لا زالت اصداء زيارة ولي العهد حفظه الله التاريخية لحي الفقراء وتفقد احوال الضعفاء في شهر رمضان المبارك والتي لم يسبقها دعاية اعلامية ولم تصاحبها برتوكولات احتفالية تتوالى اصداؤها في اوساط المجتمع حتى اصبحت مجال احاديثهم ومحور نقاشاتهم محل ثناء وتقدير كون الزيارة جاءت من مسؤول كبير في الدولة ولفئة لم يكن لها نصيب من زيارة صغار المسؤولين او حتى مديري الجمعيات الخيرية لتؤكد حرص ولي العهد حفظه الله على الاطلاع والاطمئنان بنفسه على الاوضاع المعيشية لعموم المواطنين بشكل عام والفقراء بشكل خاص ليشاهد بعينه ويسمع بأذنه لان الخبر ليس كالمعاينة متجاوزا حدود المكاتب وصالات ا لاستقبال لفئة قل الناصر والمعين لها اضافة لصفة الحياء التي تمنعهم من سؤال الناس ولذا جاءت الزيارة الموفقة في وقتها لهذه الفئة التي ظلت بمنأى عن اعين المسؤولين والتي تجول من خلالها سموه داخل اروقة منازلهم حاور عائلهم وواسى كبيرهم وداعب صغيرهم في اروع صورة تتجلى فيها تواضع الحاكم مع المحكوم والراعي مع رعيته ثم تحدث سموه ومن موقع الحدث ان الزيارة جاءت من منطلق المسؤولية والامانة الملقاة على عاتقه تجاه ابنائه المواطنين والمواطنات لتفقد احوالهم والاطلاع على اوضاعهم والاستماع لشكواهم ومعرفة احتياجاتهم. ثم اهاب سموه بالمقتدرين من ابناء هذا الوطن بالمساهمة بالتخفيف من معاناة هؤلاء الذين يعيشون في ظل الفاقة حتى يستطيع كل مواطن في اي مكان من بلادنا الغالية ان يحصل على الحد اللائق من متطلبات الحياة الكريمة ان شاء الله.. وكنا نتوقع ان يكون هناك تجاوبا وتفاعلا منقطع النظير من قبل رجال الاعمال واصحاب الاموال الذين يقدر عددهم بالآلاف بالتجاوب مع هذا النداء والمساهمة بالعمل الخيري لكن ومع الاسف لم يحصل التجاوب الا من عدد قليل اما البقية فقد شحوا بوجوهم واداروا ظهورهم وبخلوا بأموالهم ولم تتحرك مشاعر الرحمة والرأفة في قلوبهم وهم يملكون الاموال الطائلة والارصدة الهائلة وما علموا ان الاموال التي حباهم الله والنعمة التي يتقلبون بها هي اختبار وامتحان لهم. هذا الصمت يقودني الى طرح سؤال لرجال الاعمال لماذا تتسابقون وتتنافسون وتساهمون عندما يكون المجال مجال رياضة او فن؟ فكم قرأنا لرجال اعمال تكفل بعضهم بالتعاقد مع مدربين عالميين بملايين الريالات والآخر تكفل بجلب لاعبين اجانب تقدر مقدم عقودهم بالملايين وبمرتبات باهظة والثالث دعم اهل الفن والطرب. وهل هذا كله من اجل الشهرة وحب الظهور وتلميع الصور على صفحات الصحف والمجلات بينما يتعذر الدعم والمساهمة والتسابق ولو بالشيء القليل عندما يكون المجال مجال عمل خيري لسبب واحد وهو ا ن مجالها الاعلامي معدوم تماما! فيا سبحان الله اصبح داء الشهرة تنفق من اجله الملايين واصبحت اقدام اللاعبين تحرر شيكات بعشرات الملايين وكذا حناجر الفنانين. ومن هنا نناشد ونذكر كل من حباه الله بالغنى واعطاه المال بقوله تعالى:{هّا أّنتٍمً هّؤٍلاءٌ تٍدًعّوًنّ لٌتٍنفٌقٍوا فٌي سّبٌيلٌ اللّهٌ فّمٌنكٍم مَّن يّبًخّلٍ وّمّن يّبًخّلً فّإنَّمّا يّبًخّلٍ عّن نَّفًسٌهٌ وّاللَّهٍ الغّنٌيٍَ وّأّنتٍمٍ الفٍقّرّاءٍ ..}.
ناصر بن عبدالعزيز الرابح/حائل
|