* تل أبيب عوفيرا كوبمانس د.ب.أ:
قبل عامين مضيا.. كان المؤيدون لانتخاب شارون يرددون بأصوات مدوية: «شارون سوف يحقق السلام.. السلام الذي سوف ينقذنا»، غير أنه منذ انتخاب أرييل شارون رئيسا لوزراء إسرائيل في شباط/فبراير عام 2001 حدثت 51 عملية فدائية داخل إسرائيل ذاتها وهو أمر لم يكن في الحسبان وليست له سابقة بكل ما تحمله هذه العبارة من معان. وعلاوة على ذلك نفذت المقاومة الفلسطينية 14 عملية إطلاق نار بكثافة داخل المدن الاسرائيلية وعمليتي تفجير لسيارتين ملغومتين وزرع قنبلة في مقصف جامعي وذلك وفقا لما أحصته وكالة الانباء الالمانية (د.ب. أ). ورغم كل ذلك مازال شعار حملة الدعاية التي أطلقها حزب الليكود المتشدد الذي يتزعمه شارون في انتخابات هذا العام هو «الشعب يريد شارون» مصورا بذلك الواقع الاسرائيلي الراهن.
ويتوقع الليكود فوزا سهلا في الانتخابات التي تجري اليوم الثلاثاء ويبدو أن من المرجح أن يستمر شارون في منصب رئيس الوزراء لفترة ثانية على التوالي. وإذا ما صحت نتائج استطلاعات الرأي الاخيرة فإن الليكود سيحصل على ما بين 30 و33 مقعدا وسيكون بذلك أكبر الاحزاب في الكنيست (البرلمان) بينما سيحصل منافسه الرئيسي وهو حزب العمل الذي يمثل يسار الوسط بزعامة القادم الجديد عمرام متسناع الذي يعد من الحمائم على نحو 19 مقعدا. ولا تجيء شعبية الليكود رغم تدهور الوضع في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني فحسب ولكن أيضا رغم ارتفاع معدل البطالة والانكماش الاقتصادي الناجم عن أعمال العنف الجارية.
وكتب المعلق يوئيل ماركوس في صحيفة هاآرتس الاسرائيلية يقول «إن الشيء المذهل هو هذا الاعتماد المطلق على شارون رغم الورطة الكبيرة التي جرنا إليها. إن شارون رمز للشلل المدمر ومع ذلك فإن الشعب مازال يعتمد عليه كما لو أنه أب أو مصدر حماية لهذا البلد»، فبعد خيبة الامل الكبيرة التي أحسها الكثيرون من الاسرائيليين بالنسبة لعملية السلام بات هؤلاء الكثيرون لا يرون بديلا عن مواصلة قمع الانتفاضة الفلسطينية من خلال الاجراءات العسكرية القاسية على الاقل طالما ظل ياسر عرفات الذي يرى فيه جميع الاسرائيليين العدو المشترك رقم واحد هو زعيم الفلسطينيين، فالعديد من المؤيدين السابقين لحزب العمل الذي يدافع عن إحياء محادثات السلام قد تحولوا إما إلى الليكود أو شينوي وهو من أحزاب الوسط الصغيرة وأشارت الاستطلاعات إلى أن قوته السياسية سوف تزيد من ستة مقاعد في الكنيست الحالي إلى ربما 15 أو 16 مقعدا، وحزب شينوي المناوئ للاتجاه الديني بشدة والذي يقدم نفسه في حملته الانتخابية بوصفه الخيار النظيف المناوئ للفساد يكاد يهدد بالفعل مركز حزب العمل بوصفه ثاني أكبر الاحزاب السياسية في إسرائيل، ومينع وهو محام أنيق من تل أبيب يقول إنه سوف يصوت لليكود رغم أنه كان يصوت دائما لحزب العمل، يلقي بعض الضوء على المزاج الاسرائيلي ويقول «لقد انتهيت إلى نتيجة مؤداها أن اللغة الوحيدة التي يفهمها الفلسطينيون حاليا هي القوة».
|