صلى الله عليه وسلم حيث قال عليه الصلاة والسلام «تعجلوا الى الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له» رواه أحمد، فلنبادر الى أداء هذا الركن العظيم من أركان هذا الدين فو الله لا ندري ما يعرض لأحدنا، فما دام في العمر فسحة فلم نعالج فيروس «سوف» ونؤدي هذا الركن العظيم؟!! |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |