Monday 27th January,2003 11078العدد الأثنين 24 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نهارات أخرى نهارات أخرى
التجارة وحدود الشطارة!!!
فاطمة فيصل العتيبي

الصور التي تلتقطها هيئة مكافحة الغش التجاري.. «لقواطي» ومعلبات متفرِّقة في كبريات الأسواق على مستوى الخريطة من الرياض إلى بريدة إلى جازان إلى الأحساء.. تثير كل مرة تساؤلاً مريراً... هل تكفي هذه الصور.. وهل تنجح في تسريب مشاعر آمنة تطرد الوساوس التي باتت تلاحقنا على مستقبلنا الغذائي والصحي.. ومستقبل أبنائنا..
** هذه الأسواق.. وهذه «القواطي» وهذه المخللات وهذه الدجاجات وهذه اللحوم وهذه الخضراوات التي تأتينا مرتوية بمياه (.......)
ماذا تفعل في أجسادنا..
وماذا تفعل في خلايانا..
وماذا تفعل وزارة التجارة.. أعانها الله..
إنني أشفق على الجهات ذات المساس بمصالح الناس خاصة ما يتعلق بصحتهم وفكرهم..
ولا أدري عن حجم اجتهادات وزارة التجارة في الكشف عن الغش التجاري.. لكن من المؤكد أن هذا الذي نراه من صور لموظفيها مع قواطي البقالات أو أكياس المخللات في بيوت الشميسي القديمة..
ليس هو ما نريده منها.. ولا يكفينا في كل الأحوال.
** إن المسألة بحاجة إلى تتبع وملاحقة ودراسة وتمحيص..
ما هذه الجرأة.. وما هي الشطارة في عرف ميدان التجارة.. وهذه النزعة «الغشاشة» كيف نشطت وكيف نمت.. وفي أي فترة زمنية.. وجدت الظروف موائمة لها فشرعت في أعمالها الفاسدة...
وهذه الروح الإجرامية ضد الناس والمستهلكين... ما هي أسبابها..؟ كيف ينسى التجار في لحظة.. إننا نحن الذين نستهلك.. بشر مثلهم لنا «أكبد» ولنا «قلوب» ولنا «كلاوي».
فما الذي سيحل بكل هذا بعد تناول الأغذية الفاسدة
وهل يظن تجارنا الأعزاء أننا نستورد بطائراتنا الخاصة أغذيتنا طازجة وبمواصفات مريم نور مثلاً.. ألا يعلم هؤلاء أن «السنافي» منا هو الذي يرسل سائقه بقائمة إلى أقرب سوق خضار «ليضف» كل ما هو أخضر ظناً منه أنه يمنح أولاده خلاصة «الفيتامينات».
** كيف ينسى تجارنا أننا إخوانهم وجيرانهم وأبناء عمهم وأخوالهم وكان بإمكانهم أن يسلبوا كل ما في جيوبنا بأغذيتهم الجيدة ودون أن يفسدوا «الأكبد والقلوب والكلاوي»
** وكيف تتعامل وزارة الصحة مع وزارة التجارة والأولى تتضرر كثيراً من إهمال الثانية..
فقد ضاقت أسرَّة المستشفيات بالمرضى والمنتظرين على القائمة التي لا تنتهي في عمليات القلب والكبد وغسيل الكلى..
** إننا حين ننظر إلى مشكلاتنا يجب أن ننظر إليها كمنظومة كاملة.. نحلل جزئياتها ونعالجها..
فالمجتمع يريد تربية التجار من جديد.. لكي يكونوا تجاراً بقلوب بشر وليس بقلوب لا تعي إلا نبض الغابات ومبادئها..
والتجارة ملزمة بدراسة سيكلوجية المخالفين فيها والغشاشين وتعقبهم حتى الوصول إلى الأسباب الرئيسة التي تدفعهم إلى قتلنا فلا نظن أن حب المال ممكن أن يدفع بالأسوياء إلى مصِّ دماء الأبرياء من المستهلكين.
** على وزارة التجارة أن تكافح الغش.. وأن تبتكر لها من الأساليب الإعلامية المطمئنة للناس ما يزيد على صور موظفيها مع كراتين مضبوطة في إحدى بقالات جدة أو أبوعريش أو بريدة.. والله المعين سبحانه.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved