«لابد من وقاية مجتمعنا من الإرهاب وصيانة أمتنا وإيصال الحقائق العادلة إلى العالم».
نايف بن عبدالعزيز
يشرفني أن أجعل مقدمة مقالي هذه العبارة البليغة والعميقة المعنى لأحداث واجراءات عديدة لخصها سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظه الله بهذه الكلمات الموجزة لتوجيه السياسيين والإعلاميين لعمل وطني كبير تظهر ضرورته في هذا الوقت الحرج الذي تمر به الأمة العربية والإسلامية ويتركز الخطر على مستقبل الشرق الأوسط بأسره. وبصفتي الإعلامية أود أن أسلط الضوء على العبارة التوجيهيه الكريمة لسموه «إيصال الحقائق العادلة إلى العالم» وإن كان هذا التوجيه أول فقرة في دستور العمل الإعلامي الشريف نحو وطنه وأمته فهو واجب وطني يتشرف كل اعلامي غيور على مجتمعه وأهله ومستقبل الأجيال من أبناء وطنه بأن يتبنى هذا الهدف السامي بكل إخلاص وجهد متواصل. وفي هذه الفترة القاسية والحرجة التي تتعرض لها بلادنا الغالية ومعها الأمة العربية والإسلامية لهجمة شرسة تقودها الصهيونية العالمية نحو قيادتنا وشعبنا العربي والإسلامي بحكايات وشائعات لا يصدقها الخيال المجنون عن نظامنا السياسي والاجتماعي وابتداع القصص الكاذبة التي لا يصدقها الأطفال ومحدودو التفكير ولكن قاسمها المشترك الحقد الدفين على القيادة الوطنية لمملكتنا الغالية وما زالت الصفعة القوية على وجه الصهيونية التي وجهها الملك الشهيد الفيصل طيب الله ثراه من التأثير والدعم الكامل لمصر وسوريا في حرب أكتوبر المجيد.
وأن أي محلل اعلامي عربياً كان أم أجنبياً يشعر بالقصور الإعلامي العربي والإسلامي رسمياً كان أم شعبياً في مواجهة هذه الحملات الشرسة والمنظمة والمدعومة مالياً وفكرياً أخبارياً من الأخطبوط السام المتمثل بأذرعه الصهيونية العالمية والممتدة بالسيطرة والتوجيه على كافة وسائل الاعلام الغربية والأمريكية من صحف ومجلات مأجورة إلى الإعلام المرئي المتمثل بسلسلة قوية من الفضائيات الأخبارية في أمريكا وبعض الدول الأوروبية وتسخرها الصهيونية العالمية لتبث سمومها في أفكار الرأي العام الأمريكي والأوروبي بافتراءات وأكاذيب من أوضاع العالم العربي والإسلامي السياسية والاجتماعية مستغلة أحداث سبتمبر والتي قام بها حفنة من المجانين المتطرفين وأصنفهم بأعداء الأمتين العربية والإسلامية لعدم إدراكهم لأبعاد هذا العمل الشنيع والمدان عربياً وإسلامياً على كافة الأوساط الإسلامية والعربية والإسلام الحنيف براء من اتجاهاتهم الشاذة والمتطرفة فديننا الحنيف دين سلام ومحبة يدعو بالتي هي أحسن ويحارب القتل والإرهاب والاعتداء على حياة الأبرياء وممتلكاتهم بأساليب وحشية بعيدة كل البعد عن تعاليم اسلامنا الحنيف وأقل ما توصف به هذه الممارسات بأنها وحشية متطرفة ومجرمة غادرة مجنونة في تصرفاتها لا تدرك أبعاد ما قامت به أثر على مستقبل المنطقة العربية والإسلامية بأسرها من الساحل المغربي حتى آخر جزيرة أندونيسية في أقصى شرق العالم.
وقد رد سمو الأمير نايف قائلاً: «هل يدان العالم العربي الذي تجاوز سكانه 250 مليون شخص بعمل قام به تسعة عشر شخصاً.. ثم أين من هم في الطائرة من الجنسيات الأخرى» على ردة الفعل القاسية والظالمة المتمثلة بالهجمات الشرسة للإعلام الأمريكي على الأمة العربية والإسلامية مستغلة جنسيات بعض العرب بتسليط تهمة الإرهاب على الأمة العربية عامة وبرز الحقد الصهيوني على المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً وأخذت تنسج مخططات خيالية كاذبة ضد نظامنا السياسي والاجتماعي وتركيز العلاقة بين الإرهاب والمنطقة العربية والإسلامية.
إن وسائل إعلامنا الحاضرة من مرئية ومقروءة محدودة اقليمياً في تأثيرها المؤثر على صد الهجمات الإعلامية الغادرة والظالمة التي تتعرض لها أمتنا العربية والإسلامية. وقد وضع سمو الأمير نايف الهدف المباشر لكل نشاط إعلامي عربي وإسلامي لتوضيح الحقيقة لأوضاعنا السياسية والاجتماعية المسالمة والتي تسعى لصداقة ومحبة شعوب الأرض كافة حين تفضل سموه قائلاً: «إننا نريد أن نصل بالحقيقة إلى الرأي العام الأمريكي والرأي العام في دول أوروبا وهذه مهمة رجال الاعلام العربي».
