Tuesday 28th January,2003 11079العدد الثلاثاء 25 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المئات من عمال كبريات الورش يواجهون البطالة بعد المذبحة المئات من عمال كبريات الورش يواجهون البطالة بعد المذبحة
حي الزيتون يلتف بالسواد ويلملم جراحه ويتأهب للرد

  * غزة بقلم عادل الزعنون ا.ف.ب:
أخذ الفلسطينيون يلملمون جراحهم في حي الزيتون في مدينة غزة الذي شهد عمليات نسف وتدمير لعشرات المنازل والمنشآت والورش الصناعية خلال اجتياح القوات الاسرائيلية له ليل السبت الاحد في جو من الحسرة التي تلف قلوب الفلسطينيين الذين سقط منهم 12 شهيدا. وبدت آثار عمليات التدمير والنسف التي نفذها الجنود الاسرائيليون على مدار ثماني ساعات واضحة في الشوارع الرئيسية وبين ازقة حي الزيتون أكبرالاحياء السكنية في قطاع غزة الذي شهد حداداً عاماً.
وعلى واجهات العمارات السكنية تشاهد آثار الاعيرة النارية التي أصابت عشرات المنازل مما اضطر سكانها الفلسطينيين الى النزول الى الطوابق السفلى كما روى عدد من السكان الفلسطينيين.
وقال بشير عقل لوكالة فرانس برس ان منزله المكون من أربعة طوابق لا يكاد يخلو جزء من واجهته الا وأصيب بالنيران او بشظايا القذائف اضافة الى تدمير البوابات السفلى.
ولم يصدق فؤاد السمنة صاحب منشأة للصناعات الحديدية الثقيلة في الحي ما رأته عيناه من تدمير لكل شيء في مصنعه في ساعات الصباح الاولى عندما وصل مع اشقائه وقرابة خمسين من عماله الى المصنع.
وقال السمنة لوكالة فرانس برس انه تخريب مقصود وتدمير للاقتصاد الفلسطيني وحجتهم دائما صناعة الهاون متسائلا: كيف يمكن ان ينشغل العمل هنا في مثل هذه الاشياء (الهاون) ونحن نصنع الصناعات الحديدية الثقيلة؟.
وينتج المصنع بيوتا جاهزة ومقطورات وحاويات ومجمعات حديدية تجرها الشاحنات وتستخدم لأعمال البناء والاسمنت.
وقد أدى تدمير القوات الاسرائيية لهذه الورش والمصانع الى حرمان مئات العمال الفلسطينيين من بينهم خمسون عاملا في مصنع الحديد، من فرصة العمل ليضافوا الى قوائم البطالة التي تصل الى قرابة سبعين في المائة في قطاع غزة جراء الاغلاق والحصار الاسرائيلي المفروض كما قال السمنة. وعلى مقربة من هذه المنشآت الصناعية جلس الستيني محمد الدحدوح فوق ركام منزله الذي نسفه الجيش الاسرائيلي بالمتفجرات وسط حي الزيتون وهو يحاول استجماع قواه ازاء ما حل به.
واكتفى الدحدوح وهو يتمتم بكلمات متقطعة بالقول شارون يريد ان ينجح في الانتخابات على حساب دم أولادنا وحجارة بيوتنا.
وانشغل عدد من الفتية والاطفال في البحث عن بقايا أشيائهم التي طمرت تحت ركام المنازل المدمرة.
وذكر الفتى وسام (15 عاما) انه رغم تدمير منزله ما زال يحلم بأن يصبح محاميا ليدافع عن شعبه المظلوم من الاحتلال.
وقد دمر الجيش الاسرائيلي بالكامل ثلاثة منازل في المنطقة فيما الحقت أضرارا جسيمة في عشرات المنازل المجاورة.
وعلى جانبي شارع صلاح الدين الرئيسي الذي يقسم حي الزيتون وشارع البساتين الفرعي في الحي، تمكن مشاهدة ركام عشرات ورش اعمال الحدادة والورش الصناعية وقد دمر الجنود الاسرائيليون كافة الآلات الميكانيكية والصناعية فيها.
وبين هذه الورش التي دمرتها القوات الاسرائيلية بالكامل ورشتا دولة (جنوب حي الزيتون) وموسى ابو شعبان (شمالا) وهما من كبريات الورش في قطاع غزة وتستخدمان عشرات العمال الفلسطيينيين. وعلق حسن أبو شعبان على التدمير بقوله: هذه عملية جبانة يقوم بها شارون لتبرير عجزه وفشله في توفير الامن للاسرائيليين مشدداً على اننا لن نستسلم ولن نترك أرضنا مهما كانت الحرب الاسرائيلية، عليهم ان يرحلوا عن أرضنا.
وأخذ أصحاب هذه الورش ينظرون بحسرة الى ركامها عاجزين عن القيام بأي شيء ازاء ما حل بهم من خراب سوى الصلاة والامل كما يقول عبد الله العامل في احدى هذه الورش.
وشهدت شوارع حي الزيتون خلال هذا الاجتياح الاول من نوعه في مدينة غزةمنذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في ايلول/ سبتمبر 2000 اشتباكات مسلحة عنيفة بين مقاتلين فلسطينيين والجيش الاسرائيلي الذي استخدم نيران المروحيات وقذائف الدبابات.
وأكد عدد من افراد المجموعات العسكرية الفلسطينية انهم كبدوا الاسرائيليين خسائر فادحة بتفجير ثلاث دبابات وعدد من الآليات العسكرية اثناء الاجتياح. وقال أحد المقاتلين من العناصر التابعة لحركة فتح «أبناء الحي يلملمون جراحهم اليوم ولكن الرد قادم».

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved