تظل المخاوف من شن الولايات المتحدة هجوماً على العراق عاملاً قوياً يدفع بأسعار النفط إلى الارتفاع، فقد أدت الاستعدادات العسكرية في منطقة الخليج، مع الاحتمالات المتزايدة لشن الولايات المتحدة الأمريكية حرباً على العراق إلى ارتفاع الأسعار إلى أعلى مستوياتها منذ سنتين، غير متجاوبة بذلك مع قرار منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) بزيادة إنتاجية تبلغ 1 ،5 مليون برميل يومياً، بدءاً من الشهر المقبل، ويدل على ذلك تصريح عبدالله بن حمد العطية (رئيس أوبك ووزير الطاقة والصناعة القطري)، بإمكانية زيادة المنظمة لإنتاجها خلال اجتماعها المقبل في 11 مارس بفيينا، حيث يعتبر مركز الدراسات الشاملة حول الطاقة، أن أوبك عاجزة عن تعويض صادرات النفط الفنزويلية والعراقية، وقد صرحت أوبك في نهاية هذا الأسبوع أنها لا تستطيع بذل المزيد من الجهود لوقف ارتفاع الأسعار، وجاء هذا التصريح بعد تصريح سفير السعودية لدى واشنطن (صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان)، عن استعداد بلاده لزيادة إنتاجها إذا لم تتراجع الأسعار في وقت قريب، الشيء الذي يضع الاقتصاد العالمي في موقف حرج، وقد صرحت مصادر بصناعة النفط، أن المملكة العربية السعودية (أكبر منتج ومصدر للنفط في العالم)، ستتولى ضخ معظم الكمية التي قررت أوبك زيادتها، بما يصل إلى تسعة ملايين برميل يومياً، أي زيادة حوالي 1 ،5 مليون برميل يومياً، وفي هذا الصدد أكد رئيس شركة (أرامكو السعودية) عبدالله جمعة، أنه يمكن الوصول إلى معدل إنتاجي يبلغ 10 ملايين برميل يومياً وذلك لمواجهة الفترات الحرجة، كما أضاف أنه فيما يتعلق بأرامكو فقد وضعت خططاً لضمان وصول النفط للمستهلكين تحت أسوأ الظروف، وبينما يرى بعض المحللين أن أسعار النفط قد ترتفع بشدة لفترة وجيزة في حال نشوب حرب للإطاحة بصدام، لكنها ستهوي إلى أقل من 20 دولاراً للبرميل خلال النصف الثاني من العام، فقد توقع وزير النفط السعودي السابق، وأحد أبرز مؤسسي أوبك السيد أحمد زكي يماني، أن تقفز أسعار النفط إلى ما بين 80 و100 دولار للبرميل، في حال نشوب حرب، حيث صرح الوزير السعودي السابق خلال محاضرته ضمن ندوة (مستقبل المشرق العربي في ضوء أحداث 11 سبتمبر)، أن صدام قد يلجأ إلى تفجير آبار النفط العراقية، وبالتالي فإن تدمير الموارد النفطية العراقية بالإضافة إلى الارتفاع المخيف في الأسعار، ستتقلص من المخزونات الاستراتيجية، وسيسير العالم باتجاه هاوية مخيفة، حيث حذَّر زكي يماني من أن تتسبب الولايات المتحدة بكارثة عالمية في حال ضربها العراق، وتروِّج بعض من الشركات النفطية لإشاعات بشأن استقالة المهندس علي النعيمي وزير النفط السعودي الحالي، اعتراضاً على مشاريع الغاز التي طرحتها المملكة والتي تقدر بحوالي 25 مليار دولار، وكانت شركات نفطية أمريكية قد بدأت منذ مطلع العام 2002 حملات على تشدده في المفاوضات المتعلقة بالمشروع الغازي السعودي، وذلك بعد أن اعتبرت هذه الشركات أنها لن تحصل على أي تنازل من النعيمي، وأن إنجاز الاتفاق الذي كانت المفاوضات فيه تتعرقل بسبب تحديد نسبة التنقيب والإنتاج الخاص بالمشاريع، وكذلك بتوزيع العائد، سيتم مع خلف الوزير الحالي.
وفي الصين أدى النمو القومي للناتج المحلي الإجمالي سنة 2002 وزيادة عدد السيارات، إلى ارتفاع واردات النفط بنسبة 15%، وتصدرت السعودية قائمة الموردين إلى الصين، حيث صدرت 11 ،5 مليون طن إلى الصين العام الماضي بزيادة بلغت 16 ،5% عن مستوى 2001، ثم إيران التي صدرت للصين 10 ،6 مليون طن العام الماضي، بزيادة بلغت 15 ،3% عن عام 2001، وقد أعلن مسؤول بوكالة الطاقة الدولية، عن احتمال إعلان الصين (أحد أسرع أسواق الطاقة نمواً في العالم) والتي تستورد ثلث احتياجاتها من النفط الخام، عن تكوين احتياطيات نفط استراتيجية. وقد سجل البرنت الخام في نهاية الأسبوع الرابع من عام 2003، ارتفاعاً بلغ 4 ،05% خلال الأسبوع، وقد أقفل البرنت على سعر 33 ،11 دولارا للبرميل الواحد. ووصل في ذروته خلال هذا الأسبوع إلى مستوى بلغ 33 ،11 دولاراً، وكان أقل مستوى تراجع له 31 ،00 دولاراً
تطور أسعار النفط خلال الأسبوع الرابع من عام 2003
تطور أسعار أهم المعادن الثمينة خلال الأسبوع الرابع من عام 2003
المعادن الأعلى الأدنى الإقفال نسبة التغيير
الذهب 80 ،369 00 ،353 25 ،368 59 ،3%+
البلاتين 70 ،653 00 ،623 00 ،644 38 ،4%+
البلادينيوم 00 ،270 00 ،252 00 ،262 94 ،6%+
الفضة 93 ،4 74 ،4 87 ،4 25 ،1%+
|