في أحدث بحث علمي يتابعه مغربي:
مادة جديدة تمنع تكون المياه البيضاء

عن الجديد في أحدث علاج (للكتاراكت) يقول د . عبدالله براون استشاري جراحات تصحيح قصر وطول النظر والاستجماتيزم بمركز مغربي بالمدينة المنورة
بداية .. نستفسر عن (المياه البيضاء) وعن أعراضها؟
- المياه البيضاء أو الكتاراكت ليست مياهاً ولا هي بيضاء ، إنما هي عتامة تصيب عدسة العين الشفافة فتفقدها شفافيتها نتيجة تكثف البروتين داخل العدسة مما يؤدي إلى إعتامها، والمعروف أن عدسة العين هي العضو الوحيد في جسم الإنسان الذي يستمر نموه طوال العمر، بينما يتوقف نمو الأعضاء الأخرى عند سن معين، وتحصل العدسة على غذائها من السوائل المحيطة بها فإذا حدث اضطراب في تغذية العدسة يتغير التركيب الدقيق لألياف البروتين داخلها فتظهر العتامة تدريجياً أو دفعة واحدة على شكل بياض وتبقى فرصة مريض المياه البيضاء أفضل كثيراً من مريض المياه الزرقاء حيث لا تسبب الكتاراكت العمى التام لأنه مهما بلغت عتامة العدسة تظل تسمح بمرور بعض الضوء، ومن ناحية أخرى تشير كثير من الدلائل على الإصابة بالكتاراكت على عكس الجلوكوما أو المياه الزرقاء التي لاتصاحبها أعراض تنبئ بحدوثها.
وتبدأ أعراض الإصابة بالمياه البيضاء بشكوى المريض أنه يرى الأشياء من وراء غمامة، ويفضل دائماً الإضاءة الشديدة، ومع الوقت تزداد الغمامة وفي بعض الأحيان يجد المريض صعوبة في الرؤية مع ضعف في النظر وإذا لم تتم المعالجة يستمر النقص في النظر إلى درجة أن المريض لا يمكنه تبين ملامح شخص أمامه من قرب.
* ما مصدر الخطورة من «الكتاراكت» وما الجديد في علاجها؟
- الكتاراكت لا تسبب العمى التام لأنه مهما بلغت قتامة العدسة تظل تسمح بمرور بعض الضوء، ولكي يستطيع المريض الرؤية مرة أخرى لابد من إزالة الكتاراكت بعملية جراحية بسيطة لاستئصال العدسة المصابة وزرع عدسة صناعية تعوض قوة إنكسار العدسة المصابة، أو عن طريق إذابة الكتاراكت بجهاز الموجات فوق الصوتية الذي أحدث ثورة كبيرة في جراحات المياه البيضاء، وتتم هذه العملية عن طريق فتحة صغيرة لا تتعدى 3 ،2 ملم في القرنية، وواكب هذ التطور في الجراحات تطور آخر في صناعة العدسات نجم عنه تصنيع عدسات مطوية تستطيع الدخول من هذه الفتحة الصغيرة. أما أحدث الطرق الجراحية المستخدمة حالياً فهي استخدام جهاز أشعة الليزر الذي شهد عدة تطورات حيث أمكن استخراج المياه البيضاء من خلال فتحة لا تتعدى 1 ،2ملم.
مادة جديدة تقاوم الكتاراكت
* ما هي حقيقة الاكتشاف الجديد الذي تم التوصل إليه مؤخراً للقضاء على المياه البيضاء ؟
- مازال العلماء يحثون الخطى في سبيل تطوير العدسات المنزوعة بحيث تصبح لها القدرة على طرد المياه البيضاء من سطحها حتى لا تتكون عليها مرة أخرى بعد زراعتها فنضطر إلى تغييرها (ما يحدث بعد إزالة المياه البيضاء أن تتبقى بعض خلايا منها ملتصقة بمحفظة الجسم الزجاجي للعين ولا يمكن إزالتها مما يجعلها تنمو من جديد وتتكاثر فتتكون مرة أخرى على العدسة). ما حدث مؤخراً هو توصل العلماء إلى اكتشاف مادة جديدة لها قدرة كبيرة على منع نمو الكتاراكت، فالمعروف أن خلايا الكتاراكت تحتاج إلى مادة الكالسيوم لكي تنمو وتتجدد، وتعمل المادة الجديدة على سد الطريق أمام تغذية هذه الخلايا بقدرتها على تثبيط مادة الكالسيوم وبالتالي إضعاف وقتل تلك الخلايا، كما تم تصنيع عدسات جديدة مغلفة بهذه المادة يتم زرعها في العين بعد إزالة المياه البيضاء وبالتالي تحول دون عودتها مرة أخرى ويأمل العلماء في أكثر من ذلك وهو منع حدوث الكتاراكت.