ولترجمة هذا التوجيه السامي من رجل الأمن والأمان ورئيس المجلس الأعلى للإعلام السعودي لابد من وضع الخطط الاعلامية المعتمدة على برامج زمنية متتالية للوصول فعلاً بالحقيقة إلى الرأي العام الأمريكي والأوروبي وبأساليب عديدة فلابد ان يستيقظ الاعلام العربي من سباته ويدخل ساحة الاعلام الامريكي والأوروبي ولا يترك الساحة الاعلامية بمتسعها لتجول وسائل الاعلام الصهيونية والمعادية لأمتنا العربية والإسلامية بالسيطرة على وسائل الاعلام الامريكية والأوروبية لوحدها دون مدافع عن قضايانا المصيرية ورد سلسلة الأكاذيب والافتراءات التي تبثها وسائل الاعلام المأجورة ضد نظامنا السياسي والاجتماعي وذلك بتشكيل فرق اعلامية عربية تشارك في ندوات تلفزيونية وتكتب مقالات ومقابلات صحفية في وسائل الاعلام الأمريكي والغربي والحمد لله لنا قاعدة عريضة تساعدنا في مهمتنا هذه من الجاليات الإسلامية والعربية في أمريكا وأوروبا يمكن اسنادها ودعمها لتتحرك في صالح الاعلام الصادق ودعم المراكز الاعلامية العربية والإسلامية وتنمية الصحف الصادرة عن الجاليات العربية والإسلامية والناطقة باللغة الانجليزية وايضا تحويل محطات التلفزيون العربية وزيادة ساعات بثها باللغة الانجليزية لتشمل كافة الولايات الأمريكية وكندا وللأمة العربية والإسلامية طبقة واسعة في المجتمع الأمريكي.
ويجب ان نصل بهدفنا الاعلامي لإيصال الحقيقة دون الأخذ بالاعتبار للعلاقات الاقليمية بهذه الطائفة أو تلك بل أن نتعامل معهم بصورة مجردة كأصدقاء للأمة العربية شمولياً وهذه الطبقة من المجتمع الأمريكي تملك قوة إعلام مؤثره على الرأي العام الأمريكي وأسلوبنا في العمل الاعلامي العربية لابد أن يرتفع إلى مستوى المصلحة العربية العليا وادراك الخطر الشامل على مستقبل أمتنا والابتعاد عن النزعة الاقليمية المحدودة وذلك بالتعاون العربي وتشكيل وحدة اعلامية من كافة الدول العربية وياليت أن تتبنى هذه الخطوة الهامة جامعة الدول العربية والتحضير لتمويلها في كافة الدول العربية وتسمى باللجنة العربية الاعلامية. وأن ندرك خطورة التفرقة والنزاع العربي العربي وقد حذر سمو الأمير نايف من دور الاعلام العربي في الفرقة العربية حين قال سموه: «إن لوسائل إعلامنا العربي دوراً في ابتعاد بعضنا عن بعض رغم ما تملكه دولنا وشعوبنا من عنصر القوة وأسباب التضامن وامكانيات التعاون».
آن الأوان أن يعي كل اعلامي عربي خطورة هذه الفترة الصعبة وان يكرس جهوده وافكاره من أجل خدمة الاعلام العربي والدفاع عن وجوده ومستقبل أجياله ولابد ان نصفي جونا العربي من كل المؤثرات السلبية ونستيقظ من سباتنا لأن نار العدو الصهيوني اصبحت في مرمانا ومهددة منطقتنا العربية ككل بالخطر والسيطرة الأجنبية. وركز سمو الأمير نايف على الشفافية في علاقاتنا العربية حين تفضل سموه قائلا «إن القضية ليست تحميل جهة دون غيرها تبعات هذه الاخطار وهذا التقصير ولكن المصارحة جزء من العلاج».
وأن التواصل والتلاقي مع مصادر التوجيه الإعلامي المؤثر في أمريكا وأوروبا اصبح هدفاً اعلاميا لابد ان تتولاه المؤسسات الاعلامية وبمشاركة الدعم المالي الرسمي والأهلي التجاري من رجال الأعمال لتمويل هذه اللقاءات والحملات الموجهة للرأي العام الامريكي والأوروبي وكم نتمنى ان نرى مجموعات اعلامية من رجال الفكر والاعلام يجوبون الولايات الامريكية لعرض الحقيقة كاملة للرأي العام الأمريكي حول انظمتنا السياسية والاجتماعية والدفاع عن قضايانا المصيرية ونرى من جهة أخرى مجموعات فكرية واعلامية وسياسية من رجال الاعلام والسياسة الأمريكية والأوروبية في ندوات عامة في أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية وجامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد وجامعة الملك فيصل وتشارك في هذه الندوات في إقامتها والدعوة لها منظماتنا الاقليمية كالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ومنظمة مؤتمر العالم الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي وكافة الجهات والمؤسسات الاعلامية العربية الأخرى. إننا مدعوون اليوم أكثر من أى وقت مضى لتوحيد الجهد الاعلامي العربي لمواجهة وصيانة امتنا العربية والإسلامية من تأثير الحملات الشرسة المغرضة التي تشنها وسائل الإعلام الغربية والامريكية تحديداً ضد أمتنا العربية والإسلامية حاضراً ومستقبلاً متحصنين بالحقيقة الصادقة أولاً وبقوة العلاقات الرسمية المتينة التي تربط المملكة العربية السعودية بدول وحكومات أوروبا وأمريكا وأن نحقق هدفنا السامي بكشف زيف هذه الحملات الكاذبة المفترية على ديننا الإسلامي الحنيف وأنظمتنا السياسية والاجتماعية بتوصيل الحقيقة كل الحقيقة للرأي العام الأوروبي والأمريكي وبوسائل إعلامهم المؤثرة بالحوار والفكر السليم لإظهار صورتنا النقية الساطعة المحبة للعدل والحق والسلام لجميع من سكن هذه الأرض برأي وفكر عربي واحد».
|