** عندما تدخل احدى البقالات الكبيرة.. أو ربما الصغيرة.. يلفت انتباهك جملة من الأشياء التي تستوقفك كثيراً.. وتعود بذاكرتك إلى الوراء قليلاً أو بعيداً.. كما تشطح بتفكيرك بعيداً أيضاً.. عن أوضاع دول أخرى تعاني من نقص وشح في المواد التموينية.
** ولعل من أبرز الأشياء التي تستوقفك.. هي الأجنحة المخصصة لمنتجات الألبان.. حيث تقف طويلاً تستعرض هذه القائمة الضخمة من الشركات والمصانع المنتجة.. ثم أصناف وأنواع هذه المنتجات بأشكال وأحجام ومواصفات مختلفة.
** جدار طويل عريض.. ربما جاوز طوله الخمسين متراً أو أكثر.. كله منتجات ألبان سعودية «100%».
** لدينا اليوم.. أكبر مصانع لمنتجات الألبان في العالم.. تنتج طاقة مهولة من مشتقات الالبان.. وتجد منتجاتها في دول أخرى.. وهناك عشرات الشركات الأخرى التي لا يُستهان بها ولا بمنتجاتها، دخلت هي الأخرى بقوة.. وكان لها حضورها وتميُّزها وجودة المنتج أيضاً.. وساهمت في دعم المنتج الوطني من هذه المادة الضرورية للغاية.
** بالأمس.. كان الحليب شحيحاً أو شبه شحيح و«جيل لبن أم حسين يتذكر ذلك جيداً» وكذلك جيل «باغات شارع الغرابي».. وكان الحليب الجاف.. هو السائد.. وكانت المستوردات الدنماركية والأوروبية عموماً.. هي التي تغذينا بالالبان والأجبان ومشتقاتهما.. من زبدة ونحوها.. وكنا لا نعرف سوى النيدو أو حليب بامجلي و«قوطي الكرافت الأصفر» والذي لايزال موجوداً حتى الآن.
** واليوم.. لا يمكن أن نُحصي عدد الشركات أو المصانع المحلية.
** ولو التفتَّ داخل هذه الأسواق إلى قسم الدواجن.. لوجدتَ أكثر من شركة منتجة للدجاج.. قائمة طويلة هي الأخرى من أصناف وأحجام الدجاج المختلفة.. في وقت نشاهد فيه دُولاً أخرى يقفون بالطابور لعدَّة ساعات من أجل الحصول على دجاجة واحدة.. ونحمد الله.. أن منتجات الدجاج لدينا من أفضل وأجود المنتجات في العالم.. حيث تخضع لرقابة ومتابعة مستمرة.
** ولو.. وقفت أمام قسم الخبز ومنتجاته وأصنافه.. لرجعت بك الذاكرة إلى «الأفران» السابقة.. وطابور الفرن.. حيث لا وجود للمخابز الأتوماتيكية على الإطلاق.. ثم بدأت بداية ضعيفة.
** واليوم.. في الشارع الواحد أكثر من خمسة أفران أوتوماتيكية وربما أن بعضها ضعف هذا العدد مرات.. في وقت يعاني فيه أكثر من نصف سكان العالم من مشاكل الخبز.
** أما.. لو وقفتَ أمام منتجات الخضار والفواكه.. لما صَدَّقتَ حجم المنتجات المحلية.. ولا شك أنك ستتذكر.. أننا كنا في السابق نستورد كل شيء.. حتى أبسط الأشياء لم نكن نزرعها بكميات معقولة.
** واليوم.. نصدِّر منتجاتنا الزراعية حتى للدول الاسكندنافية في أقصى شمال القارة الأوروبية.
** وهكذا.. لو وقفت أمام صناعات أخرى.. كالصناعات البلاستيكية مثلاً.. أو المعلبات أو التمور وهكذا..
** نقلة نوعية كبرى على كافة الأصعدة.. ما كانت لتتم لولا فضل الله تعالى علينا ومنَّته وكرمه أولاً.. ثم جهود ودعم الدولة ومساندتها لهذه الصناعات الضرورية.
** إننا لا بد أن نشيد بوزارة الزراعة والمياه وما حققته في السنوات الماضية.. من نجاحات كانت تلك نتائجها بفضل الله... ويجب أن نحمد الله تعالى على هذه النعمة الكبرى التي تحققت في مجالات مهمة ورئيسية ولا يستهان بها.. حيث إنها تتعلق بالغذاء الذي يستورده أكثر من نصف سكان العالم من دول أخرى.. فيما يصارع «50%» من سكان العالم في الحصول على هذه المنتجات.. وقد يحصلون عليها أو لا يحصلون.
|