قبل خمس سنوات ونيف قرر نجم الكرة الآسيوية وهدافها التاريخي ماجد أحمد عبدالله تعليق حذائه للأبد بعد رحلة كروية ممتعة وطويلة مليئة بالأهداف والانجازات. ومنذ اعتزال العميد أو الأسطورة أو الجوهرة أو بليه الصحراء ماجد أحمد عبدالله وناديه النصر يعاني من غياب المهاجم الهداف القادر على ترجمة مجهود زملائه داخل الملعب وهو ما كان واضحاً جداً في السنوات الماضية وخصوصاً بعد وصول العالمي لأربع نهائيات تحت اشراف مدربه الشاعر آرثر جورج.
وفي الموسم الماضي زادت معاناة النصراويين من افتقاد اللاعب الهداف بعد الهبوط الحاد الذي شهده أداء علي يزيد فاكتفى الأصفر ببلوغ دور نصف النهائي فقط في البطولات المحلية الثلاث لتزداد مطالب عشاق ومحبي النصر في البحث عن لاعب يعيد على الأقل جزءاً من ذكريات المرحوم الدنيني ومحمد سعد والجوهرة ماجد لكن هذه الأماني والآمال اصطدمت بضيق الحال وقلة المال، فدعم الأعضاء متوقف ومصاريف الاحتراف أخذت الأخضر واليابس فلم يكن أمام الإدارة إلا الاستعانة بالشخصيات الرياضية القادرة على دعم أندية الوطن ليأتي منصور البلوي ويوضح في أحد لقاءاته انه على استعداد تام لإحضار مهاجم للنصر يساعده على علاج قضية غياب اللاعب الهداف وأعطى أبو ثامر الصلاحية الكاملة لإدارة النصر بالبحث عن ذلك دون تدخل منه أو فرض شروط أو تحديد قيمة فكان نعم الداعم ونعم المساند فأنعم به من رياضي مثالي نجح في مد يد العون لأحد أندية الوطن.
إن المنهجية والمرونة الكبيرة التي تعامل بها البلوي مع النصراويين أعطت إدارة الأمير عبدالرحمن بن سعود الفرصة الكاملة للبحث عن مهاجم يكون في مستوى التطلعات فنجح الأمير الخبير بمساعدة زملاء له من محبي الأصفر المخلصين في الوصول للمهاجم الاكوادوري ترنيو كارلوس الذي ألهبت أهدافه التسعة مشاعر النصراويين وأعادت لهم البسمة الغائبة والأمل المفقود واللقب الضائع الذي باتوا ينتظرونه مع قدوم الإعصار الاكوادوري ترنيو أو «ترنيدو» وهو اللقب الذي أطلقه محبو الأصفر على هدافهم القادم وهو مأخوذ من طائرة الترنيدو العسكرية التي تقذف بحممها الملتهبة عند اشتداد المعارك الحربية!!
إن الهاجس الوحيد الذي يقلق النصراويين حالياً هو أن ترنيو كارلوس جاء من ناديه الاكوادوري بنظام الاعارة ولمدة أربعة أشهر فقط ومن المؤكد جداً أن عشاق العالمي يرغبون في استمرار هدافهم الجديد حتى يتوقف نهائياً عن اللعب، لكن هذه الأماني والآمال والطموحات ستتوقف بدون ريب عند أمر واحد وهو العامل المادي الذي يجب أن يعمل أعضاء الشرف مع مجلس الإدارة والجماهير على إحضاره في سبيل الإبقاء على المكتسبات التي تحققت في الفترة الأخيرة وأبرزها الحصول على خدمات المهاجم الهداف ترنيو كارلوس، فهل يقدم الأعضاء المؤثرون دعمهم المنتظر ويساندون الإدارة في هذا الوقت بعد أن رددوا طويلاً أنهم على استعداد كامل للوقوف مع الفريق في حالة التعاقد مع عناصر أجنبية مؤثرة أم يتخلون عن ناديهم في هذه المرحلة التي يعيش فيها نصرهم أجواء انتصارات كبيرة راحت ضحيتها فرق استقبلت شباكها أهدافاً وصلت إلى نصف الدرزن!!
إن من أبرز المواصفات الجيدة الواجب توفرها في الإداري الناجح أن يتمتع بخبرة كافية بالاضافة إلى تواجد السيولة النقدية، وهذا الشيء اجتمع في شخصية الأمير الخبير عبدالرحمن بن سعود وممول صفقة ترنيو منصور البلوي فأثمر هذا التعاون عن التعاقد عن الاكوادوري الرهيب الذي هز شباك الخصوم بالخمسة والثلاثة و«لو» حضر عنصر فقط من العنصرين اللذين ذكرتهما لما تحقق نفس النجاح وهذا ما حدث في صفقة بيبيتو مثلاً فقد حضر المال وغابت الخبرة فتم التعاقد مع لاعب معتزل فلم تدم فترة بقائه في الاتحاد سوى أسابيع قليلة أعلن بعدها الانفصال لتذهب أموال البلوي هدراً وحادثة بيبيتو ليست الوحيدة في الملاعب فهناك صاموليا وبابا نجيدا وديالو ولاعبون آخرون كلفوا خزائن الأندية ملايين الدولارات.
إن هذه الدلائل والقرائن التي ذكرتها تؤكد أن دور الإدارة النصراوية يساوي الدور الذي لعبه منصور البلوي ولا أنسى أيضاً المخلصين من أبناء النصر الذين عملوا بصمت بعيداً عن الأضواء لكسب صفقة ترنيو. لقد أزعجت أهداف ترنيو المدوية لهجوم النصر المنافسين على مختلف ألوانهم وأشكالهم وراحوا يلعبون على وتر حساس الهدف منه ايجاد الفجوة بين إدارة النصر وممول الصفقة لضمان عدم استمرار التعاون بينهما في المرحلة القادمة لكن الطرفين تنبها لذلك جيداً وهو ما كان واضحاً عندما أعلنت الإدارة النصراوية عن اقامتها لحفل تكريم للبلوي تقديراً وعرفاناً لدوره في تمويل صفقة ترنيو، كما عبر عضو الشرف الاتحادي عن سعادته لنجاح ترنيو مع النصر لأنه ببساطة شديدة يلعب لفريق محلي ويهمه بالدرجة الأولى تفوق الأندية السعودية!!
آخر الكلام
* يا أعضاء شرف النصر ويا محبي الأصفر البراق بقاء ترنيو في الفريق لسنوات قادمة لن يأتي بالكلام والأماني بل بالدعم المادي فهل تفعلون ذلك أم تركنون للاتكالية ثم تطالبون بما هو مستحيل وغير ممكن فيذهب المهاجم الهداف فتندمون!!
* تطور أداء النصر وأصبح يكتسح خصومه بالستة والأربعة فغاب المنتقدون منتظرين لحظة سقوطه ليوجهوا سهام نقدهم، فهل يسمح لهم ترنيو بالعودة أم تبقيهم أهدافه في اجازة طويلة؟
* الشفرة النصراوية وكلمة السر في النجاح بالتعاقد مع المدربين الجيدين واللاعبين المميزين لن يعرفها أحد لأنه لا يحب الظهور الإعلامي أبداً!!
* جماهير النصر بعد ستة الرائد والنجمة وأربعة الطائي اجتمعت بكثرة ورددت عبارة من زمان انت وينك بعد أهداف ترنيو «الخمسة» في مرمى النجمة!!
|