Monday 27th January,2003 11078العدد الأثنين 24 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الاستنساخ الحلقة - 3 الاستنساخ الحلقة - 3
إلى أين تمضي بنا خطاه؟
الفاتيكان: تخليق أجنة بشرية من خلال عمليات الاستنساخ مرفوض
رسالة فيلدبوم لبوش: تكنولوجيا الاستنساخ غير آمنة ومشوبة بالمخاوف

  تحقيق: طارق الحماد
ما سنثيره اليوم في هذه الحلقة لقي معارضة جامعة من مختلف الأوساط العلمية وحوله دارت رحى الاستنساخ كلية فلم تشهد أنواع الاستنساخات المختلفة مع شرحها في الحلقة الماضية في وسائل الإعلام والأصعدة على اختلاف أوعيتها ما شهده الاستنساخ البشري.
ومع أولى خطوات نجاحات التجارب فيه بدأت مسوغات المعارضة الجامعة وبالرغم من انجراف العلماء نحو الاستمرارية مع بزوغ مهاتراتهم وسواء تم النفي أو احتمالية الاثبات فيما قاموا به إلا انه إثارة مجرد تحقيق التجارب أوعز إلى الالتفاف بجدية نحو التوكيد.«حواء» الخارجة من رحم الهندسة الوراثية أو الجينية واستنساخات أخرى قادمة ستحملنا إلى نفق مجهول تمضي فيه البشرية إلى طريق مظلم.. وما تحتويه قوائم الانتظار في مقاعد قطار الاستنساخ فاجعة تكلف قيمتها 200 ألف دولار فقط لتكرار انفسها وايصالنا إلى مفترق الطرق.مسوخ منتظرة قد تحط في محطات الاخطاء عبر المسالك المنتهجة...
وشركات ليس لها مرجع ديني أو ذات، تتسابق لقيادة البشرية ولله حكمة ولنا تأمل في ذلك.
ما يحزن التجارب المفجعة التي تتبلور على الإنسان وما يخجل ضعف الوازع الديني والأخلاقي.
سنة من سنن الخلق تتمحور في تطبيقاتها وبلبلة لها مقوماتها تصدم البشرية عبر إعلاناتها نستسقي آلامها في انتظار المزيد دون قدرة ونحتمي بعقائدنا مع العبرة.
وصدق الحق إذ قال {قٍلً مّن رَّبٍَ السَّمّوّاتٌ وّالأّرًضٌ قٍلٌ اللهٍ قٍلً أّفّاتَّخّذًتٍم مٌَن دٍونٌهٌ أّوًلٌيّاءّ لا يّمًلٌكٍونّ لأّنفٍسٌهٌمً نّفًعْا وّلا ضّرَْا قٍلً هّلً يّسًتّوٌي الأّعًمّى" وّالًبّصٌيرٍ أّمً هّلً تّسًتّوٌي الظٍَلٍمّاتٍ وّالنٍَورٍ أّمً جّعّلٍوا لٌلَّهٌ شٍرّكّاءّ خّلّقٍوا كّخّلًقٌهٌ فّتّشّابّهّ الخّلًقٍ عّلّيًهٌمً قٍلٌ اللّهٍ خّالٌقٍ كٍلٌَ شّيًءُ وّهٍوّ الواحٌدٍ القّهَّارٍ} الرعد (16).
الاستنساخ البشري
يعد هذا النوع أهم محاور هذه الظاهرة وحوله دارت رحى قضية الاستنساخ كلية، ومن أجل أهميته ثارت ردود أفعال مختلفة على الأصعدة كافة فلم تشهد أنواع الاستنساخات الأخرى على الرغم من كم المعارضة التي لا يستهان بها رفضاً قاطعاً كما شهده الاستنساخ البشري، واتجهت وسائل الاعلام على اختلاف أوعيتها إلى رسم النظرة المستقبلية لما يمكن أن تتمخض عنه تجارب الاستنساخ البشري، ومع أولى نجاحات التجارب بدأت أولى خطوات التنديد!
فقد أثار نجاح العالم الدكتور جيري هيل في تشطير الجنين الواحد إلى ثمانية أجنة عاصفة من الاعتراضات والتنديدات في الأوساط العلمية والدينية وحتى الاجتماعية. فقد تمكن الدكتور هيل من انتاج توأم انابيب من جنين واحد من أصل بويضة واحدة وقد نجحت العملية ولكنها أدت إلى جنينين ماتا بعد أسبوع، وتمت العملية ببويضة مخصبة بحيوانين منويين معاً ,وتم اختيارها بهدف التخصيب خارج الجسم وقد تركت البويضة لتنقسم إلى خليتين جنينيتين داخل غلافها الطبيعي «الطبقة الشفافة».
وعند نمو الخليتين استخدم انزيم خاص لاذابة الغلاف الواقي بعد ذلك انقسم الجنينان إلى خليتين منفصلتين كل واحدة قادرة على النمو بمفردها ووضعت كل خلية داخل غلاف صناعي يساعدها على النمو واستمرت بعد ذلك الخلايا في الانقسام على الرغم من موتها خلال اسبوع واحد فقط.
وعلى ذات الصعيد أعلن العالمان بانايوتيس زافوس وسيفيرينو انتينوري مدير معهد روما الدولي للأبحاث رسمياً استنساخ أول كائن بشري قريباً خلال اجتماع نظمته الأكاديمية الأمريكية للعلوم بحضور مجموعة من العلماء والمختصين في اخلاقيات المهن الطبية، وتمت عملية الاستنساخ بنفس التقنية التي اتاحت استنساخ النعجة دوللي في 1997م، وأكد العالم انتينوري ان العملية ستجري على مرحلتين يتم خلالهما الحصول على جنين بشري يتم تجميده ومن ثم يتم الزرع في الرحم مع التأكد من خلوه من التشوهات.
وقال انتينوري ان المشروع تم في مكان ما له حالته الخاصة جداً فهو بلد اسلامي ويبدو أن الدكتور انتينوري قام بعملية الاستنساخ لطفل من سيدة لها من العمر 63 عاماً ولم يكشف في ذات الوقت عن اسم الثري العربي كما لم يكشف عن المبلغ الذي تم دفعه ولكنه قال ان السيدة فقدت ابنها الوحيد وتريد طفلاً. وتوالت الأنباء لمحاولات الاستنساخ فقد أعلنت شركة ادفانسد سل تكنولوجي ومقرها وورسستر بولاية ماساتشو ستس الأمريكية أنها استعانت لأول مرة بالاستنساخ لتكوين كرة دقيقة من الخلايا يمكن استخدامها كمصدر للخلايا الجزعية وهي خلايا هلامية يمكن أن ينشأ عنها أي نوع من أنواع الخلايا بالجسم وافادت الشركة أن التجربة تهدف إلى انتاج خلايا منشأة لاغراض علاجية وليس لتخليق كائن بشري وشددت الشركة على أن الغرض من ابحاثها علاجي محض ويهدف إلى تطوير ادوية لبعض الأمراض المستعصية.
وأوضحت الشركة أن النتائج الأولية تمنح وزنا الى النظرية التي تؤكد ان اعادة برمجة الخلايا. وأوضح زافوس أن هناك مشاكل عملياتية وقال: إن «جني» الاستنساخ خرج ولا يمكن اعادته وهو ينمو كل يوم وان فريقه اسس موقعين خارجيين تبدأ فيهما عملية الاستنساخ ولكنه امتنع عن تحديد مكانهما ولكنه قال ان احدهما يقع في أوربا، واستمرت محاولات الاستنساخ فقد أعلنت العالمة الكيميائية بشركة «كلونيد» بريجيت بواسيليل انها بدأت اجراء تجارب على أجنة مستنسخة، وفي تجربة أخرى اعلنت شركتان أمريكيتان هما American Sale Technology وشركة Geeron انهم أخذوا نواة خلية من قدم رجل وقاموا بادماجها مع بويضة من بقرة بعد سحب النواة منها وتركوها لتنمو لمدة 12 يوماً فقط بعد ذلك دمروها.
ويبدو أن معدل اعداد الأزواج الراغبين في الانجاب بطريقة الاستنساخ يرتفع تصاعدياً مع ما يعلن من أنباء حول اقتراب ولادة أول طفل مستنسخ وتصريحات العالمان انتينوري وزافوس عن سعيهما لمساعدة الأزواج غير القادرين على الانجاب.
ففي احصائيات أولية بدأ العدد بالعشرات ثم المئات ويتخطى الآن حاجز الآلاف منجرفين وراء قرب أول نجاحات الاستنساخ البشري ونقلت الأنباء نسبة الراغبين في فترات تجارب الأسابيع إلا أن ما أكده العالمان هو الطفل المنتظر باعتبار توفر الامكانيات والسرية الشخصية وفي دولة لها تميزها الطبي والتقني ويعزز مولد الطفل المستنسخ موعده فقد أعلن العالم انتينوري وزافوس أن الموعد التقريبي لولادة الطفل هو «بداية العام الحالي» ونقلت صحيفة ليبراسيون الفرنسية عنه ان الطفل لن يعرض على وسائل الإعلام فور ولادته حتى لا يتعرض والديه إلى الضغط وقال انتينوري سنجري فحوصات عديدة واختبارات لهذا الطفل.
البداية
أعلنت مؤسسة كلونيد عن تمكنها من استنساخ أول مخلوق بشري وفي ميامي بالولايات المتحدة أطلق عليه اسم (ايف) ومعناه باللغة العربية «حواء» لامرأة أمريكية عمرها 31 عاماً وقالت العالمة الفرنسية بريجيت بواسيليه رئيسة المؤسسة الأمريكية في مؤتمر صحفي أن الولادة تمت في مكان ما والطفلة انجبت بعملية قيصرية بوزن 1 ،3 كيلوجرام وفور إعلان النبأ شككت الهيئات المختلفة في صحة الادعاء وقوبل بتنديد دولي في الأوساط العلمية وأثيرت مخاوف من أن يتم التراجع نحو المضي قدما في تجارب علاج الأمراض المستعصية أو الخطيرة مما يؤثر على الهدف المنشود من تجارب العمليات المختبرية للأغراض العلاجية وعلى ذات الصعيد قال ما يكل غويلين وهو عالم فيزياء: إن ما أعلنته مؤسسة كلونيد بمثابة خدعة محبوكة وقرر العالم وقف مهمته في اثبات استنساخ الطفلة وكانت المؤسسة قد استعانت به من وقت سابق لهذا الغرض وكان من المقرر ان يقوم غويلين وهو مراسل علمي أيضا لشبكة ABC التلفزيونية باختيار خبراء مستقلين لاجراء اختبارات جينية لازمة لإثبات وجود طفلة مستنسخة وقال غويلين «إن اعلان كلويند ما زال يمكن اعتباره ككل جزءاً من خدعة محبوكة تهدف إلى تحقيق دعاية لحركة الرائيليين».
ولم تقدم الشركة بعد عينات من الحامض النووي أو أي أدلة تثبت صحة استنساخ الطفلة.
وفي ثاني حدث معتقد صعدت طائفة الرائيليين من مفاجآتها وأعلنت ولادة طفلة مستنسخة ثانية في هولندا ورفضت الطائفة الكشف عن المكان الذي ولدت فيه وقال رئيس الطائفة ان امرأة هولندية «سحاقية» وضعت ثاني طفلة مستنسخة في العالم وهي بصحة جيدة وكذلك الأم.
وتوالت مفاجآت المؤسسة حيث أعلنت عقب نجاحها في استنساخ طفلين ان ثلاثة أطفال مستنسخين آخرين سيولدون خلال أسابيع مؤكدة ان لديها قائمة تشمل ألفي شخص على استعداد لأن يدفع الواحد منهم 200 ألف دولار لاستنساخ أنفسهم .وتأسست طائفة الرائيليين عام 1975 على يد الفرنسي كلود فورديلون المقيم في كيبيك بكندا والذي يطلق على نفسه اسم «رائيل»، ويزعم فوريلون ان الحياة البشرية على الأرض أقامها أشخاص من كوكب آخر وصلوا في صحون طائرة قبل 25 ألف سنة، وأن البشر ولدوا بواسطة الاستنساخ.
ويعتبر الاستنساخ البشري أساس الإيمان الرائيلي، ويزعم رائيل الذي يؤكد أن عدد تابعيه وصل إلى 55 ألفا في العالم، أن الاستنساخ سيسمح للبشرية بالوصول يوما ما إلى الخلود عبر السماح بتجديد وعائها الجسدي بانتظام.
طلب محام أمريكي في فلوريدا من محكمة الولايات المتحدة تعيين حارس قضائي على الطفلة التي قال انها أول إنسان مستنسخ قائلا انها تتعرض للاستقلال وربما تعاني من تشوهات خلقية. لكن شركة «كلونيد» التي تقول انها استنسخت اول انسان الأسبوع الماضي لم تكشف بعد عن مكان الطفلة متعللة بالمخاوف بشأن أمنها وأمن والدتها. وقال المحامي ويدعى برنارد سيجل اريد التأكد من ان الطفلة تلقى رعاية طبية ملائمة واعتقد انه يجب إحضارها أمام المحكمة وتحديد ما يتعين عمله لمصلحتها.
ردود الأفعال:
مع جميع المحاولات الاستنساخية وفي ظل جرأة العلماء على محاولة الاستمرار قدماً في اجراءها ظهرت أصوات حكومية ومدنية ودينية في مختلف أنحاء العالم عبر برلماناتها وهيئاتها ومجالسها للمطالبة بوقف العمليات الاستنساخية والتصويت ضدها وحظرها واستصدار قرار أو فتوى أو قانون أو رفض يمنع التصريح أو الاجازة أو القبول لصالح الاستنساخ البشري.
وأبرز تلك التحركات ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية فقد صوت مجلس النواب الأمريكي لصالح حظر استنساخ البشر بأغلبية ساحقة بعدما كلف الكونغرس الأمريكي لجنة مكونة من أسماء لامعة في عالم الاستنساخ لرفع تقريرها إليه ويحظر القانون الاتحادي الأمريكي استخدام اموال دافعي الضرائب في مجال استنساخ البشر.وقال رئيس احدى المؤسسات العاملة في مجال التكنولوجيا الحيوية كارل فيلدبوم في رسالة للرئيس الأمريكي ان تكنولوجيا الاستنساخ البشري غير آمنة في الوقت الحالي كما أن الأمر مشوب بالعديد من المخاوف المعنوية والأخلاقية المترتبة على ذلك. وقال الرئيس جورج بوش «يجب أن نسأل دائماً عما هو صحيح ويجب أن نذكر أنه حتى أنبل الأهداف لا تبرر الوسائل، في الوقت الذي نعمل فيه على الحفاظ على الحياة البشرية، يجب أن نعمل على الحفاظ على كرامة البشرية ولذلك علينا أن نعمل على وقف الاستنساخ البشري قبل أن يبدأ، الحياة خلق وليست بضاعة وقال: إن أي شيء أقل من الحظر الكامل على البحث العلمي في مجال الاستنساخ هو غير اخلاقي.وقال: في وقت سابق في تأييدة للحظر الكامل على الاستنساخ: من الخطأ أن يسمح مجلس الشيوخ الأمريكي أي نوع من الاستنساخ. وأشار استطلاع للرأي العام في الولايات المتحدة أن أربعة من كل خمسة مواطنين لا يؤيدون الاستنساخ البشري.
أوروبا
دعت دول مثل فرنسا وألمانيا الأمم المتحدة إلى حظر استنساخ البشر في معاهدة دولية كما هما عليه وفرض مكتب براءة الاختراع الأوروبي قيوداً جديدة على براءة اختراع مثيرة للجدل منحت عام 1999 لجامعة ادنبرة باسكتلندا حتى لا يتم استخدامها في استنساخ البشر وقال المكتب الذي يتخذ من مدينة ميونخ الألمانية مقراً له إنه راجع براءة الاختراع والمتعلقة بتعديل خلايا المنشأ بعد اعتراضات 14 جهة، موضحاً أن المسؤولين لم يلحظوا أي اشارة إلى الخلايا البشرية في وثيقة طلب براءة الاختراع الأصلية الواقعة في 235 صفحة. وأضاف المكتب في بيان أنه قرر بعد ثلاثة أيام من جلسات الاستماع ابقاء براءة الاختراع لجامعة ادنبرة ولكن في صيغة مختلفة فلم تعد تغطي خلايا المنشأ أجنة بشرية أو حيوانية وقال: المكتب ان براءة الاختراع المذكورة انتهكت المادة 23 من الاتفاق الأوروبي لبراءات الاختراع الذي يحظر استخدام الأجنة البشرية لاغراض تجارية أو صناعية، وعلاوة على ذلك قال المكتب ان حاملي براءة الاختراع كانوا مستعدين لقبول وضع قيد على براءة الاختراع الخاصة بهم وكانت جامعة ادنبرة ومؤسسة ستيم سيلز الاسترالية لعلوم التكنولوجيا الحيوانية قد حصلتا على براءة اختراع لتعديل خلايا الثديات وهو ما يفسر على أنه يمكن استخدامه في تخليق أجنة، واعترف المكتب لاحقاً أنه ارتكب خطأ فادحاً بمنحه براءة الاختراع. ويحظر القانون الايطالي الذي صدر في 19 يونيو 2002 الاستنساخ البشري والأطباء أوالعاملون الصحيون المتورطون في مثل هذه الأعمال معرضون لعقوبة السجن من عشرة الى عشرين سنة ولدفع غرامة قد تصل إلى مليون يورو ومنعهم من ممارسة المهنة مدى الحياة.
أعلنت الحكومة البريطانية في التاسع عشر من ديسمبر عام 2000 موافقتها الرسمية على استنساخ أجنة بشرية من أجل استخلاص الخلايا الجذرية منها للقيام بابحاث وتجارب عليها وتجيز بريطانيا الأبحاث العلمية في مجال الاستنساخ الدوائي أو العلاجي ولكن في اطار قيود صارمة ويسمح القانون البريطاني الحالي بالقيام ببعض الأبحاث على الأجنة الفائضة من عمليات التلقيح الصناعي لمدة 14 يوما من سن الجنين فقط. وأوضحت اللجنة الاستشارية بالتمسك بشرط المدة في القانون الجديد كما أوصت باصدار قانون يمنع عمل جنين بشري.أكدت المفوضية الأوروبية مساندتها المطلقة للمبادرة الفرنسية الألمانية التي تهدف للتوصل الى معاهدة دولية لحظر استنساخ البشر في اشارة الى الاعلان مؤخراً عن استنساخ طفلين في الولايات المتحدة وأوروبا.
فيما قال فيليب بوسكان المفوض الأوروبي لشؤون البحث العلمي إن استنساخ البشر يعتبر أمراً محظوراً وفقاً للمادة الثالثة من ميثاق الحقوق الأساسية الملحق بمعاهدة نيس للاتحاد الأوروبي.. مطالبا بادانة استنساخ البشر ليس فقط بسبب المعايير الأخلاقية والقيم المشتركة ولكن أيضا لأنه يعتبر تصرفاً غير مسؤول من الناحية العلمية مشيراً الى ان التجربة في مجال الاستنساخ الحيواني أثبتت بأن عملية الاستنساخ تكتنفها مخاطر كبيرة. وأضاف ان برامج البحث العلمي التي تمولها المفوضية الأوروبية لا تتضمن أية أبحاث حول استنساخ أجنة البشر.وذكرت المفوضية الأوروبية في بيان ان اليابان أعربت عن رغبتها في التعاون مع الدول الأخرى في التوصل الى معاهدة عالمية لحظر استنساخ البشر.
الأمم المتحدة:
قامت لجنة تابعة للأمم المتحدة بجولة محادثات هدفت إلى وضع مسودة لاتفاقية دولية لحظر الاستنساخ البشري وكانت لجنة قد شكلت بناء على طلب من فرنسا وألمانيا، ومن المتوقع أن يستغرق وضع مسودة الاتفاقية سنوات، وقد اختار خبراء بناء على توصيات من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم «اليونيسكو».
وأعلن الفاتيكان رفضه لتخليق أجنة بشرية من خلال عمليات الاستنساخ وقال في تصريح ان مثل تلك العمليات ستفتح الباب أمام القيام بعمليات استنساخ كاملة.
الدول العربية:
غلب الجانب الديني في ردود الفعل العربية المختلفة على الجانب الرسمي أو الدستوري أو القانوني باعتبارها دولاً تستند في تشريعاتها الى الدين الإسلامي، ولم يبحث موضوع الاستنساخ في أغلب الدول العربية سواء في برلماناتها أو في مجالسها مع صدور فتاوي العلماء والمشايخ بتحريم الاستنساخ كما سنأتي عليه لاحقاً بالحكم الشرعي. إلا أن جمهورية مصر العربية أثير فيها موضوع الاستنساخ بفكرة طرحها القطاع الخاص، فقد تحفظت لجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان المصري على الفكرة التي تضمن تنفيذ مشروع لاستنساخ الآثار الفرعونية لتوفير نسخ مقلدة من الآثار المصرية مما يمكن من عرضها في دول أوربية وقد عرض أحد المستثمرين تنفيذ المشروع بتكلفة 12 مليون دولار حفاظاً على الآثار الفرعونية من الاندثار في غضون مئة عاماً ولكن الفكرة لم تحظ بالقبول خوفاً من انخفاض اعداد السائحين الزائرين الى مصر في حالة امكانية زيارتها في دول أخرى. وأشارت اللجنة إلى رفض وزارة الثقافة للطلب.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved