الإنسان محور التنمية والتقدم، وهو أغلى كنوز الأمة في حاضرها ومستقبلها، تلك مقولة ترسخت في يقين القيادة الرشيدة وترجمت خطط واستراتيجيات في الواقع على مدى الحقب الزمنية المتعاقبة لبناء الإنسان وتنمية الموارد البشرية والعناية برأس المال الإنساني وتفجير طاقاته، وتعبئة المواد المختلفة من عوامل الإنتاج والسياسات المالية والاقتصادية من أجل الوصول به إلى مستوى المواطنة المبدعة التي تتفاعل فيها كل مقومات التنمية البشرية مع العوامل الثقافية بدءاً من القيم الحافزة للعمل والانتماء والهوية وامتدادا إلى رموز المسؤولية الاجتماعية وضوابطها مرتكزة على القيم الدينية.
وإذا كان الإنسان هو محور التنمية التي تستهدف تنمية طاقاته والموازنة بين حقوقه وواجباته فإن الإنسان أيضاً هو فاعل التنمية ومنظمها ومطورها ومجددها ومبدع سياسات وإجراءات بديلة في تطوير نمط تلك التنمية ومعدلات إنجازها.
وهكذا يقع الإنسان هدفاً ووسيلة لجهود التنمية وسياساتها فهي تنمية إنسان لذاته المطلقة، وتنمية في الإنسان ذاته، ومن أجله ومن خلاله. ولما كانت البشرية لم تعرف على امتداد تاريخها أمة نالت حظاً من التقدم والرقي دون توافر تعليم جيد لأبنائها، وحيث أن التربية والتعليم من المجالات دائمة التطور والتطوير لتتلاءم وأهداف المجتمع وغاياته، وتواكب التطورات في مختلف ميادين العلم وتطبيقاته وتستوعب معطيات العصر وتقنياته وتنهض بالواقع وتعالج مشكلاته، و تعد رجال الغد وتراعي متطلباته من المفاهيم والقيم والمهارات والاتجاهات التي تدعم مسيرة النماء.
ومن منطلق الحرص الدائم على توسيع قاعدة المشاركة لكافة الأطراف المعنية بالتربية والتعليم، تأتي الندوة التي يرعاها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني تحت عنوان «ماذا يريد المجتمع من التربويين وماذا يريد التربويون من المجتمع»؟
لبلورة رؤية مشتركة تعبر عن صالح المجتمع ونشئه وفق مبدأ الحوار الوطني الذي يجمع في معناه مختلف الإدراكات وتعدد زوايا النظر وعمق التشخيص وآفاق التطوير.
ويشمل في مبناه أجنحة تعبر عن رؤى المتخصص والمختص من رجال التعليم وخبراء التربية، ورموز الفكر والثقافة وأولياء الأمور، والطلاب ومختلف مؤسساته وهيئاته التي تتقاطع وتتشابك علاقاتها بالتربية والتعليم بغية العناية القصوى بثروتنا البشرية واستثمارها. من خلال التركيز على:
التكوين الحقيقي لعادات العمل المنتج ومن أهمها الإتقان والتنظيم والتوقيت والمثابرة والرغبة في التطوير والتجديد والإبداع والتعاون.
التأكيد على تكوين الأسلوب العلمي الموضوعي في التفكير.
التحول في العملية التعليمية من مجرد التلقين وثقافة الذاكرة إلى التركيز على تعلم كيفية التعليم بما يمكن المواطن من التنمية والتجديد.
الإفادة من برامج الإعلام ومصادرها المختلفة في دعم فاعلية العملية التعليمية ونشر الوعي التربوي لدى شرائح المجتمع وبناء الثقة في المؤسسة التربوية والتعليمية «المدرسة بكافة مكوناتها».
تفعيل الآليات التربوية والتعليمية لبناء المواطن الذي يدرك واجباته ويحسن استثمار حقوقه.
وفي هذا الصدد أكتفي باقتراح:
حملة وطنية للوعي التربوي/ التعليمي.
اعتبار العقد الحالي عقداً لتطوير التعليم.
والله الموفق
* أمير منطقة حائل
|