شارون وناخبوه من ذات البيئة الإرهابية

كل التوقعات تقول بعودة الإرهابي أرييل شارون إلى رئاسة الوزارة الإسرائيلية بعد هذه الانتخابات التي سبقتها حملات «انتخابية» إرهابية دموية نفذها شارون في الضفة الغربية وغزة وكان المشهد النهائي في غزة حيث شهد العالم كله تلك المذبحة الشنيعة.
والنتيجة المرتقبة تعكس سيادة النهج الإرهابي في قمة السلطة وصولاً إلى القاعدة العريضة من الناخبين الذين تحركهم وتستهويهم جرائم شارون، فهم يراهنون عليها باعتبار أنها ستقود إلى إخضاع الفلسطينيين على الرغم من أن وقائع الأحوال تثبت في كل مرة أن أفظع الجرائم الإسرائيلية لم تكسر شوكة الاصرار الفلسطيني على مواجهة هذه المحاولات، بل والرد عليها بطريقة تؤلم جماعات المستوطنين المتطرفين وغيرهم.
ومن الواضح أننا إزاء فترة أخرى من المواجهات الساخنة تتراجع فيها بشدة مساعي التسوية، لأن شارون يصرُّ على ما يسميه وقف العنف قبل النظر في مساعي السلام، وهو هنا يشير إلى الفلسطينيين باعتبارهم مصدر هذه المواجهات.
ويعرف الجميع أن العمليات الفلسطينية تأتي دائما رداً على الفظائع اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة، لكن الجميع يعرفون قبل هذا وذاك طبيعة شخصية شارون التي أخذت ملامحها، بصورة أساسية، من ارتباطها بالمذابح، ودوره معروف في عدة مذابح عبر عقود عديدة لعلَّ أشهرها مذابح صبرا وشاتيلا في لبنان.
لقد تغذت حملة شارون على الحقد والعنف وسيكون هذا هو عنوان فترة حكمه القادمة، فهو يركز على الأمن من خلال العنف ويحاول إقناع ناخبيه بأن سفك المزيد من الدماء الفلسطينية يعني ضمان أمنهم لكن بالمقابل سرعان ما تراق دماء يهودية، ومع ذلك فإن مؤيدي شارون لا يزالون يصدقون ما يردده من دعاوٍ حول الأمن.. والأحرى أن قطعان المستوطنين وغيرهم من أنصار شارون يطيب لهم العيش بمثل هذا الأسلوب الدموي، فهم مغامرون قدموا من أطراف الأرض ليسرقوا أرض الفلسطينيين وهم مجرمون محترفون يجدون أنفسهم في توافق تام مع سياسات شارون الإرهابية.