ترسخت قناعة دولية بأهمية استمرار مهمة المفتشين في العراق، وعلى الرغم من تلويحها بالحرب والاستمرار في بناء الحشد العسكري، فإن الولايات المتحدة ذاتها أعربت عن تأييدها لاستمرار المهمة الدولية في العراق بعد تقريري مفتشي الأسلحة.
وتفيد أجواء ما بعد تقديم التقريرين أن المنطقة قد ابتعدت خطوة عن الحرب ومع ذلك فإنها لم تبتعد كليّاً، بينما تحرص معظم دول العالم على إظهار انحيازها لخيار التمديد للمفتشين، ولعلَّ الأبرز في هذا المجال بيان دول الاتحاد الأوروبي الذي أكد أمس تأييده لذلك الخيار.
واعتماداً على هذه الاجواء الجديدة يمكن القول إن استمرار عمل المفتشين سيتيح فترة أخرى لتحركات دبلوماسية يفترض ان تكون نشطة ومكثفة لتجنب الحرب، وخصوصاً أن تقريري البرادعي وبليكس قد أظهرا أن العراق يبدي تعاوناً بينما أكد التقريران أنه لا دليل على وجود عمل لتطوير أسلحة نووية، وكل ذلك يشكل عناصر يمكن البناء عليها في العمل الدبلوماسي الجديد، ويضاف إلى ذلك المواقف التي أعلنتها الدول بشأن استمرار عمل المفتشين.
وفي التقريرين بشأن تعاون العراق ما يؤكد ضرورة استمرار عمليات التفتيش، وينبغي ألا يكون هنالك إلحاح على مسألة الوقت طالما أن الهدف يتمثل في منع الحرب، فمهما كان المطلوب من زمن لاستمرار عمليات التفتيش، فإنه أفضل من الدخول في حرب مدمرة وكارثية.
إن التحركات الخيِّرة لمنع الحرب تواكبها في ذات الوقت جهود حثيثة لإشعال المنطقة، ويكفي مراجعة المسلك الإسرائيلي خلال الفترة الماضية لرؤية كيف إنها تتحرق لاندلاع هذه الحرب الليلة قبل الغد، ومن المؤكد أن النفوذ الصهيوني في مختلف الدوائر العالمية سيحاول فرض مرئياته لخدمة أهداف إسرائيل في حرب تتيح لها تجاوز مبادرات السلام وتكريس احتلالها للأراضي العربية اضافة إلى إضعاف وتدمير عضو آخر في الأسرة العربية وخلق حالة من البلبلة وعدم الاستقرار في المنطقة.
|