قد تملك ناصية القول المناسب لك فقط، غير أنك لن تمتلك هنا حق تقرير قناعات الآخرين بما تعتقده مناسباً. وربما تتوفر لك ناصية استحقاق ما يجب - من وجهة نظرك - أن يكون.. وما لا يجب منه أن يكون، ومع ذلك فلا يؤهلك مثل ذلك حيازة ناصية القدرة على تحوير آراء البشر لتوافقك على ما اتفقت عليه - مع ذاتك - من اتفاقات. ومن المحتمل أن تمتلك ناصية ما يجعلك - تجعل - البشر تصفق لك بحرارة.. وتهتف لك بمثلها، غير أنه من المحال عليك أن تمتلك ناصية إخلاص «ضمائر» الجمع ما لم يكن ضميرك المفرد لهم مخلصاً. ومن الجائز أن تمتلك ناصية تبرير انتفاء ما ترى أن من حقه الانتفاء غير أنك لا تقدر على نفي من في انتفائه لك أنت.
وقد تعتقد بأنك تملك ناصية الأدب فتكتب - في اعتقادك فقط - ما لم يكتب قط ولن يكتب من بعد.. غير أنك لا تملك شروى نقير من ناصية إجبار القراء على استهلاك ما أضنى يراعك تحبيره. بل قد تظن أن ناصية الشعر خطامها بيدك وقوتها من مهارتك وشرابها من نبع موهبتك.. غير أنك لا تملك ناصية «اهتزاز» المشاعر طرباً لما نسجته شعراً منك المشاعر. وقد تمتلك من الوهم ما يجعل المعلقات السبع ثماني.. غير أنك لا تملك ناصية الحول ولا القوة حيال حقيقة أنه لا يصح في رحم الحقيقة سوى الحقيقة الصحيحة فقد تعلق معلقتك بعد تحبيرها بماء الذهب فقط ليحتفي بها البشر تعفيرا بالتراب.. بعد تعليقها شنقاً..
وبما أن للشوارع نواصي فقد تمتلك «بالبلطجة!» ناصية شوارعية ما في حارة ما غير أنك لن تقدر بالتأكيد على حيازة ناصية اتفاق الناس على حقيقة أنك لست إلا بلطجيا..شقيا.. نهل من العتو ما جعل منه عتياً.
إذن هل تريد حقاً امتلاك كافة النواصي عن حق وحقيق.. امتلك أولاً ناصية نفسك وحين يتشربك اليقين ممزوجاً بحقيقة «كما تدين تدان» ستبدو ناصعة لك الحقيقة.. فالحياة.. نواصي سالكة أو أقدام تائهة.. فاختر منها ما يقيك حين تؤخذ بالنواصي والأقدام.
|