كلنا يدرك حجم الدور الكبير الذي قامت به وقدمته الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن بالمملكة.. حيث بدأت بعشرات الطلاب.. واليوم.. لديها أكثر من نصف مليون طالب وطالبة.
* وبالأمس.. كان الحفظة نعدهم ونعرفهم فلان وفلان.. واليوم.. لدينا أكثر من خمسين ألف حافظ.. من خريجي هذه الجمعيات ومن غيرها.
* بالأمس.. كان هناك مشكلة في إمامة المساجد.. لعدم وجود حفظة..
* واليوم.. يوجد في المسجد الواحد أكثر من ثلاثة أو خمسة من حفظة القرآن كاملاً.. غير الذين يحفظون نصفه أو ربعه على الأقل.. وكله بفضل الله ثم جهود هذه الجمعيات.
* ونحن إذ نشيد بهذه الجمعيات ونشيد بدروها.. لا بد أيضاً.. أن نشيد بثلاثة أطراف معنيين بالأمر.
* الأول.. الأساتذة في هذه الجمعيات.. وهم من خيرة القراء الحافظين وأكثرهم محتسب أو شبه محتسب... ضحوا بأوقاتهم وأسرهم وكل ما يملكون من أجل «الخيرية» التي قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم «خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه».
* عملوا ليل نهار من أجل تعليم وتحفيظ كتاب الله للناشئة.. وفي هذا لا شك.. فضل عظيم.
* وأساتذة هذه الجمعيات.. هم من خيرة رجال المجتمع.. وهم صفوة الرجال.. وهم لهم فضل على شباب الأمة.. صلاحاً واستقامة.
* الثاني.. هم طلاب هذه الجمعيات وخريجوها.. وهم فئة أو نخبة من الشباب.. اتخذت هذا المسار.. مسار الصلاح والفلاح والخير والاستقامة.. وعرفت كيف تختار.. وعرفت كيف تتجه.
* لقد وفقها الله إلى طريق الهدى.. فسعدت في دنياها.. وستسعد بإذن الله في أخراها.
* شباب هم النخبة.. متى قلنا «النخبة» وهم أمل الأمة.. وهم شباب المستقبل فعلاً.
* أما الصنف الثالث.. فهم الداعمون لهذه الجمعيات.. بدءاً من أولئك الذين يتبرعون بما في وسعهم.. وبما تجود به أنفسهم.. حتى لو كانت خمسة ريالات.. وانتهاءً برجال الأعمال الذين جعلوا في مالهم حقاً لهؤلاء.
* لا تتصورون حجم سعادتي عندما أزور واحدة من هذه الجمعيات وأطلع عن قرب على نشاطاتها ودورها وما حققته.. وقد تلقيت قبل أيام.. تقريراً رائعاً = حصاد الجمعية 1422 1423ه = صادر عن الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن بمحافظة المجمعة.. وهو تقرير يحمل أرقاما مبهجة.. ويعكس حجم الجهود التي بُذلت في هذا الصدد.. كما يعكس تكاتف وتعاضد أهل المجمعة في مشروع خيري كهذا.. أو في مشاريع خيرية أخرى مماثلة.
* التقرير.. يحمل مضامين ومعلومات تسعد من يقرأه.. ويدرك أن وراء هذا العمل.. جهد رجال لم يسعوا لشراء أسهم أو عقار.. أو يبذِّروا أموالهم في سفرات و«َدشْرات» وحفلات و«تَنْقِيْطات» تحت أقدام المطربين والمطربات.. بل وجهوها الوجهة الصحيحة.. وعرفوا حق الله فيها.
* لقد لفت نظري في هذا التقرير.. الموقف الإنساني الرائع لابن الوطن البار.. الشيخ محمد بن عثمان الرشيد.. الذي تبرع بشراء وتجهيز دار ومقر دائم لدار التحفيظ النسائي.. تسمى «دار أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما».. وتكفَّل بجميع مستلزماتها ونفقاتها.. وقدَّمها لبنات المنطقة.. أثابه الله وجزاه خيراً.
* بقيت نقطة أخيرة.. وهي الإشارة إلى سعي أهالي المجمعة وما حولها إلى إنشاء مشروع وقف دائم يدر على هذه الجمعية.. بتكلفة قُدِّرت بحوالي أربعة ملايين ريال.. بقي منها مبلغ مليوني ريال.. وينتظر أهل الخير لسداده.. وهذه دعوة لأهل الخير ومحبي الخير في هذا البلد وما أكثرهم بفضل الله.. لدعم هذا المشروع.. فهو من الصدقة الدائمة.. وعسى أن نسمع عن سداد كامل هذا المبلغ قريباً.. وهذا بالطبع.. ليس صعباً ولا متعذراً على أهل الخير.
دعوة للمشاركة:
* ندعوك يا أخانا الحبيب إلى أن تضع يدك في يد الجمعية وتساهم في مسيرتها.. عسى أن تحظى بالشرف والوعد الكريم «خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه».
* ألا يسعدك أن تكون ممن يرفع الله درجته بالقرآن العظيم؟ يقول صلى الله عليه وسلم «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين «أخرجه مسلم. «من نشرة الجمعية».
|