الكاتب في العالم العربي يعيش منفاه الخاص، ويكابد تبعات هذا النفي من خلال الإقصاء عن محيطه ومتابعيه والمكان الذي توزع فيه كتبه.
قد يبدو هذا الأمر واضحاً لدى الكتَّاب الرجال ولكنه بالتأكيد مركب مع المرأة التي لدغتها مهنة الكتابة.
فهي حين تبعث بكتاباتها إلى عالم النشر سواء مطبوعات أو دور نشر، فإنها تبعثها بوجيف قلب مرتفع وقلق عارم، تماماً كأنها تبعث بأحد أطفالها إلى طريق مظلم ودامس.
فهي لا تعلم شيئاً عن مزاجية مخرج الجريدة، أو محاذير رئيس التحرير أو سطوة الاعلانات، فإذا تجاوزنا ذلك إلى دور النشر عندها ندخل في متاهة من نوع عجيب يترصد فيها جشع الناشر واتساع المسافات، ولا سيما أن دور النشر المحلية تحت مظلة الرقابة في وزارة الإعلام لم تشرع يديها بالشكل الكافي للكتَّاب المحليين.
وقد ترصدت بي تجربة الأسبوع الماضي أحسست بعدها بالبؤس وبالعجز الحقيقي عن متابعة والحفاظ على إنتاجي الأدبي.
فقد نشرت جريدة «الحياة» في ملحقها آفاق يوم الأربعاء الماضي قصة لي، على صفحة كاملة من الملحق، ولكن تلك القصة نشرت كما يلي:
- العنوان مختلف عن العنوان الذي اخترته ومن دون أدنى احترام للمؤلفة ورؤيتها وعلاقة العنوان بمضمون القصة غيرها المحرر واختار عنواناً آخر بطريقة متسلطة وناشزة تتبدى فيه وصاية غير مبررة.
- القصة نشرت مبتورة النهاية، أي قصوا أقدام القصة على حساب صورة تعبيرية كبيرة ترافق القصة، دون أدنى إشارة أو اعتذار.
- والأدهى من هذا جميعه، لا أدري من أين اختطف المحرر المسؤول قصتي فلم أبعث بها لهم ولم أسمح بنشرها؟؟ فهي موجودة ضمن مجموعة تحت الطبع، وقد نشرت في موقع القاص الرائع المورق دائماً جبير المليحان (متعه الله بالصحة والعافية) على الانترنت، ولا أدري من أي المصدرين اختطفها المحرر المسؤول عن الملحق.
- لم يشيروا تحت اسمي بأنني قاصَّة من السعودية، إلا إن كانوا يرون بأنني بشهرة (أدونيس) وليس بحاجة إلى تعريف.
- لم أحصل على حقوقي المادية لنشر هذه القصة، وأنا أعلم بأن هذه النقطة تبعث على الضحك ولا سيما في العالم العربي، فهم يرون بأن مجرد نشر قصة لي بملحق آفاق هو تشريف بحد ذاته.
ولذا ومن خلال جميع النقاط السابقة أُعلن عن براءتي من القصة التي نشرت في جريدة الحياة، وهي لا تمثلني، وأرجو من هيئة التحرير في جريدة الحياة أن يكونوا أكثر حرصاً واحتراماً وتنفيذاً لشروط مهنة الكتابة.
|