احتضنت الجنادرية منذ بداياتها.. عايشتها وعاشت معها أحلامها التي كبرت عاما بعد عام.. وتأسست اللجنة النسائية بجهوداتها العظيمة والكبيرة وسعة صدرها ورجاحة عقلها وحسن ادارتها وبتعاون عضوات اللجنة اللاتي تم اختيارهن من بنات هذا الوطن الغالي والجميع يعمل يداً بيد لنجاح المهرجان كل عام دون تذمر وملل تاركات اسرهن وأولادهن وأزواجهن ومستنفرات للتنظيم والتنسيق والاعداد بصمتٍ وعمل جاد ومميز.
هذا الوجه الجنادري الذي حمل لواء الجنادرية سبعة عشر عاما وثقة المسؤولين في الحرس الوطني بابنة الوطن المعطاءة.. لم يكن وليد صدفة ولكنه كان بالبحث الجاد من قبل المسؤولين في الحرس الوطني عن ابنة الوطن التي تتحمل مسؤولية هذا المهرجان الوطني الكبير بمسؤوليات متعددة حيث تكوين اللجنة واختيار العضوات، والجمع بحوالي (600) منظمة من مختلف الجامعات والمعاهد والمراكز الحكومية من الاقسام النسائية فيها حيث يقمن بالشرح عن الأجنحة للزائرات خلال الفعاليات النسائية.
إنها ابنة المدينة المنورة الاستاذة فاطمة محمد السلوم التي عملت بجد، وجهد مميز، وصبر، وتؤدة، واخلاص وتحملت الأعباء جميعها بجهد كبير وصمت بالغ.
أعطت الجنادرية سنوات عمرها.. ومازالت الى هذا اليوم تعطي كل العطاء بسخاءٍ باهر دون توقف وشعارها: الوطن غالٍ ويستحق مني أكثر من ذلك وحكمتها: الجنادرية هي هويتنا الثقافية والتراثية وعلينا العمل الجاد للحفاظ على هذه الهوية من الضياع. كانت اللجنة النسائية برئاسة الاستاذة السلوم واعدة بشقيها التراثي والثقافي وكانت المحاضرات والندوات تعقد جميعها على أرض الجنادرية في القاعة الكبرى الى أن انفصلت اللجنة الواحدة وانبثقت منها اللجنة الثقافية التي ترأسها الأستاذة جواهر العبدالعال التي تعمل بجد في استقطاب الكفاءات الثقافية النسائية في الفعاليات النسائية الثقافية.
أما لجنة التراث فعملت وتعمل الاستاذة فاطمة السلوم على بذل المزيد من الجهد كل عام لإبراز الحرف التراثية القديمة والالعاب الشعبية القديمة ونقش الحناء، وعرض الملابس التقليدية القديمة للأم والطفل والرجل إلى جانب العادات والتقاليد في كل منطقة من مناطق بلادنا الغالية. من حيث المأكل والمشرب والزواج، واللباس وغيرها.
بالاضافة الى اهتمامها بالطفل فجعلت له كل عام برنامجاً يختص به.. ينمي حبه لوطنه، ومعرفته بتراث الآباء والاجداد، بالاضافة الى المسابقات الثقافية، والفنون والرسم وغيرها مما ينمي الاحساس لدى الاطفال بوطنهم وتراثهم وثقافتهم.
أما الأجنحة في الجنادرية فهي مهمة غاية في الصعوبة حيث المحتويات الغالية الثمن، والعالية القيمة التراثية والأثرية والفكرية.. فقد حرصت على الحفاظ على محتوياتها كاملة ولم ينقص منها شيء على الاطلاق وذلك بتفانيها وتعاون عضوات اللجنة وعلى رأسهن نائبتها الاستاذة فريال كردي وبقية العضوات اللواتي لايكفيهن مئات الصفحات لنسطر مزاياهن وأعمالهن التي نفتخر بها ونعتز.. ولا يمكن أن أنسى المنظمات التي تعين متطوعات كل عام لإثارة أفكار الزائرات بشرح كل ما يتعلق بالأجنحة عوضاً عن توزيع النشرات عليهن.
جهودٌ كثيرة تتضافر في الجنادرية لذلك لم تنس الاستاذة فاطمة السلوم بناتها المعوقات فكان لهن نصيب الأسد حيث الزيارات والبرامج الخاصة بهن وكما أن هناك أيضاً أبناءنا الايتام الذين أصبحوا يشاركون في برامج الالعاب الشعبية.
الحديث عن هذا الوجه الجنادري لا تتسع له مجلداتٌ ومجلداتٌ فهي شقيقة وزير المواصلات معالي الدكتور ناصر السلوم، وزوجة رجل الأعمال سمو الأمير خالد بن عبدالله بن تركي آل سعود ووالدة كل من الدكتورة رندا بنت خالد بن عبدالله بن تركي طبيبة الاسنان في مستشفى القوات المسلحة ووالدة الامير الدكتور بندر بن خالد الطبيب بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث ووالدة الامير بدر بن خالد بن تركي.
وفوق هذا وقبله هي المرأة السعودية الدمثة الأخلاق، المتميزة اجتماعيا ومهنيا وانسانيا حقا.. من الصعب الكتابة عنها، فمهما اخترعنا جميل الوصف وانتقاء الألفاظ والصور البلاغية لا نفيها حقها.. خدمت المعاقين سنوات عديدة حتى ناداها الجميع ب (ماما فاطمة) (وأبلة فاطمة) حيث مسحت دموعهن ورعتهن أفضل رعاية.
وحفظتها الجنادرية حيث كبرتا معاً.. عاماً بعد عام فهما أصدقاء وأحبة.
هذه هي ابنة هذا الوطن..
هذه هي ابنة الجنادرية..
هذه هي الاستاذة فاطمة محمد السلوم.
الوجه المشرق النسائي في الفعاليات النسائية التراثية بالجنادرية.
فهنيئا للوطن ببناته المخلصات وهنيئا للوطن بالعطاء المتميز. وهنيئاً للجنادرية بمواطنات صالحات يحرصن عليها بدعم المسؤولين المخلصين في الحرس الوطني.
وبعد: المهرجان الوطني للتراث والثقافة شعلة تنير المستقبل بما يحمل من معانٍ أكيدة للاحتفاظ بأصالة الماضي وثبات الحاضر واستشراف المستقبل.
وقفة: هنيئا للمسؤولين في الحرس الوطني الذين اعطوا المرأة حقها والثقة الكبيرة والعظيمة التي دفعتها للمشاركة بالفعاليات النسائية الثقافية والتراثية بكل إخلاص ووفاء.
لحظة صدق: اللجان النسائية بالمهرجان الوطني للثقافة والفنون وجميع العضوات المنتميات لتلك اللجان يشكلن عقداً فريداً متلألئاً يثري هذا المهرجان بما يقدمنه من عملٍ وجهدٍ مميزين لنجاح الفعاليات.
صدقاً: المرأة نصف المجتمع.. بل نصفه الجميل.
للتواصل: تليفاكس 2317743
(*) عضو اللجنة الإعلامية بالجنادرية ومحررة بالجزيرة
|