خلال شهر شعبان الماضي 1423ه، رأيت في القاهرة، عند أبناء صديق لي، يدرسون في مدارس خاصة، في المرحلة الابتدائية، وكانت السنة الخامسة الابتدائية، نهاية المرحلة، ثم إن وزارة التربية والتعليم هناك، عادت اليوم، لتمد المرحلة الابتدائية إلى ست سنوات.. دهشت حين رأيت في يد طفلة عمرها إحدى عشرة سنة تقرأ رواية الكاتب الإنجليزي الروائي: تشارلس ديكنز «أوليفر تويست»، وهذه الرواية مقررة على طلاب وطالبات في العام الدراسي لنهاية الابتدائية.. ورأيت كتاب الوزارة للسنة نفسها، ضعيفاً ودون المستوى.. وتأملت حالنا في تعليم هذه اللغة ونتائجها ومردودها خلال ست سنوات متوالية لدراسة هذه اللغة، في مرحلتي الإعدادية والثانوية..!
* وبالمناسبة في أن أطفال المرحلة الابتدائية في المدارس الخاصة بمصر، يدرسون بجانب الإنجليزية المتقدمة، روايات ديكنز اللغة الفرنسية.!
* وتعقيباً على كلمتي التي نشرت في هذه الزاوية، عن تدريس الإنجليزية في المرحلة الابتدائية، جاءتني الرسالة التالية، من الأستاذ محمد راشد الخضير، أنشرها بلا تعليق لأن هذه المقدمة كافية لما ينبغي أن يقال.!
* قرأت بعناية مقالك المنشور في جريدة «الجزيرة» عدد رقم 10986 في يوم الأربعاء 3/8/1423هـ بعنوان «نحن واللغة الإنجليزية»، فاسمح لي في هذه الرسالة التعقيب عليه بهذه الاجتهادات المختصرة لتحديد المكامن في نهجنا التعليمي عامة وصولاً للموضوع الذي طرحته ألا وهو تعليم اللغة الإنجليزية في المدارس الحكومية.
أولاً: لقد قمت بتحليل جدول أيام الفصل الدراسي كما هو معلن من وزارة المعارف وإليك النتائج.
* عدد أيام الفصل الدراسي الأول من 7/7 إلى 4/12/1423هـ 145 يوماً
ناقص العطل الأسبوعية في الأيام الدراسية فقط 32 يوماً
ناقص إجازة رمضان ـ16 يوماً
ناقص أيام اختبار الفصل الأول 12 يوماً
مجموع العطل الرسمية = 60 يوماً
عطل مسروقة من الأيام الدراسية = 5 أيام
بداية الدراسة، توزيع كتب، مدرسين، جدول
قبل الاختبار بإدعاء المذاكرة = 5 أيام
مجموع الأيام المستقطعة من الفصل 70 + 145
صافي أيام الدراسة = فقط 75 يوما
* فلو أن الطالب يتعلم 10 مواد دراسية يصبح نصيب كل مادة من الفصل سبعة أيام ونصف فقط. ولا تتوقف الأمور عند هذا الحد؛ فشهر رمضان به 15 يوماً دراسة، ومدة الدراسة 4 ساعات يومياً فقط وليتها تُوفى، فالغياب عن المدرسة يبدأ من (عشرة) رمضان، وما عليك إلا أن تزور أحد الفصول في شهر رمضان وتستنتج كم هي المحصلة العلمية في هذا الشهر الكريم الذي استبدلنا ليله بنهاره وركنا للكسل بدلاً من الجد والعمل.!
* هذه يا سيدي محصلة للأيام الفعلية التي يدرسها الطالب في الفصل الدراسي، فكم تعتقد من المعرفة لهذا الكم من المواد الدراسية يمكنه الاكتساب، ناهيك عن المهارات، ولك أن تجري بعض المقارنات في عدد الأيام الدراسية وساعات الدراسة مع الدول المتقدمة الأخرى، لا بل حتى المجاورة وسترى النتائج.! ولك أيضاً أن تفرد فصولاً من المناهج والمدرسين وكم أشبعها الاختصاصيون في الصحف تمحيصاً وتحليلاً بإفاضة.!
|