* بغداد د. حميد عبدالله:
وصفت مصادر حكومية عراقية نتائج الزيارة التي قام بها كورشاد توزمن وزير الدولة التركي لشؤون العلاقات التجارية الخارجية إلى العراق بأنها ستحدث منعطفاً في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين أنقرة وبغداد.
وكشفت هذه المصادر عن أن توزمن قد حظي بترحيب حار من قبل جميع الوزراء العراقيين الذين التقاهم مشيرة الى أن اتفاقيات للتعاون في مجال صناعة الأسمدة والبتروكيماويات ستوقع بين البلدين، فضلاً عن موافقة العراق المبدئية على إقامة منطقة تجارة حرة مع تركيا تتيح للبضائع التركية الحصول على الأفضلية في دخول السوق العراقية، وقد عبر توزمن عن رغبة تركيا بزيادة منافذ جديدة لتصدير البترول العراقي عبر تركيا طالبا من الجهات العراقية حسم موضوع المستحقات المالية للشركات التركية لدى العراق.
من جانب آخر، أكد مصدر في وزارة الصناعة العراقية أن حجم العقود بين الوزارة والجانب التركي بلغت عام 2001م أكثر من 130 مليون دولار من أصل مليار و300 مليون قيمة العقود التجارية والصناعية مع تركيا مشيرا الى أن عام 2003م سيشهد توسعا ملحوظاً في التبادل الاقتصادي والعقود الصناعية والفرص الاستثمارية بين البلدين بما يتجاوز الملياري دولار.. موضحاً أن العراق وقع مع تركيا عقداً لإنشاء مشاريع مشتركة لصناعة الشاحنات.
يذكر أن كورشاد توزمن الذي تصفه الأوساط الحكومية العراقية بأنه مهندس التقارب الاقتصادي التركي العراقي يتقن ثلاث لغات فضلا عن كونه غواصاً محترفاً أحرز بطولة الغوص في البسفور لثلاث سنوات متتالية «99، 2000، 2001م».من المنظور السياسي فسر المراقبون زيارة توزمن على رأس وفد يضم أكثر من 300 شخصية في هذه الظروف البالغة الحساسية التي يمر بها العراق، بأنه رسالة واضحة المضمون إلى واشنطن محتواها ان الولايات المتحدة إذا ما أصرت على شراء الموقف التركي فعليها أن تعوض تركيا عما خسرته وستخسره من مصالح استراتيجية تربطها مع العراق وإلا فإن تركيا ليس من مصلحتها ضرب العراق، وليست مستعدة لفتح أراضيها وقواعدها للقوات الأمريكية.
هذا التصور أكده توجه الشارع التركي عبر مظاهرات احتجاجية رافضة للحرب، وأكدته واشنطن التي قالت إن الموقف التركي قد خيب آمالنا.
|