يعدُّ الكتاب المدرسي أساس العملية التعليمية حيث إنه المنبع الذي يستقي منه الطالب المعلومات والمعارف، ومع ذلك نراه يشكو العقوبة والعبث، وماذاك إلاّ بسبب ضعف الوعي لدى طلابنا مما جعل هذا الكتاب يمتهن في نهاية كل فصل دراسي دون اهتمام أو حتى مراعاة لقيمته أو مادته العلمية أو تكاليفه التي تقدر بالآلاف، والتي قامت الدولة مشكورة بدفعها من اجل خدمة طلابنا وطالباتنا.
ومما يحز في النفس أن نرى بعد نهاية الامتحان ساحات المدرسة، وأفنيتها مغطاة بالأوراق حتى يخيل للناظر أنها مغطاة بكتل من الثلج وليس بأوراق مدرسية، وليت الأمر يتوقف على ذلك وعلى كونها أوراقا فقط، ولكن تحوي تلك الأوراق آيات قرآنية وأحاديث شريفة تمتهن ويداس عليها بالأقدام، وكأن تلك الكتب عدو لدود لهؤلاء حيث يبدأ العبث بها منذ استلامها فنجد المقالات والرسومات تغطي جوانب الكتاب بل لن ابالغ حينما أقول إنها تغطي المادة العلمية، ومن ثم يبدأ العبث بهذا الكتاب والتعذيب صفحة صفحة حتى يصل الطالب الى آخر موضوع فضلا عن غلافه المبتور حتى أن بعضها أضحى بلا أغلفة وكأن الطالب يناصب العداء لهذا الكتاب مع علمه المسبق بأهمية الكتاب، ولكن لا حياة لمن تنادي فرحم الله الحاحظ حين قال (الكتاب هو الصديق ساعة الوحدة ونعم المعرفة في بلاد الغربة) وحين قال: الكتاب هو الصديق الذي لا يملُّك والصاحب الذي لا يخطئك، ولكن هناك من طلابنا من لسان حاله يقول:
أعظم عدو في الزمان كتاب بدلاً من قولهم:
أعز مكان في الدنا سرج سابح
وخير جليس في الزمان كتاب
|
وحيث ان الكتاب المدرسي وعاء الفكر وزاد العقل ومعين الثقافة ونتاج حضارات الأمم والمعبر عنها والحافظ لها فلابد من الاهتمام به والمحافظة عليه واعطائه الأهمية الكبرى وهناك بعض المقترحات للحفاظ على الكتاب المدرسي ليعود كما كان سابقا له مكانته وهيبته وتكمن تلك الاقتراحات فيما يلي:
1 العقاب الصارم بحق كل من يعبث بكتبه أو يمزقها.
2 الزام الطالب باعادة الكتب فورا بعد نهاية الامتحان وأخذ تعهد عليه عند استلامها بحيث يعيدها بعد نهاية كل فصل دراسي.
3 أخذ رسوم زهيدة عن تلك الكتب التي تصرف للطلبة حتى يعلم الطالب قدر الكتاب فيقدر هذه الكتب ويعرف أنها ممتلكاته وأنه دفع فيها مالا فيحافظ عليها ولا يعبث بها أو يمزقها.
4 تخصيص درجة أو درجتين من أعمال السنة الفصلية تعطى للطالب المحافظ على كتبه وبذلك يحافظ الطالب على كتبه من اجل الحصول على الدرجة تلك على أقل تقدير.
5 التفتيش الدوري من قبل الإدارة على كتب الطلبة ومتابعتها كما تتابع الدفاتر وارشاد الطلاب وتشجيع المحافظ على كتبه ومعاقبة من يسيء لها.
6 عدم تسليم الشهادة للطالب إلا عند تسليم الكتب المدرسية وبذلك يحاول الطالب المحافظة عليها واعادتها حتى يتمكن من استلامه لشهادته.
وثمة شيء آخر وهو ان للمعلم نفسه دوراً كبيرا وللمدرسة ايضا الدور الأكبر في المحافظة على الكتاب المدرسي وذلك باتباع ما يلي:
1 إلقاء بعض المحاضرات من خلال جماعة النشاط المدرسي وتوضيح اهمية الكتاب لمن يجهل ذلك او يتناساه.
2 حث المعلم الطالب على الاهتمام بالكتاب المدرسي من حيث تغليفه ونظافته فالكتاب هو عنوان الطالب.
3 تشجيع الطلبة صغار السن بالحوافز التشجيعية والهدايا البسيطة من أجل المحافظة على كتبهم.
4 أن يكون الكتاب خير من الاذاعة المدرسية فيحث الطالب على الاهتمام به.
5 وكما تختار المدرسة الطالب المثالي والطالب المتفوق يجب عليها ايضا ان تختار الطالب المحافظ على كتبه وتشجعه وتعلن اسمه في صحيفة الحائط أو الاذاعة المدرسية حتى يقتفي البقية أثره.
ومن خلال تلك الأمور السابقة قد تعود للكتاب هيبته كما عُهد سالفا وبذلك تجدي الندوات والمحاضرات التي تلقى عن اهمية الكتاب ولا تصبح حبراً على ورقة صماء ..
وهذا هو مرادنا جميعا.
* الوشم ثرمداء
|