توفر الصفات القيادية في المشرف غاية في الأهمية، إلى درجة ان بعض منظري الإدارة يرون ان اختيار المشرف الكفء يعتبر المفتاح لحل جميع المشكلات التي يعاني منها العمل، غير ان هذا الرأي لا يؤخذ على إطلاقه.
بهذه العبارات بدأت افتتاحية مرشد المدير في الخدمة المدنية بالمملكة العربية السعودية التي تأتي ضمن سلسلة الإصدارات الإعلامية لوزارة الخدمة المدنية التي جاءت متسلسلة ليحمل مرشد المدير في الخدمة المدنية الرقم «12» ضمن هذه السلسلة المتواصلة. وبحق فإن جهود وزارة الخدمة المدنية واضحة وملموسة وخاصة في تسليط الضوء على جوانب الخدمة المدنية المتعددة فبعد إصدار الدليل الشامل لانظمة وتعليمات ولوائح الخدمة المدنية بالمملكة العربية السعودية الذي جاء شاملاً لكافة الأنظمة واللوائح في مجال الخدمة المدنية وقابلاً للتحديث المستمر جاء دليل تصنيف الوظائف في الخدمة المدنية وتتوالى إصدارات وزارة الخدمة المدنية لتشمل لائحة التدريب، واللائحة التنفيذية ودليل الاجازات في نظام الخدمة المدنية، ولائحة الايفاد للدراسة بالداخل وقواعد تنظيم أوضاع الموظفين بالدورات الدراسية، ولائحة التقارير الطبية واللياقة الصحية لدخول الوظيفة العامة واحكام البدلات والمكافآت والتعويضات الخاصة بالسلك الدبلوماسي ولائحة الوظائف الصحية، ولائحة الوظائف التعليمية، ونظام الوزراء وموظفي المرتبة الممتازة، ولائحة المعينيين على بند الأجور ولوائح كثيرة لا تتسع المساحة لذكرها هذا اضافة الى السلاسل الاعلامية والمطويات التي تناولت مجالات عديدة في الخدمة المدنية مثل الترقيات، والنقل، والاجازات، والتدريب، والاجراءات وغيرها كثير من المطبوعات. وما مرشد المدير في الخدمة المدنية إلا صورة ناصعة تعكس اهتمام المسؤولين في وزارة الخدمة المدنية على نشر الوعي الوظيفي لدى المشرفين الاداريين.
لقد لاحظت وزارة الخدمة المدنية ان نسبة عالية ممن يرشحون لوظائف الاشراف المباشر بمعظم الأجهزة الحكومية المشمولين بنظام الخدمة المدنية يركز في اختيارهم على القناعة بكفاءة ادائهم لاعمالهم غير الاشرافية ومايعنيه ذلك من توفر خبرة فنية كافية لأن يسند إلى من تتوفر لديه مهمة الاشراف أو لوجود خبرات متجانسة أو لوجود خلفية علمية ذات صلة بطبيعة أعمال الإدارة المرشح لها اي منهم، أو لكونهم قد حصلوا على تدريب فصلي ذي علاقة بالمهارات الاشرافية، أو ربما لان المرشح هو الأقدم بين التنفيذيين أو لانه الأول عند مفاضلة مع زملائه لغرض الترقية.
والملاحظة هنا كما وردت في مقدمة الدليل لا تنصب على ضعف الخبرة الاشرافية أو انعدامها لدى من يرشح لعمل اشرافي وانما تنصب الملاحظة على ان من يرشح لعمل اشرافي لا يعد إعداداً مناسباً لمزاولة العمل المرشح له بالكفاءة المرجوة سواء قبل الترشيح أو بعده، علاوة على عدم الاعتناء بتزويده بالادوات التنظيمية والنظامية التي تعينه على حسن ادارته لعمله والعاملين تحت اشرافه وفق الضوابط النظامية والتنظيمية المعتمدة.
ورغم ان نظام الخدمة المدنية ولوائحه التنفيذية وكل ما له علاقة بشؤون الموظفين من ضوابط واجراءات متاح للجميع ومعد في أدلة ميسرة متوفرة لدى جميع الأجهزة الحكومية وتواصل وزارة الخدمة المدنية تحديثها الا ان المشرفين، فيما عدا مديري شؤون الموظفين، ليسوا مطالبين بالتعامل مع تلك الأدلة - بكل تفاصيلها لتعاملهم مع الانظمة المسيرة لأعمالهم أو الأدلة التنظيمية الخاصة بتلك الأعمال، كأداة من الأدوات الأساسية لسير العمل لكنهم مطالبون بمعرفة ما ينظم علاقتهم بمرؤسيهم ويعينهم على حسن ادارتهم من الضوابط والاجراءات التي يتم بها أو من خلالها ضبط الحقوق والواجبات الوظيفية، من هنا جاءت فكرة اصدار مرشد المدير في الخدمة المدنية كرغبة صادقة من المسؤولين في وزارة الخدمة المدنية في إعداد مرشد هام لكل مدير يمكن من خلاله الاطلاع على كيفية التعامل مع جانب من جوانب الخدمة المدنية بصفة خاصة والادارة بصفة عامة.
ان مرشد المدير جاء في اكثر من «143» صفحة من الحجم المتوسط الذي يمكن حمله أو الاحتفاظ به حيث احتوى المرشد على ثلاثة فصول ويهدف الى بناء خلفية لدى المشرفين والمديرين تساعدهم على انجاز مسؤولياتهم الوظيفية.
وقد تضمن الفصل الأول أهم المجالس والأجهزة الحكومية واللجان التي لها علاقة بالخدمة المدنية والتنمية الادارية من حيث نشأتها واختصاصاتها أما الفصل الثاني فقد تضمن الوظيفة الاشرافية والعملية الادارية حيث تناول المفاهيم الأساسية للوظيفة الاشرافية والمهارات التي يجب ان تتوفر لدى المشرف وفي الفصل الثالث تم التركيز على انظمة الخدمة المدنية ولوائحها التنفيذية ويخص القواعد والضوابط التي تنظم حقوق الموظفين وواجباتهم بالتفصيل بتسمية الانظمة واللوائح التي تحكم شؤون العاملين في الخدمة المدنية وايضاح حركة الوظائف العامة من احداث ورفع وتحوير ونقل وخفض والغاء وتصنيف والاشارة الى البدلات والمكافآت والتعويضات التي تصرف للموظف والاجازات التي تمنح للموظف والعقوبات التي توقع على الموظف عند ارتكابه المخالفات والأسباب التي تنتهي معها خدمة الموظف.
انه بالفعل جهد ملموس ورائع تشكر عليه وزارة الخدمة المدنية.
ص.ب 86923
|