قد يكون من السهل ان تحسب حساب الوقت الذي نمضيه في النوم، ولكن تقدير (نوعية) النوم الذي تحظى به، وبالتالي معرفة مدى استفادة الجسم منه، لهما من المعضلات التي ما زال العلماء المعاصرون يواصلون جهودهم في سبيل اكتناه اسرارها، وفيما يلي تقرير اقتبسه (أحمد البديني) من بحث حول هذا الموضوع نشرته مجلة (سيانس جورنال البريطانية) في أحد أعدادها الاخيرة، وهو بقلم العالم البريطاني الدكتور جورج سيدني تيون.
ان الاختبارات التي أجريت حتى الآن على مجموعات مختلفة من الناس لمعرفة انواع النوم، ومن ثم للتعرف على جوانبه المتعددة، تدل على ان قلة النوم في بعض الحالات وهي مسألة تعتبر بمثابة دين في ذمتك لصالح جسدك قد تؤدي الى نتائج لا تخلو من الخطورة.
وتفيد دراسة موسعة أشرف عليها الدكتور جورج سيدني تيون في وحدة الابحاث التابعة لمجلس الابحاث الطبية بجامعة لفربول أن سبعين في المائة من بين 240 شخصا اجريت عليهم هذه الدراسة، ينامون في المتوسط أقل من ثماني ساعات في كل 24 ساعة كما أن أربعين في المائة منهم ينامون في المتوسط أقل من سبع ساعات ونصف ساعة في كل 24 ساعة، وقد روعي في اختيار أولئك الاشخاص، موضوع هذه الدراسة ان يكونوا من البالغين الذين يمارسون حياتهم اليومية بشكل عادي.
ومن الحقائق التي أمكن استخلاصها أن الرجال ينامون أكثر من النساء، وأن متوسطي السن، الذين تتراوح أعمارهم ما بين أربعين وتسع وخمسين سنة ينامون أقل من أولئك الذين تتراوح أعمارهم ما بين ستين وتسع وسبعين سنة، والى جانب هذه الاختلافات التي مردها الى فوارق السن، توجد اختلافات اخرى لها علاقة بأيام الاسبوع، فالمدة التي ينامها الشخص في عطلة نهاية الاسبوع هي أطول في العادة من سائر الايام الاخرى، الامر الذي يدل على أن معظم الناس ينتهزون فرصة العطلة الاسبوعية ليعوضوا فيها ما فاتهم من نوم، أي بعبارة أدق ليسددوا لاجسادهم دين النوم التراكم طوال أيام الاسبوع الاخرى.
وقد أجريت دراسة مماثلة على مجموعات من عمال المناوبة، اتضح على ضوئها أن أولئك العمال يتركون دين النوم يتراكم طوال ايام العمل، ويعودون الى سداده بالنوم لفترات أطول من المعتاد خلال أيام راحتهم، وتبين أن هذه الزيادة في النوم، أي خلال أيام الراحة، لا تزيد في المتوسط على ستين دقيقة!..
ولكن المرحلة الاعقد من سواها في هذه الابحاث، هي تقييم نوعية النوم، فالنوم الذي تعكر صفوة الصحوة المتقطعة يعتبر ذا نوعية رديئة، ومع ذلك يمكن أن يكون النوم من نوعية رديئة حتى وان كان غير متقطع اذا لم يشعر المرء بالانتعاش عند يقظته.
|