مع ما تطرقنا إليه في الحلقات الماضية عن الاستنساخ بأنواعه وآمال العلماء حول محاولات التصدي للتحديات المقبلة وصون السلالات المهددة وجيل الخنازير المؤنسنة نقف هنا في هذه الحلقة إلى الركيزة الاساسية التي يفتقدها غيرنا «ركيزة الدين» المرجع الاساسي والبداية الصحيحة لكل منهج ونقرأ فيها رأي علمائنا باجتهاداتهم وأقوال المشايخ بتفسيراتهم، نضع الاحكام بالادلة والدراسات الشرعية مع الفتاوى منعاً للضرر الاجتماعي بصوره والتريث فيما يناقش لتأكيد المصلحة، مرجعنا القرآن والسنة مع الاجتهاد والقياس فالدين صالح لكل زمان ومكان وقد سبق مرجعنا مرجعهم وسنتنا غايتهم .
حكم الاستنساخ شرعاً:
أصدر المجمع الفقهي الإسلامي المنعقد في دورة مؤتمره العاشر بجدة في المملكة في شهر صفر 1418هـ الموافق 28 يونيو 97م بناء على ما استمعه من مناقشات حول الموضوع بمشاركة الفقهاء والأطباء ما يلي:
قرار رقم 94 (2/10) بشأن الاستنساخ البشري:
أولاً: تحريم الاستنساخ البشري بطريقته أو بأي طريقة أخرى تؤدي إلى التكاثر البشري.
ثانيا: إذا حصل تجاوز للحكم الشرعي في الفقرة «أولاً» فإن آثار تلك الحالات تعرض لبيان أحكامها الشرعية.
ثالثا: تحريم كل الحالات التي يقحم فيها طرف ثالث على العلاقة الزوجية سواء أكان رحماً أم بيضة أم حيواناً منوياً أم خلية جسدية للاستنساخ.
رابعاً: يجوز شرعاً الأخذ بتقنيات الاستنساخ والهندسة الوراثية في مجالات الجراثيم وسائر الأحياء الدقيقة والنبات والحيوان في حدود الضوابط الشرعية بما يحقق المصالح ويدرأ المفاسد.
خامساً: مناشدة الدول الإسلامية اصدار القوانين والأنظمة اللازمة لغلق الأبواب المباشرة وغير المباشرة أمام الجهات المحلية أوالأجنبية والمؤسسات البحثية والخبراء الأجانب للحيلولة دون اتخاذ البلاد الإسلامية ميداناً لتجارب الاستنساخ البشري والترويج لها.
سادساً: المتابعة المشتركة من قبل كل من مجمع الفقه الإسلامي والمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية لموضوع الاستنساخ ومستجداته العلمية وضبط مصطلحاته وعقد الندوات واللقاءات اللازمة لبيان الأحكام الشرعية المتعلقة به.
سابعاً: الدعوة إلى تشكيل لجان متخصصة تضم الخبراء وعلماء الشريعة لوضع الضوابط الخلقية في مجال بحوث علوم الأحياء لاعتمادها في الدول الإسلامية.
ثامناً: الدعوة إلى انشاء ودعم المعاهد والمؤسسات العلمية التي تقوم باجراء البحوث في مجال علوم الأحياء.
تاسعاً: تأصيل التعامل مع المستجدات العلمية بنظرة إسلامية ودعوة أجهزة الإعلام لاعتماد النظرة الإيمانية في التعامل مع هذه القضايا وتجنب توظيفها بما يناقض الإسلام لتوعية الرأي العام للتثبت قبل اتخاذ أي موقف. انتهى.
ويذهب بعض الفقهاء إلى أن الاستنساخ كعلم ليس حراماً لذاته فهو يعد استكشافاً لسنة من سنن الخلق ولكن إذا أدى بالعناوين الثانوية فقها إلى اكثار المجرمين أو إلى ضياع الانساب أو إلى أمور اخرى قد تؤدي إلى الإساءة إلى المجتمع فيصبح حراماً أو يكتسب الحرمة.
وجاء تحريم الاستنساخ وذلك لما يلي:
وعدم وجود اباء للأولاد المستنسخين من إناث دون أن يكون معهن ذكر وعدم وجود أمهات لهم عندما توضع البويضة المندمجة في نواة الخلية في رحم انثى غير الانثى التي وضعت البويضة في رحمها وهو اضاعة للأنساب فلا أب أو أم وهو مناقض لقول الله تعالى: {يّا أّيٍَهّا النّاسٍ إنَّا خّلّقًنّاكٍم مٌَن ذّكّرُ وّأٍنثّى"} *الحجرات*. والإنسان أوجب حفظ الأنساب وصيانتها.
وأكد فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر ان الاستنساخ للإنسان حرام أما في الحيوانات أو من شجرة إلى شجرة بالنسبة للنباتات ويترتب عليه تحسين النوع أو الكم فهو حلال. أما الإنسان فكل ما يأتي عن غير طريق الزوجين والطريقة التي أحلها الله فهو حرام لان فيه تغيير الخلق الله وعبثاً بالكيان الإنساني الذي جعله الله خليفة في الأرض والأمر مردود إلى العلماء والأطباء ليحددوا إن كان هناك عبث أو تغيير في البناء الأساسي والجيني.
ووصف الدكتور نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية الأسبق الاستنساخ بأنه جزء من الشطحات العلمية المرفوضة اسلامياً لأن الاستنساخ للإنسان يعني استخراج صور عديدة من أصل واحد كما أنه يفتقد لضوابط الأسرة والبنوة والأخوة ويهدد الحقوق والواجبات في المجتمع ويفتح باب جرائم التزوير وانتحال شخصيات الآخرين، فالإنسان ليس وليد مزرعة، مؤكداً أن استخدام الاستنساخ لعلاج مشكلة العقم محرم لأن العقم نعمة من الله ، ويقول تعالى في كتابه الكريم {وّيّجًعّلٍ مّن يّشّاءٍ عّقٌيمْا} مشيراً إلى أن الاستنساخ من الممكن أن يستخدم في خدمة الإنسان عن طريق توفير الأعضاء لمن يحتاجون زراعتها.
ويرى الدكتور يوسف القرضاوي العالم الإسلامي المعروف أن الاستنساخ في عالم الحيوان جائز ولكن بشروط وهي أن يكون في ذلك مصلحة حقيقية للبشر لا مجرد مصلحة متوهمة لبعض الناس. والثاني ألا تكون هناك مفسدة أو مضرة أكبر من هذه المصلحة. فقد ثبت للناس الآن ولأهل العلم خاصة أن النباتات المعالجة بالوراثة اثمها أكبر من نفعها وألا يكون في ذلك ايذاء أو إضرار بالحيوان ذاته ولو على المدى الطويل، فإن ايذاء هذه المخلوقات حرام في دين الله، وعن حكم الاستنساخ في مجال البشر يقول فضيلته: ان منطق الشرع الإسلامي بنصوصه المطلقة وقواعده الكلية ومقاصده العامة يمنع دخول هذا الاستنساخ في عالم البشر لما يترتب عليه من المفاسد الآتية:
أولاً: أن الله خلق هذا الكون على قاعدة التنويع والاستنساخ يناقض التنوع لأنه يقوم على تخليق نسخة مكررة من الشخص الواحد وهذا يترتب عليه مفاسد كثيرة في الحياة البشرية والاجتماعية بعضها ندركه وبعضها لا ندركه إلا حين كيف يعرف الرجل زوجته من غيرها والأخرى نسخة مطابقة لها؟ ان الحياة ستضطرب وتفسد إذا انتفت ظاهرة التنوع واختلاف الألوان التي خلق الله عليها الناس.
وثانياً: ما علاقة المستنسخ بالشخص المستنسخ منه هل هو نفس الشخص باعتباره نسخة مطابقة منه أو هو أب أو أخ توأم له.
تريث وانتظار
من جانبه اكد وزير الصحة الدكتور اسامة شبكشي انه تم الرفع للمقام السامي الكريم بأن تتريث الوزارة في موضوع الاستنساخ من منظور أن هناك مناقشات تجري في الأمم المتحدة بهذا الخصوص وأنه في حالة وجوده في المملكة فإنه من الممكن ان يوجد لاستنساخ الأنسجة بما يخدم المصلحة العامة ومثال ذلك استنساخ الكلى أو القلب ولكن ليس للاستنساخ البشري، وأضاف لا يوجد أي نوع من الاستنساخ في المملكة. وقال الأمين العام لمجلس الشورى الاستاذ حمود البدر ان موضوع الاستنساخ لم يبحث في مجلس الشورى الى الآن وأضاف: كانت هناك اهتمامات شخصية لبعض الأعضاء لكن الموضوع لم يبحث.كما أكدت أوساط طبية ودينية في الأردن رفضها عملية الاستنساخ البشري ولاسيما ان الأديان السماوية والقوانين الإنسانية حرّمت الاستنساخ.
وقال مجموعة من علماء الدين الإسلامي ورؤساء هيئات طبية في الأردن إن الاستنساخ يمثل عدواناً على سنة الله في الخلق وهي محاولة باطلة لتغيير خلق الله.
وأكدوا في بيان صحفي نشر في عمان ان الاستنساخ سيؤدي إلى إحداث خلل كبير في تركيبات المجتمعات المعاصرة وهو بمثابة جريمة بشعة بحق البشرية.
وأوضح البيان ان الاستنساخ جريمة ضد الإنسانية كونه سيؤدي إلى حدوث خلل في تركيبة المجتمعات المعاصرة وينفي وجود صلات القربى والانساب بين بني البشر.
أكد باحث طبي أردني خطورة العمل بالاستنساخ على سلامة المجتمعات المعاصرة.
وقال الدكتور عمر حامدي في دراسة علمية ان عمليات الاستنساخ بشكلها المعلن تمثل جريمة صارخة بحق البشر والإنسانية.وأضاف ان الاستنساخ يشكل تلاعباً جذرياً في صلات القرابة المتعارف عليها والتي هي أساس التناسل البشري.. إذ ان الاستنساخ لا يستدعي وجود ذكر من أجل تحقيق عملية الاخصاب بحيث تصبح الانثى هي المصدر وسبب الوجود للمواليد.وأوضح ان الاستنساخ سيؤدي إلى ايجاد مشاكل اجتماعية كبيرة ويتم بسببه افساد الصلات الأساسية للشخصية الإنسانية وعلاقات الابوة والنسب وقرابة الدم.وفي سؤال للدكتور زغلول النجار المفكر الاسلامي عن رأيه في موضوع الاستنساخ قال: الاستنساخ مغاير للفطرة لأن الفطرة هي التناسل والفطرة التزاوج. ومن آيات الله أن الصفات الوراثية الموجودة على الصبغيات موجودة بشكل زوجي حتى يبقى ربنا سبحانه وتعالى متمتعاً بالوحدانية المطلقة فوق كافة خلقه فحين ما يتم التزاوج فإن نصف الكروموسومات تأتي من الرجل والنصف الآخر تأتي من المرأة وحتى تكتمل عدد الصبغيات يتم زيادة الصفات الجيدة واستتار الصفات الرديئة، إلا فيما يحدث لبعض الحالات النادرة التي يجعلها الله عبرة للناس لكن حينما يتم الاستنساخ تؤخذ الخليتان من نفس الأم كما حدث في النعجة دوللي وذلك لا يؤدي الى عملية التنوع. وعملية الاستنساخ عملية مغايرة للفطرة وقد تؤدي الى تدمير الحياة على هذه الأرض فالاستنساخ ليس عملاً صحيحاً والعملية ضارة جداً ولها سلبيات كثيرة وإن كان لها بعض الايجابيات.
لم يكتمل البحث
وقال عضو هيئة كبار العلماء في المملكة الشيخ عبدالله المطلق ان هيئة كبار العلماء بحثت موضوع الاستنساخ إلا أن البحث لم يكتمل واتفق على استكمال بحث الموضوع في اجتماع آخر.
حصاد الاستنساخ:
تعاني النعجة دوللي أشهر كائن مستنسخ عالمياً من مشكلات تتعلق بظهور بوادر الهرم وازدياد وزنها باطراد ويقول العلماء أنه بعد السنوات من استنساخها يكتشف العلماء كل يوم أن الحيوانات المستنسخة تعاني من مشاكل في القلب وتشوهات في الرئة وأنظمة مناعة ضعيفة اضافة إلى أن الاستنساخ يؤدي إلى أخطاء عشوائية في الجينات الفردية وهي أخطاء يمكن أن تؤدي إلى عدد من المشاكل التي لا يمكن التكهن بها في أي مرحلة من مراحل الحياة، كذلك تعاني الحيوانات التي ولدت نتيجة الاستنساخ من مشكلات حادة كالتأخير الشديد في النمو وتشوهات في القلب واضطرابات في الرئة وعدم انتظام عمل نظام المناعة.
وتشير الاحصاءات إلى أن أقل من جنين واحد فقط ينمو بصورة عادية بين كل 300 جنين يجري استنساخها من الغنم وقد اثبت الباحثون في تجارب أجروها على فئران مستنسخة وخلايا حية بالغة أن 10 من 12 من الفئران الذكور المستنسخة ماتت قبل المدة الطبيعية لحياة الفئران. وذكر معهد الأمراض المعدية في طوكيو أن تشريح الفئران المستنسخة كشف اصابتها بداء ذات الرئة وبقصور في الكبد ونقص في الأجسام المضادة واللوكيميا وسرطان الرئة ومن النتائج العديدة أن تنجم عن الاستنساخ تشوهات القلب والرئتين والجهاز المناعي والبدانة والموت قبل الولادة أو بعدها. كما قال باحثون من معهد ماستشوستس للتكنولوجيا في كامبردج بالولايات المتحدة إن الخلايا البالغة ليست جيدة لاجراء عمليات استنساخ على الحيوانات وأوضحوا أن معظم العمليات التي نجحت لم تأت من خلايا تامة البلوغ ويذكر العلماء أن عملية الاستنساخ تخلق أخطاء عشوائية في تغييرات الجينات يمكن أن تحدث في أي مرحلة من عمر الحيوان المستنسخ. وتفيد الاثباتات ان عملية اعادة البرمجة في الاستنساخ تؤدي إلى أخطاء عشوائية أثناء العملية قد توقف نمو خلايا الجيني مما يؤدي إلى نفوق الحيوان المستنسخ أو يصاب على أقل تقدير بمرض قاتل بعد ولادته. ومع فشل الكثير من المحاولات الاستنساخية «نسبة النجاح 3%» تظهر اسئلة جديدة عن سلامة العمليات فمن أهم المشكلات التي تتعرض لها العملية الاستنساخية هي أن البويضة تقوم خلال ساعات بما هو مفترض أن تقوم به خلال سنوات.ففي تجارب على أم فنزويلية الجنسية أصبحت تدعى أم الذئاب أخضعت للهندسة الوراثية فولدت قروداً وذئاباً حقيقية، وقد فسر العلماء فشلهم بأن الحيوانات المنوية الآدمية قد حفظت بطريقة خاطئة أو تعرضت لتغييرات كيميائية، فترى وجوه أطفالها قد ردت على أدبارها فلا تعلم الوجه من القفا، كذلك الأم التي ولدت طفلاً كالقرد يكسوه الشعر في كل جسمه وعيناه عينا ذئب وقد وردت هذه الصورة المخيفة لهذا الطفل في مجلة الرياضة والشباب نقلاً عن المصادر الأوروبية التي غطت هذا الحدث الرهيب.
وأخضعت فلاحة فنزويلية بسيطة للتجارب الهندسية مرة أخرى وظهر حصاد ما زرعوا فيها فقد ولدت هذه الفلاحة طفلاً بوجه كلب انفه وفمه متقدمان في شكله وهو ذو لون بشرة غريب وظهر كثير الشعر في مناطق معينة وسمي «الطفل الكلب».
يقول ابن قتيبة في عيون الاخبار: «ثم خلق الثانية مثلها في العرض والغلظ وجعل فيها أقواماً أفواههم كأفواه الكلاب وأيديهم أيدي الناس وآذانهم آذان البقر وشعورهم شعور الغنم فإذا كان اقتراب الساعة ألقتهم الأرض إلى يأجوج ومأجوج» القرطبي: المجلد السادس «ج11 -12 ص 283».
ويرى البعض أن هذه المسوخ ربما تكون بداية ليأجوج ومأجوج مستشهدين بالآية الكريمة:
حّتَّى" إذّا فٍتٌحّتً يّأًجٍوجٍ وّمّأًجٍوجٍ وّهٍم مٌَن كٍلٌَ حّدّبُ يّنسٌلٍونّ (96) وّاقًتّرّبّ الوّعًدٍ الحّقٍَ فّإذّا هٌيّ شّاخٌصّةِ أّبًصّارٍ الذٌينّ كّفّرٍوا يّا وّيًلّنّا قّدً كٍنَّا فٌي غّفًلّةُ مٌَنً هّذّا بّلً كٍنَّا ظّالٌمٌينّ (97)}
وفي تفسير ابن كثير ما ينافي هذا الرأي، فقد ورد أن الحدب هو المرتفع من الأرض و«ينسلون» معناها يسرعون في المشي إلى الفساد وهي ليست مأخوذة من النسل ويفسر البعض قوله ينسلون على أنها يتناسلون وذكر ينسلون حتى ترادف كلمة النسخ مع قوم يأجوج ومأجوج .
وجاءت تفسيرات بعض العلماء لهذه الآية ضمن اجتهاداتهم أن كلمة «ينسلون» تحتمل تفسيراً آخر وهو أن هناك فرقاً بين كلمة «ينسلون» و«يتناسلون» فالأولى تأتي من الاصل والثانية تأتي من السلالة والحدب هو المرتفع. ويربط بعض العلماء هذا التفسير بالسابق من الآيات في قصة ذي النونين حينما يبني على القوم يأجوج ومأجوج السد مفسرين أن تهدم السد يفسر على أنه تقنية الاس
واستشهد البعض بما جاء في حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«... لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر أو الشجرة فيقول الحجر أو الشجرة: يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي خلفي فتعال فأقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود..» ( مسند أحمد - الجزء الثاني ص 417 - طبعة دار الفكر) مؤكدين أن النبات سوف يستنسخ ويخضع لتجارب علمية تمكنه من النطق بطريقة ما يعلمها الانسان حينئذ. واكتشف حديثاً في هذا الصدد أن النباتات ومنها الاشجار مثلاً تطلق ذبذبات معينة تقاس بأجهزة ذات حساسية عالية وإذا ما تم قطع الشجرة مثلا فإن هناك ذبذبات ذات قياس معين وخاص «مميز» لتسجل مما يفسر أن الشجرة قد أطلقت احساساً أو ما شابه نتيجة ذلك الفعل الذي طرأ لا يشبه التسجيل السابق مع تحركها بفعل الرياح أو اقتراب الحيوانات منها أو الطيور كذلك تم تسجيل تلك الذبذبات الخاصة عند اشتعال الحرائق في الغابات وانتشار الادخنة فيها. تنساخ وما سيخرج من ورائها إذا ما سبرت أغوارها.وفي صحيح البخاري حديث عجب الذنب قال النبي عليه الصلاة والسلام «كل جسد ابن آدم يبلى إلا عجب الذنب ومنه يبدأ الخلق».
وعجب الذنب هي آخر فقرة في العمود الفقري تحفظ الخلايا الآولية للانسان وهي لا تبلى أبداً وتحفظ المعلومات الكاملة عن المكونات الوراثية لصفات الانسان وفي علم الأنسجة الأورام التي تظهر في أي نسيج تظهر في الخلايا لذلك النسيج وكمثال على ذلك في العضلات تكون الأورام من العضال وفي العظام الورم عظمي وفي الغدد اللمفاوية أورام الغدد الليمفاوية لكن إذا حصل ورم في العصص «عجب الذنب» فإن الورم يحتوي على عظم وغدد ليمفاوية وعضلات مما يدل على أن العصص هو مكان الخلية الأم وهي خلية واحدة تحفظ المكونات الوراثية لكامل الصفات الأولية وبالتالي يمكن أن تكون أنموذجاً لعملية الاستنساخ البشري الخلية الواحدة وفي سورة النساء الآيات 117 -119 قوله تعالى {إن يّدًعٍونّ مٌن دٍونٌهٌ إلاَّ إنّاثْا وّإن يّدًعٍونّ إلاَّ شّيًطّانْا مَّرٌيدْا (117) لّعّنّهٍ اللهٍ وّقّالّ لأّتَّخٌذّنَّ مٌنً عٌبّادٌكّ نّصٌيبْا مَّفًرٍوضْا (118) وّلأٍضٌلَّنَّهٍمً وّلأٍمّنٌٌَيّنَّهٍمً وّلآمٍرّنَّهٍمً فّلّيٍبّتٌَكٍنَّ آذّانّ الأّنًعّامٌ وّلآمٍرّنَّهٍمً فّلّيٍغّيٌَرٍنَّ خّلًقّ اللّهٌ وّمّن يّتَّخٌذٌ الشَّيًطّانّ وّلٌيَْا مٌَن دٍونٌ اللهٌ فّقّدً خّسٌرّ خٍسًرّانْا مٍَبٌينْا (119)}.
وبعد:
هذا هو الاستنساخ.. عالم مليء بالغموض والإثارة والتمرد!!إنه قضية الإنسان القادمة التي ستزلزل الدنيا وتقض مضاجعها، فمهما توافقت ردود الفعل أو تباينت فالرحى قد دارت، ولا يبدو في الافق من يستطيع ايقاف ذلك الدوران.
السلبيات التي تنذر بالفواجع تلوح نذرها مع كل عملية استنساخ، والايجابيات التي قد تتحقق تفتح شهية الكثيرين لركوب موجة المغامرة.
هل انفتح الباب امام الطوفان؟ أم نحن مقبلون على «فتح» سينقل الدنيا الى دروب من التقدم لم تخطر على بال؟ أم أننا قد فتحنا أبواباً جهنمية ستؤدي بنا جميعاً الى مهالك الردى والفناء؟الأيام حبلى بالخبر اليقين وسيعرف البشر حتما الى أين هم مقبلون؟!
***
المصادر والمراجع
* القرآن الكريم (تفسير ابن كثير).
* مسند الإمام أحمد بن حنبل.
* المعجم الوسيط.
* جريدة البيان.
* «الوكالات.
* عالية نت مقال بقلم سيرين.
* مجلة المجمع الفقهي الاسلامي.
* جريدة النهار.
* الجزيرة نت.
* جريدة الزمان.
* ارابيا اون لاين.
* الشرق الاوسط.
* ايلاف.
* الاتجاه الآخر دوت كوم.
* كتاب آيات الله المبصرة تأليف د. توفيق علوان.
* News week-march - sharon Begly - p.44-45
* العلوم مجلة 14 عدد 4 ابريل 98.
* مجلة الرياضة والشباب الكويتية.
* القرطبي المجلد السادس «ج11-12 ص283».
* اراب دوت كوم.
* Medical Articles.
* Art Arabia
* الاعجاز العلمي في القرآن والسنة الاهداف والوسائل.
* التعبير القرآني لا تنقضي عجائبه.
* مشاريع ابحاث طبية مستفادة في الكتاب والسنة- الطبعة الثانية.
* Medical physlology- 10th Edition - Calidfornia - lang Medical Press.
* Scientific American - Earfe R. williamr.
*إسلام اون لاين.
* مصادر علمية على الإنترنت.
* قسم الإعجاز في القرآن د. محمد جميل الحبال.
* د. حسن علي دبا استنساخ الإنسان حرام.
*بي بي سي اون لاين.
* مجلة تايم.
* د. نادية العوضي الاستنساخ في بريطانيا.
*صحيفة الشعب اليومية على الخط.
* الاهرام-عزة سامي.
*CNN.
*Masrawy News.
*منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة .
|