يعتبر فهد عبد الكريم الاحمد من أهم الاسماء في تاريخ كتابة الأغنية الشعبية اذ إن كلماته العذبة لامست حناجر معظم الفنانين الشعبيين، وبقيت قصيدته كحلقة وصل بين مختلف عشاق هذا الفن الاصيل.. ظل فهد الاحمد بعيدا عن الظهور الاعلامي، الا انه بقي مغردا مع انجازات قل ان يحققها غيره في كتابة الاغنية الشعبية، وفي دومة الجندل بالجوف كان لشواطىء هذا الحوار معه:
* هل انت راض عما قدمته خلال أكثر من عشرين سنة مضت؟
- علاقتي مع كتابة الاغنية الشعبية بعيدة الأمد، فالاغنية الشعبية قريبة من النفس وهي بسيطة ومعبرة وسرعان ما تجتاح القلوب لصدقها وعفويتها، وخلال عشرين سنة مضت من علاقتي بكتابة الاغنية الشعبية استطعت التفرد «ولله الحمد» بالكتابة لمعظم الفنانين الشعبيين المعاصرين، في سابقة لا تحسب لغيري من الشعراء، ومن هؤلاء الفنانين على سبيل المثال: سلامة العبد الله وعبد الله الصريخ ومزعل فرحان وكمال حمدي وفهد عبد المحسن وسعد جمعة وبديع مسعود وشادي الشمال وخالد السلامة وبدر الليمون وعبد الله السالم وعبد الرحمن النخيلان وبدر الحبيش وصالح الحلو ونادر واخيرا الفنانة ميساء وبكل تأكيد انا راض عما قدمته طوال هذا المشوار، ويكفي ان تعلم بأن عدد الأغنيات التي كتبتها يتجاوز الخمسمائة «500» اغنية وجميعها موثق ولا يزال الجمهور يطرب ويتغنى بمعظم اعمالي مع مختلف الفنانين الشعبيين.
* أنت قليل الظهور اعلاميا فبم تعلل ذلك؟
- لست مغرما بالظهور الاعلامي، وانا متواجد من خلال الصفحات الشعبية التي يظل هاجسها خدمة الادب الشعبي، بعيدا عن المجاملات التي تنبع من أسس تسويقية بحتة.
* وبرأيك الى أي مدى اثرت مثل تلك المجاملات على مستوى الشعر في الآونة الأخيرة؟
- بكل اسف فان مثل هذه المجاملات ساهمت في زراعة الشعر الركيك والسطحي، وادت الى ابتعاد الكثير من الاسماء المعروفة وعزوفهم عن النشر مثل عناد المطيري وماجد الشاوي وغيرهما، فهل من المعقول ان تهمش الاسماء اللامعة والقوية، ويفتح المجال امام انصاف وأشباه الشعراء؟
* هل يمكن القول: انه لا توجد أسس ومعايير مثالية وسليمة لدى غالبية المحررين الشعبيين يستندون عليها عند النشر؟
- أنا أرفض لغة «التعميم» فهناك محررون مميزون خدموا الأدب الشعبي وساهموا في الحفاظ على هيبة الشعر من خلال ابداع صادق ومنصف مثل مهدي بن عبار والحميدي الحربي وفاضل الغشم وراشد ابن جعيثن وغيرهم، ولكن في المقابل هنالك محررون يفتقرون الى اهم اسس الصحافة وهي المصداقية!!
* ظهر مؤخرا تيار ينادي بالتجديد في «المفردة» فما رأيك أنت؟
- أنا كنت من أول الشعراء مناداة بالتجديد في المفردة العصرية المواكبة فليس من الجميل ان نكتب القصيدة بلسان الآباء والاجداد، فلكل زمان دولة ورجال، ومن المفترض ان تكون لغة القصيدة سلسة ومفهومة لدى المتلقي، وانا عندما ادخلت الكثير من المفردات المعاصرة في قصائدي واجهت الكثير من الانتقادات، وهاهم الآن يدركون صحة ما سبقتهم اليه بسنوات.
* هل لك ان تعطينا بعض الامثلة على ما تقول؟
- خذ على سبيل المثال قصيدة «الزار» التي تغنى بها الفنان سعد جمعة أو «وخا سيدي» وغيرهما الكثير من القصائد التي كتبتها في السابق.
* دائما ما يثار الجدل حول بعض الاغاني التي كتبت كلماتها بأنها تحكي قصصاً واقعية مثل «خلف السوار» وغيرها؟
- أنا لا أصادر حق المتلقي او المستمع في تأويله للنص، ولكن هذا التأويل معرض للصواب والخطأ في آن واحد، وانا ضد ان يفسر الشاعر قصيدته، لأن ذلك قد يفقدها الكثير من توهجها فمن الاجدر بالشاعر ان يترك الفرصة لخيال المتلقي في التعامل مع تحليل القصيدة وتذوقها، وهنا سيجد المتلقي حافزا اكبر للوصول الى غاية القصيدة، وسيجد الشاعر لقصيدته الكثير من الاصداء المتفقة في احيان والمختلفة في احيان اخرى، فهذا المتنبي يتفاخر قائلا:
أنام ملء عيوني عن شواردها
ويسهر الخلق جراها ويختصم
* من يلامس ذائقتك من شعراء الساحة؟
- يعجبني الشعر الجميل والعذب بغض النظر عن قائله، فالأسماء ليست كفيلة وحدها بتميز نص عن سواه.. وقد قرأت الكثير من النصوص الرائعة في الفترة الاخيرة، وعموما هنالك اسماء جميلة تقدم شعرا راقيا مثل طلال السعيد ونايف صقر ومساعد الرشيدي وضيدان بن قضعان.
* كنت اول من صنف الفن الشعبي الى ثلاثة اجيال متعاقبة حدثنا عن ذلك التصنيف وهدفك منه؟
- نعم كانت لي الاسبقية في تصنيف الفن الشعبي الى ثلاثة اجيال متعاقبة وذلك من خلال حوار لي مع مجلة المختلف، اما قبل ذلك فكان الحديث عن الفن الشعبي عشوائياً ويظل تحت دائرة العموميات، وقد استندت في ذلك التصنيف على خبرتي الطويلة ومتابعتي لهذا الفن، والهدف من ذلك هو إضفاء ترتيب منظم يحافظ على هذا الموروث الجميل.
* ما رأيك بقضية بيع الشعر، وهل بعته؟
- قضية بيع الشعر أو اهدائه او التعديل للآخرين هي أمر واقع ومن السذاجة انكاره، والبعض من الشعراء اعترف علناً ببيع الشعر وبعضهم اعترف بالاهداء ولم ينف البيع والبعض لا ينفي ولا يؤكد وانا اعترف بأني عدلت في قصائد الكثير من الشعراء وهذا من باب التقويم والتشجيع وأهديت العديد من القصائد، اما البيع المطلق فاني لا انفي ذلك ولا اقر به.
|