* كتب المحرر الرياضي:
* كانت نتيجة اللقاء فوز الشباب بهدف واحد فقط سجله قبل انتهاء المباراة بنصف ساعة تقريباً وكان بامكان الفريقين زيادة رصيد المباراة من الأهداف بهدف لكل منهما على اقل تقدير إلا ان رعونة التهديف ومن قبلها سوء التمركز بالاضافة الى فشل الفريقين في رسم الهجمات بدقة وبعيدا عن الارتجال قطع الامل في امكان زيادة الأهداف الامر الذي جعل المباراة تنتهي بهدف واحد مقابل لا شيء.
* ولقد كانت التوقعات ترشح هذه المباراة لتكون قمة مباريات الموسم في تفوقها من الناحية الفنية.. وفي زيادة لمحات الاثارة فيها.. لكن المباراة جاءت على العكس من ذلك كله، فقد افتقدنا فيها عناصر الاثارة.. وعجز اللاعبون عن تقديم ما يشوق من الالعاب والفنيات.. مما اذهل عشاق الرياضة.. وشدهم الى استعراض مستويات الأندية على ضوء تذبذب هذا المستوى.. خاصة وان هذه المباراة كمباراة بطولة ينبغي ان تحفل بالكثير من فنيات الكرة.. وبالكثير مما يعطي الانطباع الحسن لدى الجماهير.
* قد يكون للأعصاب دخلها في ذلك.. ولكن لماذا لم تطغ هذه الاعصاب على المستوى الجيد الذي ساد مباراة الشباب مع النصر.. ولماذا لم تؤثر في اهتزاز مستوى مباراة الهلال مع اليمامة.. ألا يعني ذلك وبكلمتين ان المباراة دون مستوى البطولة.. لانها في ابسط صور الدراسة الواقعية للموقف.. كانت اقل بكثير من المباراتين السابقتين.. في وقت المفروض ان تكون هذه المباراة اكثر تفوقا مظهرا ومضمونا.. وان ذلك يرجع الى ان الاعصاب لا يمكن اعتبارها العامل المهم فيما حدث واحاط بهذه المباراة.. رغم اقتناعي بان لها بعض الاثر فقط.
* صحيح ان الشباب كان الفريق الافضل ولكن ليس الى درجة البروز الواضح.. ثم وان تفوق فلم يكن في مستوى ما لعب به أمام النصر ولا في مستوى الهلال الذي حقق به الفوز على اليمامة.. والهلال وان كان قد لعب مباراة سيئة ومن الافراد كلهم فيما عدا سلطان وحارس المرمى بشير.. فالشباب هو الآخر كان يشكو ضعف الوسط ويئن من سلبية الهجمات.. ويكاد لا يجد مايعزز به ثقته في كسب المباراة إلا في نشاط خط الظهر الذي لعب مباراة كبيرة انهى فيها مصدر الخطورة في هجوم الهلال على الأقل..
- لم تكن عملية غزو مرمى الشباب تحتاج مثلا من الهلال الى كل هذا المجهود لنقل الكرات من لاعب الى آخر.. وهو ما عكس اثره وكان له تأثيره في تعقيد الهجمات الهلالية.. وفي توفير سهولة تفتيت كراتهم من قبل دفاع الشباب.. ومع ذلك ظل الهلال بهذا الاسلوب يلعب.. واستمر على هذا النحو يخطط.. وهو ما أراح بالفعل فريق الشباب حتى بعد خروج عمر حامد.. وتفوق الهلال في الضربات الركنية.. وصد سعيد نصير لكثير من المحاولات الشبابية في التهديف على مرماه.
* والشباب كان عليه ليحقق الفوز مسؤوليات ضخمة قد لا يبدو واضحا منها إلا اماتة هجمات الهلال باسكات مصادر خطورتها.. إلا ان هناك ما هو أهم.. ذلك ان القضاء على نقاط الضعف بالفريق الشبابي لا يمكن اغفاله من فريق اصبح يثق بقدرته في كسب بطولة الوسطى لهذا العام.. ومن هنا لاحظنا الرقابة الشديدة التي فرضها الشباب على ابن عمر وقد اجدت كثيراً.. كما لاحظنا محاولات دعم خط الظهر لمنطقة الوسط كلما جاء المجال مناسبا لذلك.. وان كان ذلك لم يجد بشيء فهي محاولة على الأقل.. ولم تضعضع الفريق بالقدر الذي يخشى عليه بفضل التركيز على الاجنحة في كثير من الهجمات التي كان يشنها الشباب الى جانب ما اسلفناه.. وهذا ما اتاح المجال للشباب ليحقق هدفا في شباك الهلال..
- وهناك حسنة لا بد من الاشارة اليها في اسلوب العزو عند فريق الشباب.. وهي قصر ما تحتاجه هجماتهم من وقت اذا ما قيس ذلك بما كان يحتاج اليه الهلال.. اذ ان الشباب كان اذكى حين اهتم بالكرات الطويلة.. والتمريرات العرضية.. وسرعة انهاء الهجمات.. بينما كان الهلال بكراته القصيرة وتمريراته البينية.. يعقد الهجمات ويتيح بالتالي الفرصة للشبابيين للتغطية واخذ مراكزهم من جهة.. وفي القضاء على الهجمات من جهة أخرى.
* والواقع ان مسؤولية هزيمة الهلال لا يمكن ان تعزى الى تفوق الشباب بقدر ما يتحملها ضعف الهلال دفاعا ووسطا وهجوما باستثناء ما اشرت اليهم من اللاعبين في بداية هذه اللقطات.. وقد لا نجد هذا الضعف واضحا باستعراض الافراد كافراد لا سيما حين تأخذ ذلك كقاعدة على جميع اللاعبين.. انما لا بد وان نجده بارزا بتتبع دقيق للكيفية التي كان يهاجم فيها خط الهجوم..وبالطريقة التي كان يعتمد عليها الوسط في ربط الدفاع بالهجوم.. ثم في الاسلوب الذي ركن اليه خط الظهر لحماية المرمى من الهجمات الشبابية.. فالهجوم مثلا جمد في بداية المباراة الجناح الايسر «مرشد» ومضى اكثر من نصف ساعة دون ان يعطي شيئاً من الكرات وهذا قلل الاستفادة منه وربما ترك اثارا نفسية ساعدت على فشله في بقية المباراة.. بينما ركزت الكرات كلها تقريبا على ابن عمر مع ان ابن عمر في وضع من حيث المراقبة الشبابية لا يسمح له باستقبال حتى القليل من هذه الكرات فكيف بها كلها.. وكان لا بد من تجميده ولو لفترة يضطر الشباب معها الى الابتعاد عنه او ان يغير ابن عمر مع احد الاجنحة ليضمن الابتعاد والتخلص من بعض رقاب الشباب عليه ومع هذا لم يفعل.. في حين كان الطعيمي يلف في حلقة مفرغة وكل الكرات التي وصلته كانت اشارة فيها ما يرفض استمراره لاعبا أساسيا في الفريق ولم ينبه لذلك إلا عند تسجيل الشباب لهدفه، وقد كان تغييره بحميد متأخرا جدا بالطبع.. أما حسين فقد كانت له بعض المحاولات إلا انها تتيه بسوء التصرف وكثرة المحاورة ولهذا فقد كانت محدودة الفائدة.. والوسط لم يكن من السوء بالدرجة التي كان عليها الهجوم او الدفاع ايضا.. لكنه وكما اعتقد لم يستفد من ابن نصيب إلا نادرا وكان دور سلطان اكثر فعالية من فهد.. وحين نعطي نظرة حتى ولو كانت سريعة لخط الظهر.. لا سيما اذا استبعدنا بشير باعتباره اكثر البقية جهدا وحركة ونشاطا فإننا بالتأكيد لن نجد ما نقوله عن الثلاثي «نبيل وابو حطبة وعوض» إلا ان الارتباك وسوء المتابعة مسحا كل ما كان يمكن تسجيله لهما من حسنات.
- وفوز الشباب وان كان عن جدارة فهو بالمقابل جاء نتيجة ضعف مستوى الفريق المقابل، وهذا ما اشرت اليه، كما انه تحقق بفضل التصرف السليم حين استلام افراده للكرات وهذا ما قلته ايضاً.. ومع ان الفريق كان اقل مستوى من مباراته السابقة.. إلا انه لتماسك افراده في خط الظهر كان يضمن على الاقل التعادل.. وهذا ما جعل الفوز تحت رحمة الهجوم الذي كان لضعف الوسط اثره على سلبية الهجمات وفي اقتصار نتيجة المباراة على هدف فقط للفريق.. إلا انه لا ينبغي ان نغفل ان حيوية افراد الهجوم كانت تتأثر بمدى اقتناع كل واحد منهم بجدوى بذل الجهد بدليل تذبذب مستويات هؤلاء وبالمباراة ذاتها بين الصعود والهبوط.. فقد كان يتطلب الموقف احيانا جهدهم ومع هذا لا يفعلون.. واحيانا اخرى يقدمون من الجهد اكثر مما كان يتطلب سير المباراة.. واعتقد انه بالنسبة لذلك لا علاقة مطلقا له باللياقة اذ اني على ثقة بان افراد الشباب مكتملون لياقياً بدليل تأديتهم لمباراة النصر التي زيد على الوقت الاصلي نصف ساعة بعد التعادل بجهد كبير وحيوية واضحة.
لقطات..
* حكم المباراة حكمنا الدولي عبدالرحمن الدهام بمساعدة الحكم الدولي عبدالرحمن الموزان والحكم اليماني وكان الثلاثة موفقين.. وقد قال السيد الحكم عند سؤالنا له عن اسباب عدم احتسابه للكرة التي لمسها «نادر العيد» داخل خط 18 «بلنتي» لصالح الهلال بأن كرة كهذه لا يصح احتسابها لان الكرة التي يبحث عنها اللاعب أي يتعمد لمسها هي التي لا بد من احتسابها «بلنتي» بينما الكرة التي تبحث عن اللاعب أي التي يلمسها اللاعب بغير قصد فهذه لا تحتسب والكرة التي لمست نادر العيد ضمن النوع الاخير وهذا ما لا يعطي للحكم صلاحية احتسابها بلنتي للفريق الخصم.. ولهذا لم يستفد الهلال منها.
* قامت الإذاعة بنقل المباراة رأسا على الهواء وقد تولى التعليق والوصف للإذاعة الاستاذ سليمان العيسى، وقد وفق كثيرا في نقل وقائع المباراة للمستمعين.
* التنظيم في المباراة كان كبيراً.. تهنئة من القلب لمكتب المنطقة الوسطى على نشاطه ورغبته الدائمة في التنظيم.
|