السياحة نشاط تجاري كبير.. بل لقد أصبحت السياحة صناعة رئيسة على النطاق العالمي، ومن المتوقع أن تنمو نمواً متواصلا. فقد زاد عدد السياح على المستوى الدولي الى ثلاثة أمثاله خلال العقدين الماضيين وارتفعت حصائل السياحة الدولية من 22 مليار دولار تقريباً في السبعينات الى حوالي 300 مليار دولار في التسعينات.
ثم إن السياحة الدولية تُعدُّ في نظر بعض الاقتصاديين وسيلة مهمة للمساهمة في النمو الاقتصادي للبلدان النامية.
رغم أن الدراسات التي أجريت في العقدين الماضيين أثبتت أن تكلفة البنية الأساسية الضرورية والإمدادات الضرورية للسياحة الدولية كانت عالية جدا فيما يتعلق بالنقد الأجنبي.
ومما يجدر تأكيده ان السياحة ليست هي التي تؤدي الى التنمية، وإنما التنمية العامة لبلد معين هي التي تجعل السياحة مربحة. ولذلك لا تُعدُّ حصائل السياحة الدولية مؤشرا حقيقيا للدخل الحقيقي من السياحة.
على أنه يمكن ان يكون للسياحة آثار ايجابية وسلبية في آن واحد على البيئة البشرية.
لذا، يمكن القول إن من أبرز المهام المناطة بالإعلام في مجال نشر الوعي السياحي في المجتمع ما يلي:
أولا: تكثيف البرامج التوعوية من خلال النشرات الارشادية حول الوعي السياحي الداخلي.
ثانيا: توجيه برامج إعلامية خاصة بالمعالم السياحية الداخلية.
ثالثاً: تحفيز التدابير المحافظة على السمات المادية للسياحة البيئية.
رابعا: رعاية المواقع والمعالم التاريخية والحياة البشرية البرية.
خامسا: تخصيص مساحات صحفية وإذاعية خاصة بالتربية السياحية الوطنية ونشر الوعي السياحي.
إذا عادة ما يكون الترفيه والسياحة الهدفين الأوليين من إنشاء وتنمية الرياض الوطنية وأنواع أخرى من المناطق المحمية. فقد أصبحت المناطق الطبيعية الخلاَّبة عوامل جذب رئيسة، كما تشكِّل الأساس لما يُعرف باسم السياحة البيئية.
لذا، فإن الإعلام السياحي يتعدى مجرد تغطية فعاليات المهرجانات السياحية.
ولا أدلّ على ذلك من ان السياحة البيئية تغل منافع مالية مباشرة تفوق تكلفة صيانة الرياض وتنميتها، وكذا ستحفّز العمالة والتنمية الريفية في المناطق المجاورة.
ثم إن التراث التاريخي والثقافي يحدِّد جاذبية بلد معين للسياح، كما يشجِّع الحكومات على حمايته والمحافظة على معالمه.
ولذا فإن كثيرا من الدول تبذل جهوداً كبيرة لتوفير حماية منتظمة للمدن والقرى والمناطق الأثرية التراثية الجمالية وخاصة ذات الأهمية التاريخية والفنية.
وفي المقابل فما زالت وسائل الاعلام تقدّم صوراً غير كاملة عن المناطق السياحية الداخلية. رغم أن لدينا في جميع مدننا ومحافظاتنا وقُرانا وهجرنا العديد من المعالم السياحية والمناطق الأثرية وتلك العطرة بعبق التاريخ.
ومن هنا ندرك أهمية وجدوى التدريب السياحي من خلال توفير:
1 مكان مناسب للتدريب.
2 مدربون أكفاء لهم القدرة على نقل المعلومات.
3 أدوات تدريب تتناسب والتخصصات السياحية المختلفة.
4 جهاز يقوم بوضع برامج للتدريب محددة.
ومن ثم فإن العمل بقطاع السياحة يستلزم ان يكون الفرد على مستوى من الناحية المهنية والناحية السلوكية مع إجادة لغة أجنبية أو أكثر.
وحيث ان للقوى البشرية دوراً حاسما في التأثير في نمو النشاط السياحي وتطوره.
فإن الأدوار المنتظرة من جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية كبيرة للغاية. وهنا، تبدو الحاجة ماسة لوجود خطة وطنية إعلامية شاملة لرفع مستوى الوعي السياحي ونشر الإعلام السياحي في المجتمع.
(*) مستشار اقتصادي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
عضو جمعية البيئة السعودية - عضو جمعية الاقتصاد السعودية
|