* اوتاوا - بغداد - الوكالات:
وعد نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز بتعاون عراقي أكبر في المستقبل مع مفتشي الأمم المتحدة للأسلحة بعد ان قالوا لمجلس الأمن الدولي انه يمكن لبغداد ان تفعل المزيد لمساعدتهم في مهمتهم.
لكن عزيز تحدث بنبرة متحدية قائلا في مقابلة مع التلفزيون الكندي أمس الأول الاثنين انه اذا غزت الولايات المتحدة بلاده فإنها ستستقبل «بالرصاص وليس بالورود» وستتكبد خسائر جسيمة.وفي وقت سابق من أمس الأول ابلغ هانز بليكس كبير مفتشي الأمم المتحدة عن السلاح مجلس الأمن ان بغداد لم تصل الى «قبول حقيقي» بالتزاماتها بالتخلص من أسلحة الدمار الشامل ولا تتعاون بشكل كامل.
وأبلغ عزيز بيتر مانسبريدج مذيع محطة «سي.بي.سي» الكندية في الحديث الذي اجري في بغداد وسط الحشد العسكري الامريكي استعدادا للحرب «انهم يطلبون من العراق تقديم تعاون اكبر، حسنا فليقولوا ذلك، ونحن نفعل ذلك».
وقال عزيز ان هناك مسألتين فقط محل خلاف بين العراق والمفتشين هما مسألة هل يمكن للمفتشين ان يستخدموا طائرات التجسس يو/2 فوق البلاد، ومسألة الشروط التي يمكن في ظلها لمفتشي الأمم المتحدة ان يجروا مقابلات مع العلماء العراقيين.
واضاف قائلا «جميع مجالات التعاون تسير على ما يرام ونحن نعد بأن نكون اكثر استعدادا في المستقبل للاستجابة لجميع حاجاتهم بطريقة سترضيهم».
وانتقد بليكس العراق لتركه فجوات في اقراره المقدم في السابع من ديسمبر/ كانون الاول الماضي عن برامج أسلحته المحظورة. واشار الى وقائع رأى فيها ان العراق لم يعلن بالكامل عن جوانب مهمة من برامج أسلحته الكيماوية والبيولوجية والصاروخية.
وتجاهل عزيز تصريحات وزير الخارجية الامريكي كولن باول وغيره من المسؤولين قالوا ان العراق لم يعلن عن جميع مخزوناته من الجمرة الخبيثة قائلا ان الأسلحة البيولوجية دمرت بالكامل عام 1991م.
وتابع عزيز «عندما يتحدث باول عن هذه الامور فانه يتحدث عنها وكأنها أسلحة حقيقية في ايدي العراقيين ويزعم انهم قد يعطوها لارهابيين والارهابيين سيستخدمونها ضد الشعب الامريكي ... هذا تلاعب بالحقائق. وليس له أي دلالة».
ورد باول على تقرير بليكس بتحذير العراق من انه لم يعد امامه «وقت طويل» للالتزا م وقال ان الولايات المتحدة تجري مشاورات مع حلفائها وستحدد ما تفعله خلال الاسبوع المقبل.
ومضى عزيز يقول «اذا حاول الامريكيون غزو العراق سيواجهون دفاعا شجاعا وقويا وسيتكبدون خسائر جسيمة... الامريكيون يخدعون انفسهم متصورين انهم سيستقبلون بالورود. انهم سيستقبلون بالرصاص وليس بالورود. فقد وزعنا مئات الالوف من قطع السلاح ونشعر بالثقة».
وفي الاسبوع الماضي قال احد ابناء الرئيس العراقي صدام حسين ان هجمات 11 سبتمبر/ ايلول التي سقط فيها نحو ثلاثة آلاف قتيل ستكون « مجرد نزهة بالنسبة لما يمكن ان يحدث لأمريكا» اذا ما غزت القوات الامريكية العراق.
ورد عزيز على سؤال عما اذا كان ذلك يعني ان العراق سيحاول شن هجمات على اراضي الولايات المتحدة قائلا «لا، لان ليس لدينا الوسائل وليس لدينا الرغبة للإساءة للولايات المتحدة داخل اراضيها».
لكن عزيز قال انه لا يستبعد أي هجوم عراقي على الكويت اذا عبرت القوات الامريكية التي تحتشد هناك الحدود الشمالية الى العراق.
وأضاف «الكويت ساحة قتال والقوات الامريكية موجودة في الكويت وتستعد لمهاجمة العراق. واذا شن هجوم من الكويت لا يمكنني القول اننا لن نرد. سنرد بالتأكيد على القوات الامريكية اينما تبدأ هجومها على العراق. وهذا مشروع».
وقال عزيز ان العراق ليس لديه أي صاروخ قابل للاطلاق يزيد نطاقه عن 150 كيلومترا بمقتضى قرار الأمم المتحدة. لكن بليكس قال ان صواريخ جديدة حصل عليها الجيش العراقي اختبرت بالفعل لتتجاوز هذا النطاق.
وتابع عزيز «اننا نعد انفسنا... لمواجهة هذا العدوان. لكننا ما زلنا نأمل الا يقع لانه امر سيىء بالنسبة لنا بالطبع، وهو سيىء بالنسبة للمنطقة وبالنسبة للعالم. افضل شيء سيكون محاولة ايجاد حل سلمي لهذه المسألة. المفتشون يعملون في العراق ولديهم تفويض ويتعين ان يتركوا حتى يستكملوا تفويضهم.
ورد على سؤال عما اذا كان بالامكان تجنب الحرب قائلا :«قد يمكن وقد لا يمكن».
من جهة اخرى واصل مفتشو الأمم المتحدة على الأسلحة امس الثلاثاء عملياتهم المعتادة لتفتيش مواقع عراقية مشتبه بها بعد يوم من تقريرهم المقدم الى مجلس الأمن الذي انتقدوا فيه تعاون العراق والملف الذي قدمه عن برامج التسلح.
وقال شهود عيان ان خبراء لجنة الأمم المتحدة للمراقبة والتحقق والتفتيش والوكالة الدولية للطاقة الذرية انطلقوا من مقرهم في العاصمة العراقية بغداد الى عدة مواقع.
وزار فريق من لجنة المراقبة صومعة غلال في منطقة تاجي شمالي بغداد ولم يعرف على الفور وجهة الفرق الأخرى.
|