Tuesday 28th January,2003 11079العدد الثلاثاء 25 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عرَبٌ.. وأمريكا بلا إسرائيل! عرَبٌ.. وأمريكا بلا إسرائيل!
أنور عبدالمجيد الجبرتي

لو لم تكن هناك إسرائيل أو قضية عربية إسرائيلية كيف يمكن أن نتصور وضع العلاقات العربية الأمريكية؟
* هل ستكون علاقات أمريكا مع العرب، علاقات «عادية» في غياب حالة «الاشتباك» العربي الإسرائيلي الأمريكي؟
* سيهاجم هذا السؤال الساذج والبسيط، والافتراضي، معسكران متناقضان، متنافران.
* سيهاجمه حكماء، عرب و«محللون» سياسيون، أنيقون «مُتتلفزون» وهم طبعا، عروبيون، وطنيون، متحمسون.
* وسيهاجمه، أمريكيون، متسفسطون، ظاهرا، ولكنهم، عُمقاً محكومون، باعتبارات، السياسات الأمريكية الداخلية، وعدم الرغبة في مجابهة، السؤال الأصعب، عن العلاقات العربية الأمريكية، لأن ذلك مكلف ومدمر «سياسياً، وسيؤدي إلى طرح السؤال، الأكثر تدميراً، في الإطار السياسي الأمريكي الداخلي: هل الولايات المتحدة الأمريكية، مخطئة تاريخيا، وأخلاقيا، ومصلحيا، في تناولها للملف الفلسطيني؟
* وأقول للمهاجمين، العرب، المحتملين: أوافقكم، بأنه، لو لم تكن هناك إسرائيل، فلن يكون العالم العربي، خالياً، من المشاكل والتعقيدات، وان الأوضاع السياسية والاقتصادية، إقليميا ومحليا كانت ستُفرز، تطورات، كفيلة بالتأثير على العلاقات العربية الأمريكية، وان «إسرائيل» لم تدخل من «حدودنا» ولكنها تسربت، مثل، النمل من «عيوبنا»، وهذه «العيوب» كفيلة، بإثقال علاقات العرب، مع بعضهم البعض، ومع دول، وتكتلات أخرى.
* ومع ذلك، فلا أعتقد ان علاقتنا، مع الولايات المتحدة الأمريكية، ستكون أكثر تعقيداً، وتوترا، من علاقات، أمريكا، مع الهنود، أو الصينيين، أو الفيتناميين أو الأمريكيين اللاتينيين، أو غيرهم من شعوب العالم.
* ليس عند العرب، سبب، موروث، ومتأصل، للعداء، أو التنافر، مع الولايات المتحدة الأمريكية، في غياب القضية العربية الإسرائيلية، وتبعاتها الأمريكية.
* وربما، كان الاستعداء، موجوداً، والأسباب التاريخية، متوفرة لمجابهة أوروبية عربية، وعلى مستوى أكثر، سخونة، منها على الصعيد العربي الأمريكي.
* نعم، كان العرب، سيخرجون، من زمن الحرب الباردة، بنفس «الموروث» الذي خرجت به، شعوب آسيا، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية، وسيخوضون، حواراً ساخنا، حول العولمة والهيمنة الثقافية، والاقتصادية الأمريكية، كما يفعل الأوروبيون واليابانيون، وربما السنغافوريون، والكوريون الجنوبيون والماليزيون، وسيشتبكون مع الولايات المتحدة حول قضايا الأوزون، وحقول الألغام، والموز وصادرات الصلب والنسيج، ولن يكون الأمر أقل من ذلك، وربما أكثر قليلاً.
* المهاجمون، الأمريكيون، لهذا السؤال البسيط، سيبررون خوفهم، من التناول الموضوعي، للانحياز الأمريكي التاريخي وغير العادل لإسرائيل، بمحاولة قذف التهم في كل الاتجاهات، والتنقيب عن أسباب نائية أو قريبة، لتبرير الموقف المناوئ للولايات المتحدة الأمريكية، والنظرة السلبية إليها في أوساط الرأي العام العربي، على اختلاف مستوياته.
* هل من المعقول، ان ينفق الأمريكيون أموالاً وجهوداً على استطلاعات الرأي العام، في العالمين العربي والإسلامي ليكتشفوا ان العرب والمسلمين، يعشقون «ماكدونالد» ويحبون الكوكاكولا، ويشدون الرحال إلى «ديزني» ويشاهدون الأفلام والمسلسلات التلفزيونية الأمريكية، لكنهم يمقتون السياسة الأمريكية الفلسطينية ويلعنونها، ويبصقون عليها؟
* والمهم، طبعا ليس السؤال، ولكن، ماذا، سيفعلون بالاجابات.
* لا شي مهما في القريب العاجل، أو غير العاجل إذا كانت التجربة التاريخية دليلاً، والوضع السياسي الأمريكي الداخلي مؤثراً.
* سيكون هناك المزيد من النشاط على جبهة إذاعة «سَوَا» وحفلات الإفطار والسحور، في البيت الأبيض، والسفارات الأمريكية، وربما، بعض التحسن على جبهة، تأشيرات الطلاب، والمرضى، وقاصدي «ديزني»، وهو برنامج، يعظ «المؤمنين» ويبشر المقتنعين، الذين ليس لديهم، مشكلة كبيرة، في هذا الجانب، من العلاقات العربية الأمريكية.
* ليس، من السهل، والأرخص، دائماً كنس الأسئلة الحقيقية، تحت السجاد، والانشغال بالأسئلة التافهة، والساذجة، والسخيفة؟

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved