لقد انتشر الحديث في الآونة الأخيرة عن الأورام وخاصة الخبيثة والتي أصبحت واقعاً ملموساً لا يمكن الفرار منه.. فالورم الخبيث في بدايته لا تبدو له علامات وأعراض مرضية واضحة فهو يتسرب في ثنايا الجسم بخبث ودهاء حتى يختار موضعه الوثير ويتمكن ثم يبدأ ظهوره قوياً ولكن ظهوره نهاية وليست بداية.
ويتحدث الدكتور/ وليد مندور استشاري ورئيس قسم الأذن والأنف والحنجرة بمركز مغربي للعيون والأذن بالمدينة المنورة عن أهمية الاكتشاف المبكر للأورام الخبيثة في مهدها وتسخير كافة الوسائل التقنية الحديثة لتحقيق هذا الهدف وهنا نتعرض لأخطر نوع من أورام قاع الجمجمة ألا وهو سرطان البلعوم الأنفي والأعراض المصاحبة لهذا النوع تكون بسيطة ومعتادة ومماثلة لأعراض الزكام والتهاب الجيوب الأنفية وهنا يأتي دور الخبرة الطبية في التشخيص والبحث عن الأعراض التي تعطي علامة إنذار لوجود هذا الورم مثل انسداد الأنف - إفرازات مخاطية دموية أو حدوث نزيف بسيط ومتكرر من الأنف ثقل أو ضعف السمع بأذن واحدة - تورم بأعلى الرقبة وأسفل حلمة الأذن وفي مثل هذه الحالة والذي يتطلب الكشف الدقيق للأنف والبلعوم الأنفي باستخدام المناظير الليفية الضوئية (المرنة والصلبة) والذي يتم بسهولة في العيادة الخارجية بدون أي ألم للمريض والتي من الممكن بواسطتها أخذ عينات للفحص المجهري لتأكيد أو نفي وجود مثل هذا الورم بالبلعوم الأنفي.
إن تشخيص هذا النوع من الأورام في بدايته يؤثر كثيراً في نجاح العلاج ومن رحمة الله بنا أن هذا النوع يستجيب دائماً للعلاج بالإشعاع ويمكن بإذن الله الشفاء التام منه.. لذلك نوصي المريض بعدم الاستهانة بأعراض المرض البسيطة والتي يمكن أن يكمن وراءها المرض الخبيث وكذلك نوصي الزملاء الأطباء باستخدام مناظير الأنف الضوئية لتأكيد أو نفي وجود مثل هذه الأورام وأخذ عينات عند وجود أدنى شك حتى يتسنى التشخيص المبكر لهذه الأورام ومن ثم العلاج التام بإذن الله.
| 
