* الرياض عبدالكريم الدريبي:
منذ بزوغ نجوم الكرة في العالم أُعلن عن ولادة التعصب الرياضي في مختلف الألعاب بل يتأكد من خلال معشوقة الملايين كرة القدم.. وحتى اللحظة مازال التعصب الرياضي (يقطر) من مدرجات الملاعب ولم يفرق بين صغير ولا كبير حتى ان الاوساط النسائية قد تفشى بينها الوان من هذا التعصب.
(الجزيرة) تعرفت على رأي متخصصين في علم النفس.. فماذا قالوا عن اسبابه.. وعلاجه.. وهل من سبيل للقضاء عليه؟
تبريرات خاطئة
تحدث الدكتور سعد سعيد الزهراني استاذ مشارك بكلية العلوم الاجتماعية قسم علم النفس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض مشيراً الى ان الحديث عن اسباب التعصب عامة يطول ولكن التعصب الرياضي على وجه والخصوص فسببه وجود شخصيات رياضية متعصبة في الاساس وتكون عادة متصلبة في رأيها ولاشك أن الرياضة جزء مهم في حياة الشعوب فتجد المتعصبين دائما يذكرون مساوىء الغير وترديد (نحن وهم) وبالتالي يولد لدى الجماهير الرياضية (الحط) من قيمة الاندية الاخرى عند الفوز اما اذا حدث العكس وخسر الفريق فإن المتعصب عادة ما يصرح بإن اهم شيء التنافس الشريف وان الكرة غالب ومغلوب.. الى غيره من التبريرات، في حين أن الاساس عند الفوز وجوب احترام الآخرين وعدم الاساءة لهم.
ويضيف الدكتور الزهراني ان من أسباب التعصب ايضاً وسائل الاعلام التي تقوم بتغذية التعصب الرياضي ولاسيما اذا كان هناك وسيلة تفضل اندية على أخرى او لاعبين على آخرين.. على سبيل المثال الصحافة تكتب عن نادي (أ) وتتحيز إليه ولكن الناس لا يرضون بالتحيز الكبير فتصبح جماهير النادي الآخر (المظلوم) وانصاره غاضبين ويصبح شغلهم الشاغل الحط من قيمة النادي الكبير (الخصم) بشكل يصل الى اشاعة ان هناك اشياء خاطئة منها.. القوانين وهذا منتشر الآن للاسف الشديد.
وبسؤال الاستاذ المشارك بقسم علم النفس عن العلاج الامثل للقضاء على ظاهرة التعصب الرياضي اجاب: من اهم الحلول نشر الوعي بين الرياضيين عامة والجماهير على وجه الخصوص لان الرياضة وجدت للسمو والرفعة والترويح وليس للمهارات فقط، واود ان أشير الى اهمية الدور الكبير من الاخوة الاعلاميين بالذات في ان ينشروا الوعي الرياضي ومن اهمه بالطبع السلوك البشري، كما ان المبالغة وتضخيم اخطاء اللاعبين عند الخسارة يؤديان الى وجود مشاعر غضب لدى الرياضيين اما الاعتدال في الطرح الاعلامي المتوازن في حال تقديم اداء ممتاز او سيء فإن الناس سيكونون اكثر توازناً في اصدار أحكامهم وبذلك ينتهي التعصب الرياضي او أنه لن ينتشر على أقل الاحوال بالصورة المقلقة.
كما ان الدكتور الزهراني يؤكد ان الخاسر دائما يلجأ الى الحيلة كنوع من التبرير عن فشله وهذا بالطبع (حيلة) دفاعية يطبقها كثير من البشر وذلك ان الاعتراف بالهزيمة صعب على الذات ان تصرح به وحتى لا يعتري الانسان كثير من التصورات التي يختذلها حول نفسه.
ودائماً الاعتراف بالهزيمة وتحملها ليس بالامر السهل عند بعض الثقافات وعلى العكس عند الثقافات الاخرى حيث تتقبل الخسارة بصدر رحب وهي شجاعة.. اما من يعتبر التصريح بتحمل الخسارة (لدى بعض المجتمعات) كأنه يتخلى عن منصبه ثقافياً فهذا غير مقبول والجماهير باتت تدرك وتقدر وتميز.
كما ان اقتناع الجماهير بخسارة فريقها والتبرير دائماً بأن الفريق قد (ظُلم) يولد لديهم شعورا بالاضطهاد مع تكرار انهم مظلومون وترديد ان هناك مؤامرات تحاك ضدهم واتهام الصحافة بالتحيز وان هناك أيادي تعمل في الخفاء لمنعه من تحقيق اهدافه وهذه الافكار تساعده ان يبرر اخفاقاته وايضا بالقاء اللوم على الآخرين ولكن ينبغي ان يتم تقويم كل سلوك حسب نتائجه.
بعض الحلول
ويؤكد الدكتور الزهراني ان القضاء على التعصب شبه مستحيل اذا وجدت انتماءات بهذا القدر ولكن يجب التخفيف من التصاريح التي تستفز اللاعبين ورؤساء الاندية حتى لا تشعر الجماهير بالاضطهاد ويتم إيجاد نوع من الحوار بين القائمين على الاندية للحد من ظاهرة التعصب وهذا لا يتأتى إلا من خلال الحيادية التي يجب ان تكون عليها الصحافة ووسائل الاعلام وعدم التركيز على قضايا معينة عند الخسارة واغفالها عند الفوز بل يجب ان يكون الهدف هو الاستمتاع بالرياضة.
من جانبه يرى الدكتور محمد الحمومي (مغربي) استاذ مشارك بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية يرى انه من الصعب القضاء على التعصب الا من خلال التوعية فهي الطريق الوحيد حتى تصل لجميع الرياضيين بمن فيهم (النزهاء).
ومن واقع الدراسات العلمية التي اجريت في هذا الجانب يؤكد الدكتور الحمومي ان التعصب يتطور الى غيره من تعصب رياضي الى تعصب اجتماعي ولاسيما انه مرتبط بهوية الفرد، ايضا هناك أشياء لا يمكن التعبير عنها في الواقع فيجد المتعصب الرياضة متنفسا وهذه يطلق عليها حالة نفسية اجتماعية ثقافية مكتسبة وليست بيولوجية.
|