Monday 27th January,2003 11078العدد الأثنين 24 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
تجارب فضائية..!
عبدالرحمن بن سعد السماري

** معركة البث الفضائي.. يبدو أنها تخبو وتشتعل.. تضعف لدرجة أنك تقول.. ستموت ثم تعود مجدداً
** قنوات بدأت قوية ثم ضعفت.. وقنوات بدأت قوية ثم ما لبثت أن ماتت..
** ومحطات إرسال بدأت بعشرين محطة ثم لم يبق سوى واحدة.. وهكذا الإعلانات.. عن محطات وعن اشتراك وعن رسوم بالعشرات لدرجة أن بعض «الجهلة البسطاء» يدفع شهرياً رسوماً مالية من أجل استقبال محطات كلها ضرر محض.. وليس فيها فائدة واحدة.. ومع ذلك.. يمنحها جزءاً من دخله.. وربما كانت أحواله المادية صعبة للغاية..
** معركة البث الفضائي.. بدأت دون أي حضور للإسلاميين على الإطلاق.. وكان أكثر.. أو ربما بعض الإسلاميين يرون أن دخول هذا المجال غير مقبول منهم.. لأنه مجال ابتدأه الآخرون من «الخبثاء» الذين هدفهم غزو المجتمعات الملتزمة المحافظة وكسر طوق عزلتها وجرها إلى عالم الإفساد والفساد.. أو كما يقولون.. «الانفتاح» ومن هنا.. فإن أكثر الإسلاميين رأوا أن المحطات الفضائية.. هي مجال للمفسدين فقط وتركوها في البداية وهجروها وخاصموها وخاصموا أهلها.. وهذا لا شك.. شعور طيب منهم.. وموقف إسلامي مطلوب.. لأن وجهة نظرهم سليمة.. وخوفهم في مكانه.. وما قالوه صحيح.. فهذه المحطات كانت بالفعل.. للفساد والإفساد.
** غير أن بعض الإسلاميين تنبهوا وقالوا: هذه القنوات هي أوعية يمكن ملؤها بالصالح والطالح.. وكما يمكن ملؤها بمواد فاسدة مضرة مدمرة يمكن ملؤها أيضاً.. بمواد نافعة مفيدة.. كما يمكن أن تكون خير وسيلة للدعوة الإسلامية والدفاع عن الإسلام والمسلمين..
وكان هناك تجارب طيبة في البث الفضائي الإسلامي النافع.. وكانت البداية.. عندما عمم تلفزيون المملكة بقناتيه بثه من أرض إلى أرضي وفضائي.. لأن تلفزيون المملكة تلفزيون محافظ.. يحرص على الفضيلة ويبث موادَّ صالحة نافعة مفيدة للمجتمع المسلم بأسره.. عوضاً عن جرعة كبيرة من المواد الشرعية المطلوبة..
** ثم بدأت محطات أخرى في تجربة بث إسلامي.. وكانت بدايات وتجربة محطة «اقرأ» وبدأت بالفعل قوية.. ورغم كل الملاحظات أو ربما اختلاف وجهات النظر حول مضامين بعض برامجها.. إلا أنها سدَّت فراغاً في الساحة.. وحققت نتائج طيبة.. وأثبتت نجاح التجربة رغم أنها تجربة وجهود لم تأخذ القدر الكافي من التأسيس المطلوب.. بل كانت مجرد اجتهادات.
** لقد سعد الناس كلهم بهذه المحطة وتفاعلوا معها.. لكن يبدو أنها عانت من الدعم المادي.. ليتقلص حضورها ودورها تبعاً للتبعات المادية «هكذا كما يبدو لي».
** ثم كان لمحطات أخرى تجارب مماثلة عبر برامج إسلامية مكثفة.. كقناة الشارقة مثلاً أو قناة السودان أو قنوات أخرى.. لكن ذلك الوجود الإسلامي.. كان محصوراً في برامج فقط.. ثم جاءت قنوات أخرى.. مثل قناة «المجد» التي جاءت بجهود فردية واجتهادات أشخاص.. ودخلت الساحة.. محاولة اقتحامها بكل قوة.. ورغم أنه كان ينقص برامج القناة بعض المهنية الاحترافية في المواد الإعلامية المتلفزة.. إلا أن برامجها كانت قوية وجيدة.. وكانت مضامينها أيضاً.. قوية وجذابة.. وحاول شبابها.. اقتحام الساحة والمزاحمة بكل قوة واستحقوا التصفيق من الجميع.. لأنهم بالفعل.. نجحوا.. ولو أن الكثير يضعون أيديهم على قلوبهم خشية إخفاق القناة التي قد تعاني من صعوبات في المادة الإعلامية.. ومن صعوبات أخطر وأشد في الموارد المالية.. التي هي شريان رئيسي لكل عمل إعلامي وغير إعلامي.
** يجب ألا نوجه سهام النقد لهذه المحطات.. بل يجب أن نشجعها وندعمها ولو بالتشجيع.. لأن انتقادها قد يثبط بعض العاملين فيها.. وهم أحوج ما يكونون إلى التشجيع.. والله سبحانه وتعالى الهادي إلى سواء السبيل.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved