عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
اطلعت على ما كتبه الأخ عبدالرحمن بن سليمان الدهش تحت عنوان «الدراسة عندنا.. والدراسة عندهم» على صفحة العزيزة في العدد «11074» وتاريخ 20/11/1423هـ تأييداً وتعقيباً على ما كتبه الدكتور «سليمان بن عبدالرحمن العنقري» ومضمون المقالين المطالبة بإطالة اليوم الدراسي والعام الدراسي مؤيدين مطلبهما بعدد من المبررات والإيجابيات ولم ينظرا في مقاليهما لتابعيات تطبيق مثل هذا المطلب والاقتراح من أمور سلبية ثم أقول هل أصبحت المدارس دور رعاية وحضانة تقوم بما عجز عنه الأباء والأمهات في تربية الأبناء!! نعم المدارس مهمتها التربية والتعليم لكن أن ترمي كل المسؤولية على عاتق المدارس وتتخلى الأسرة عن دورها ونطالب بتمديد العام الدراسي واليوم الدراسي حتى لا نتيح الفرصة لانحراف الشباب، بل إذا قامت الأسرة بدورها وخاصة الآباء بتنشئة أبنائها التنشئة الصالحة والقدوة الحسنة وأبعدت وسائل الشر عنهم كانت جهودهم متضافرة مع جهود المدرسة ولم نحتج إلى المطالبة بتمديد اليوم الدراسي والعام الدراسي.
أما أن تتخلى الأسرة عن مسؤولياتها تجاه أبنائها وتترك لهم الحبل على الغارب وتوفر لهم أسباب الانحراف من قنوات فضائية ومواقع مشبوهة في الإنترنت وعدم الاهتمام بالأصحاب والجلساء ثم نطالب بتمديد اليوم الدراسي لتقوم المدارس بدورنا في تربية أبنائنا فهذا غير مقبول ولا معقول.
أما الملاحظات المترتبة على تمديد اليوم الدراسي فمنها:
1- نحتاج إلى توفر المباني المهيأة لممارسة الأنشطة وكذلك الوسائل المعينة عليها وهل تتوفر هذه الأمور في مدارس مستأجرة وتعاني نقص الوسائل!!
2- تطويل اليوم الدراسي إلى مابعد العصر أو قبيل المغرب يترتب عليه توفير وجبة غداء للطلاب فمن سيؤمن هذه الوجبة وكم التكلفة!! أم أن الأمر سيقتصر على حبة «سندوتش» أو كيس «فش فاش» كما هو حال الإفطار!! سؤال موجه لمن يتكلمون عن الهدر الاقتصادي في التعليم!!
3- يذهب كل من الطالب والمعلم إلى مدرسته في وقت مبكر قبل خروج الموظفين لأعمالهم وما يأتي وقت الظهر إلا وكل منهما قد خيم عليه شعور الملل والحاجة الى الراحة وخصوصا المعلم الذي يؤدي دروسه واقفا على قدميه ينتقل من فصل إلى آخر فكيف نطالبه بالبقاء فترة أطول من ذلك علما بأن المدارس وخاصة الثانوية لا يكون الخروج فيها مبكرا حيث تصل عندهم الحصص في بعض الأيام إلى ثماني حصص فكيف نطالب بأكثر من ذلك!!!
4- المعلم بشر كغيره من الموظفين مسؤول عن أسرة فهو بحاجة الى الجلوس مع أسرته وتفقد أحوالهم وجلب متطلباتهم وغيرها كمواعيد المستشفيات بالإضافة الى ما هو مطالب به من تحضير الدروس لليوم التالي فهل تتحقق هذه الأمور مع المطالبة بإبقائه في المدرسة إلى آخر النهار.
5- ما تكلم به البعض عن طول الإجازات أعتقد أن الأمر قد بولغ فيه خصوصا بالنسبة الى المعلم ففي السنوات الأخيرة لم تعد الإجازة بالطويلة فمثلاً هذا العام كانت إجازة عيد الفطر للمدارس متوافقة مع إجازة الموظفين في الوقت والعدد.
كذلك إجازة عيد الأضحى قد دمجت معها إجازة نهاية نصف العام وهي أيضاً متوافقة مع إجازة الموظفين ما عدا ثلاثة أيام فقط أما إجازة نهاية العام فإنها بالنسبة الى المعلم في حدود الشهر والنصف فقط.ثم إن كل طالب ومعلم بحاجة الى مثل هذه الإجازة لتجديد النشاط وطرد السأم والملل وتغيير روتين الجو الدراسي ولذلك ووقت أن تكون في وقت الصيف حيث السياحة والسفر بهذا يتبين أنه ليس من المصلحة للطالب ولا للمعلم تمديد اليوم الدراسي والعام الدراسي كما أن العبرة ليست بطول الساعات أو الأيام حتى نحتاج الى المقارنة بعدد أيام الدراسة عندنا وعند غيرنا بل العبرة بما ينتج في هذه الأيام والساعات وإن قصرت وكل دولة لها ظروفها ومتطلباتها التي تختلف عن الدولة الأخرى إذا لا وجه للمقارنة.
ختاماً أرجو ممن يتناول أي موضع مثل هذه الموضوعات والتي تهم شريحة كبيرة من المجتمع أن ينظر الى كل اقتراح أو طرح من زواياه الإيجابية والسلبية وألا تقتصر نظرته على ما يراه من الجوانب الإنجابية فقط.كما أنني أعتقد جازما أن الأخ «عبدالرحمن سليمان الدهش» كاتب التعقيب على مقال الدكتور «سليمان العنقري» لو كان معلماً ما كتب هذه الأسطر الأخيرة في تعقيبه والتي اتهم فيها المعلمين بالبحث عن الراحة مع استكثار رواتبهم.
محمد عبدالله حمد المواش /الأفلاج
|