* حيفا القدس المحتلة الوكالات:
حث رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون الناخبين على منحه فوزا كبيرا في الانتخابات العامة اليوم الثلاثاء وأكد تمسكه بجدول أمني صارم بعد ساعات من ارتكاب قواته مذبحة في غزة استشهدفيها 12 فلسطينيا وأصيب أكثرمن 65 آخرين بجراح.
هذا وقد أظهرت ثلاثة استطلاعات للرأي نشرت نتائجها أمس قبل 24 ساعة من الانتخابات الاسرائيلية ان تكتل الليكود اكبر احزاب اليمين الاسرائيلي بزعامةرئيس الوزراء المنتهية ولايته ارييل شارون سيفوز في الانتخابات المقررة في 28 كانون الثاني/ يناير.
ويفضل شارون اعادة تشكيل حكومة وحدة وطنية مع حزب العمل مما يمنحه قاعدة برلمانية أوسع ويعزز موقف إسرائيل في الخارج لكن ميتسناع يرفض رفضا قاطعا هذا الخيار.
وذهب شارون بحملته إلى معقل منافسه الرئيسي عمرام متسناع زعيم حزب العمل يزك الاحد بينما فرض الجيش حظرا شاملا على دخول الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى إسرائيل حتى انتهاء الانتخابات.
ويأمل شارون الذي يرفض اجراء محادثات سلام مع الفلسطينيين قبل توقف اراقة الدماء في فوز حزبه اليميني الليكود بتفويض لتشكيل حكومة مستقرة دون الحاجة للاعتماد على احزاب قومية متشددة.
وحافظ الليكود على تصدر استطلاعات الرأي قبيل الانتخابات لكن يبدو انه سيواجه صعوبة في تشكيل حكومة ائتلافية قوية حيث تتوقع استطلاعات الرأي ان يحصل على حوالي 30 مقعداً فقط في الكنيست المؤلف من 120 مقعداً.
وقال شارون لمؤيديه في اجتماع انتخابي حاشد بمدينة حيفا الشمالية التي يرأس بلديتها متسناع زعيم العمل المنتمي ليسار الوسط استطيع القيام بدوري إذا كانت لنا سلطة في الكنيست، لن تسمح لنا المواقف المتطرفة بالذهاب إلى حيث نحتاج. لهذا فلا يوجد سوى سبيل واحد.. ليكود كل الباقي سبل مهتزة تعني مزيدا من الانتخابات لانحتاج اليها في الوقت الذي تقع فيه هجمات.
وسيضع تشكيل حكومة يمينية إسرائيل على طرف نقيض مع السياسة الأمريكية التي تشجع الفلسطينيين على وقف ما تسميه واشنطن العنف والشروع في اجراء اصلاحات كخطوة نحو اقامة دولة، ومن المرجح ان تضطر مثل هذه الحكومة إلى خوض صراعات من أجل البقاء.
وتناقص في الاسابيع الاخيرة عدد مقاعد البرلمان الاربعين التي كان ليكود يتوقع الفوز بها وذلك في اعقاب سلسلة من فضائح الفساد وهو ما قد يدفعه إلى الاعتماد على عدد من الاحزاب الاخرى الصغيرة للبقاء في السلطة.
كما كرر شارون «74 عاما» دعوته لحزب العمل وهو مع الليكود أكبر حزبين سياسيين في إسرائيل إلى المشاركة في حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات.
لكن متسناع «57 عاما» أكد في كلمة القاها امام انصاره بمدينة بئر السبع في شمال إسرائيل وهي معقل لحزب الليكود تصميمه على عدم المشاركة في ائتلاف مع شارون.
ويؤيد متسناع اجراء مفاوضات مع الفلسطينيين حتى مع استمرار المواجهات بينما يرفض شارون أي مفاوضات قبل توقفها على الرغم من جرائم شارون هي التي تدفع الفلسطينيين للرد.
وأشار استطلاع جديد للرأي أجري قبل مقتل 12 فلسطينيا برصاص القوات الاسرائيلية خلال عملية توغل في قطاع غزة إلى احتمال حصول الليكود على ما بين 29 و30 من مقاعد الكنيست وحصول حزب العمل على 19 مقعداً. والامر المقلق لشارون الذي بنى حملته الانتخابية على اتخاذ اجراءات عسكرية مشددة ضد المسلحين الفلسطينيين ان حزبي ليكود وشينوي فقدا في هذا الاستطلاع مقاعد لصالح أحزاب أصغر بالمقارنة مع استطلاع أجري الأسبوع الماضي مما قد يجعل ليكود عرضة للرضوخ لمطالب العمل و شينوي في أي محادثات بشأن تشكيل ائتلاف حكومي أو يضطر ليكود إلى تشكيل ائتلاف مع أحزاب يمينية فقط. ومن شأن مثل هذا الائتلاف ان يجعل شارون رهينة للاحزاب اليمينية ومن المحتمل ان يؤدي إلى انتهاج خط أكثر تشددا مما تسير عليه الحكومة الحالية تجاه الانتفاضة الفلسطينية المستمرة منذ 28 شهراً ضد الاحتلال الاسرائيلي.
وفي قطاع غزة دفن الفلسطينيون قتلاهم وتفقدوا الاضرار بعد أكثر الغارات الاسرائيلية دموية بالمنطقة منذ شهور.
|