Wednesday 29th January,2003 11080العدد الاربعاء 26 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
كيف تمنع الحرب على العراق؟
جاسر عبدالعزيز الجاسر
«3»

الذي تابع أقوال السيدين هانز بليكس والدكتور محمد البرادعي وهما يقدمان تقرير لجنة المفتشين الدولية عن أسلحة الدمار الشامل، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقبل ذلك الجهود التي بُذلت في مجلس الأمن الدولي وتمخض عنها التوصل إلى القرار 1441 الذي مثل في حينه الفرصة الأخيرة لمنع شن حرب على العراق، لا بد أن يثمن ما قامت وما تقوم به الأمم المتحدة لإيجاد مخرج لحل الأزمة العراقية، يخدم أهداف المنظمة الدولية في تحقيق السلام والاستقرار في العالم، ويعزز دورها كمنظمة دولية تستطيع كافة الدول التحاور في ردهاتها والخروج بنتائج تحقق مصالح جميع الدول الأعضاء. ومع أن دور الأمم المتحدة قد تراجع كثيراً في كثير من القضايا الدولية، إلا أن الأزمة العراقية الأمريكية اعادت للأمم المتحدة دورها الهام، حيث اختارت الولايات المتحدة الأمريكية المنظمة كأداة دولية لتحقيق ما تريده من العراق، معتقدة انها بذلك تخدم السلام العالمي، وتقلص مخاطر الإرهاب الدولي.
ولأن الحرب أمر مكروه لا يحبذه الكثيرون فقد دفع المعسكر المناهض للحرب، الإدارة الأمريكية إلى اللجوء إلى الأمم المتحدة، وبالتحديد إلى مجلس الأمن الدولي لتحقيق ما تريد تحقيقه عبر التهديد بالحرب.
حتى الآن نجحت الأمم المتحدة في تأخير شن حرب في المنطقة العربية التي لا تتحمل حربين في آن واحد، إذ تعاني المنطقة من حرب شرسة يشنها الإسرائيليون ضد الشعب الفلسطيني، وبما أن المنطقة تزخر بمصالح الدول المختلفة فقد عملت هذه الدول على تكوين تحالف ضد الحرب نجح في السابق في تأجيل شن حرب مدمرة على العراق، وصنعت فرصة جيدة للعراق وأمريكا، ودول المنطقة لإبعاد الحرب نهائياً وإنجاح حل سلمي ينهي هذه الأزمة، وفعلاً مثلت أعمال التفتيش إنجازاً جيداً للأمم المتحدة، إذ رغم بعض الشكاوي العراقية، إلا أن المفتشين الدوليين تميزت أعمالهم بالاحتراف وبالحيادية إلى حد ما مما حقق كثيراً من الطلبات الدولية وبالتحديد الأمريكية والبريطانية، إلا أنه لا يزال يستوجب الاجابات على تساؤلات مهمة وخاصة في مجالات انتاج «الجمرة الخبيثة» ومادة «اتش.ام.اكس المتفجرة» والكميات التي استوردها العراق في اليورانيوم، ومصير الصواريخ التي يشكك المفتشون بقول العراقيين انهم دمروها في التدريب.
هذه الأسئلة رغم أهميتها إلا أنها تشكل جزءاً بسيطاً من كم الأسئلة التي كان المفتشون يبحثون عن اجابات لها قبل توجههم أثر اصدار القرار 1441 الدولي، وهذا يعني أنهم انجزوا الشيء الكثير ولم يبق إلا القليل وهو ما دفع مجلس الأمن الدولي إلى تمديد مهمتهم مما يعني نجاحاً كبيراً للأمم المتحدة التي كان السيد كوفي عنان يراهن على نجاحها، وهو ما يدفعنا إلى المطالبة بإعطاء دور هام للأمم المتحدة وليس دوراً هامشياً، كما أنه يجب وفي هذه الحالة أن يعزز المفتشون هذا الدور ويقووا الثقة بعملهم وعمل الأمم المتحدة، من خلال مزيد من الحيادية والاحترافية والبعد عن استفزاز العراقيين بالحفاظ على شعورهم الوطني وعدم المس بسيادتهم الوطنية.
المهلة الجديدة بقدر ما تمثله من نجاح للذين ينبذون الحرب.. تعد نجاحاً للأمم المتحدة التي باستطاعة أمينها العام السيد كوفي عنان ورئيس المفتشين الدوليين هانز بليكس ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعزيز هذا النجاح بإنجاز مهامهم دون الانحياز لأي طرف أو الخضوع للابتزاز والتهديد.. وهذه المهام بقدر ما هي صعبة إلا انها نبيلة ينتظرها العالم اجمع الرافض لأي حرب مهما كانت أهدافها.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved