رفقاً بالطفولة: الإبداع.. لا تقتلوه!
إنه يصرخ بأعلى صوته، ولكن صرخاته لم تطرق مسامعنا، واناته المؤلمة لم تحرك قلوبنا، انهم يقتلونه صباحاً ومساءً، عجيب هذا القتيل، يحبه الجميع ويشارك في قتله الكثير، لا يسمع صرخات هذا القتيل الا القلة، ويستغيثون قائلين لا تقتلوه، لا تقتلوه، ولكن هل من مجيب، هل يتوب القاتل عن فعلته ويمسح دمعة المظلوم ويقول له اعف عنا قتلناك ونحن لا ندري؟. ان القتيل هو الفكر الابداعي الذي يموت قهراً في زمن الطفولة، ان علماء التفكير ينظرون الى الابداع على انه توأم للطفولة، ان الطفولة هي الابداع، والابداع هو الطفولة، ولكي تعرف مصداق هذه المقولة راقب الاطفال وهم يلعبون، انظر اليهم يلعبون بذلك الصندوق الورقي الذي اتى فيه مكيف الهواء الجديد في منزلك، تجدهم تارة يجعلون هذا الصندوق منزلاً لالعابهم الصغيرة، وتارةً يجعلونه مختبئاً، وتارة يجعلونه عريناً لاسودهم وحيواناتهم المصنوعة من خيالهم المجنح، انهم يلعبون بذلك الصندوق الف لعبة ولعبة، ونحن الكبار لا ننظر الى هذا الصندوق الا بمنظور واحد، انه صندوق لمكيف الهواء او حاوية لتخزين الحاجيات القديمة.
***
الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي.. محاولة وقف الخطر
حتى الآن لا توجد اسباب معروفة تؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي لدى المرأة. ولكن هناك عوامل تساعد على ظهور هذا المرض وهي كالتالي:
1- العمر حيث ان 77% من الحالات تظهر بعد سن الخمسين، 3 ،0 فقط بين 20 و29 سنة.
2- العامل الوراثي مثل وجود تغيرات في الجينات BRCA1-BRCA2 او وجود ام، اخت، خالة، بنت خالة مصابة بسرطان الثدي.
3- العامل الهرموني: البلوغ المبكر او انقطاع الدورة في سن متأخرة «12 الى 50 سنة» وعدم انجاب او انجاب متأخر بعد سن ال 30 سنة.
4- عامل غذائي وهو يخص الدهون.
5- الوزن، السمنة.
عندما نتكلم عن العلامات المبكرة لسرطان الثدي فاننا نعني بذلك علامة قبل ظهور أي كتلة بارزة في الثدي. والعلامة الوحيدة تظهر في اشعة «المامور غرام» وهي عبارة عن ترسبات صلبة Microcalci Fications او تغيير في صورة مكونات الثدي العادية. في حالة الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي يمكن اتخاذ الخطوات العلاجية الكفيلة بمنع استفحاله. والاكتشاف المبكر يعني معرفة المرض في مراحله الاولية، قبل انتشاره في كل الثدي، او انتقاله الى الثدي الثاني،او الى بقية اجزاء الجسم، او حتى ظهور اي تغيرات في الثدي. ومن خصوصية الثدي انه قابل للكشف المبكر وللعلاج الموضعي. ولهذا يمكننا في المرحلتين الاولى والثانية استئصال الورم فقط، مع اتخاذ علاج شعاعي موضعي، مع علاج كيميائي او دونه «في حالات خاصة» مع شفاء اكبر «90%» في المرحلة الاولى «لقد ارتفعت نسبة الاصابة بهذا المرض حيث تشخص خمس حالات جديدة في العالم كل 15 دقيقة وتتوفى منها حالة واحدة، وهذا الرقم بالطبع مرعب جداً، وبالامكان ان نفسر هذا من خلال نقطتين مهمتين:
1- التغيير في نمط الحياة وخصوصاً نوعية الاكل، مع الاكثار من الدهون.
2- الحملات الشاسعة التي تتم حالياً للكشف المبكر، والتي سمحت باكتشاف حالات جديدة وهذا يدل على زيادة في نسبة الوعي لدى الناس بشكل عام.
وعلى الرغم من ان التقدم الطبي قد ساهم في الاكتشاف المبكر وبالقدر نفسه بالنسبة الى مستوى العلاج الا ان ذلك لا يوازي على الاطلاق الارتفاع في نسبة الاصابة به. اما بالنسبة الى العلاجات المستخدمة حالياً فتشمل:
- العلاج الجراحي، وهو استئصال الورم نفسه وغدد الابط او استئصال الثدي كله، ويتم اتخاذ القرار فيما يتعلق بذلك بعد تقدير المرحلة التي وصلت اليها الاصابة.
- العلاج الشعاعي.
- العلاج الكيميائي او الهرموني.
وفي الآونة الاخيرة اكتشفت علاجات اخرى منها على سبيل المثال: العلاج بالجينات، حيث تغير الخلية المصابة الى خلية فيروسية، ويعطى للمريضة علاج مضاد للفيروسيات، حتى يتمكن من القضاء على الداء، وكانت التجارب قد حصلت في مستشفى » سالبتريار SALPETRIERE بفرنسا - علاج آخر جديد اكتشف من قبل فريق متخصص بالبحث في هذا المجال في استراليا، وهو علاج يقوم على التعرف على الخلية السرطانية ويدمرها.
وبشكل عام، فانه عندما يكتشف الطبيب الاصابة بالسرطان في الثدي فانه يقوم باجراءات كثيرة «تحاليل دم، فحوصات اشعاعية كثيرة ومخصصة» حتى يتمكن من تصنيف الاصابة وفي اي مرحلة من المراحل وهذا حسب حجم الورم او انتشاره في الثدي الثاني، او في بقية الجسم، وكذلك حسب اصابة الغدد اللمفاوية ونوعية الاصابة نفسها «Histopathology» قد يقرر الطبيب استئصال الثدي عندما تكون الاصابة في المرحلة الثانية او المرحلة الثالثة، و احياناً في المرحلة الاولى، حسب نوعية الاصابة والدلالة على امكانية انتشارها بسرعة وفي بعض المرات خلال اصابة ثانوية بعد علاج موضعي «Reccurence».
|