نحب الخير، ولكن بذور حبنا له يقتلها جفاف «الموسمية»، ونفعل الخير، ولكن فعلنا له يخضع - بلا شك - لطقس موسمي، ونحارب الأمراض ونقاوم الأوجاع ونجاري التطور، ولكن في إطار «المناسبة»، لقد أصبحنا - بجدارة - ضحايا «الموسمية» وفيروساتها المتشكلة بتقصيرنا والمشكلة لو عينا في آن، بل إن مرض نقص الاستمرار يكاد يقضي على حركتنا التنموية والحضارية، ولنا مع «المواسم» مواسم من النجاحات والاخفاقات، وتبقى «الموسمية» رغم ما يصاحبها من أجواء احتفالية بعيدة عن روح «المؤسسة»، وأساليب العمل المؤسسي القائم على مصارحة الواقع واستشراف المستقبل عبر قنوات تتخذ من العلم لها منهجاً، وبالرغم من أن «الموسمية» في بلاد المواسم، تأخذ شكلاً آخر، يتوج مراحل «الخطة» ويكملها فقط، ولكنها عندنا - للأسف - مد وجزر، يقوم بالدرجة الأولى على البريق الإعلامي الذي يخطف أبصارنا ويأخذنا قسراً إلى حالة «تشبع» تجاه العديد والعديد من قضايا التنمية والبناء الحضاري، والضحية نحن وأجيالنا القادمة، التي ستولد - بلا شك - حاملة جينات «الموسمية» القاتلة لمشروعنا الحضاري.
|