* دافوس الوكالات:
أبلغ وزير الخارجية الأمريكية كولن باول الدول الأوروبية أمس الاحد أن الولايات المتحدة مستعدة للتحرك بمفردها إذا تراجع مجلس الأمن والحكومات الأخرى عن الحزم لنزع سلاح العراق.
وصرح باول أمام المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي الذي يحضره رجال أعمال وزعماء سياسيون في منتجع دافوس السويسري «لا يمكن أن يصبح «السعي لتحقيق» التعددية مبررا للتراخي».
وأضاف «سنتناول هذه القضايا بصبر وبأناة وسنتشاور مع أصدقائنا وحلفائنا.. لكن ليكن النظام العراقي متيقنا من أنه ما لم يتجرد من أسلحته سلميا في هذه المرحلة فستنزع أسلحته في نهاية الطريق» في إشارة إلى الحرب.
وقال باول «لن نخشى من خوض حرب إذا كانت هذه هي الطريقة الوحيدة لتجريد العراق من أسلحة الدمار الشامل، ما زلنا نحتفظ بحقنا في القيام بعمل عسكري ضد العراق وحدنا أو في إطار ائتلاف للدول الراغبة في ذلك».
وأضاف أن الرئيس العراقي صدام حسين تربطه «علاقة واضحة بالجماعات الإرهابية بما في ذلك القاعدة» ولم يتخذ بعد القرار الاستراتيجي بالالتزام بواجباته تجاه قرار نزع الأسلحة الذي أصدره مجلس الأمن في نوفمبر تشرين الثاني.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ردا على مخاوف حلفاء في أوروبا والشرق الأوسط إن الولايات المتحدة لا تتعجل القرار بشأن حرب مع العراق.
لكن باول قال: إن الوقت المتاح أمام بغداد قصير للتعاون بشكل فعال مع مساعي الأمم المتحدة للتحقق من تخلصها من أسلحة الدمار الشامل المزعومة، وأضاف أن العراق لم يظهر أي دلائل على تغير طريقته حتى الآن.
وصرح باول أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس «نحن لسنا في عجلة شديدة لصدور قرار اليوم أو غدا لكن من الواضح أن الوقت ينفد».
وبدت تصريحات باول التي اختلفت عن الكلمة المكتوبة التي أعدها أنها محاولة لتهدئة الحلفاء الذين يحثون واشنطن على إتاحة وقت أطول أمام خبراء الأمم المتحدة للأسلحة لمحاولة إتمام عملهم في التفتيش عن أسلحة كيماوية أو بيولوجية أو نووية.
وأكد باول على أن واشنطن مستعدة لنزع أسلحة العراق بالقوة سواء بمساندة من الأمم المتحدة أو بدونها في حالة عدم تسليم بغداد طواعية لأسلحتها وتقديم الوثائق التي تثبت التخلص منها.
وعلى صعيد القضية الفلسطينية أعلن كولن باول أن قيام دولة فلسطينية «ممكن» في العام 2005.
وقال: إن «إنشاء دولة فلسطينية ديموقراطية قابلة للاستمرار ممكن في العام 2005 في حال بذلت جميع الأطراف جهودا حثيثة» مؤكدا أن الولايات المتحدة «ستسعى جاهدة إلى تحقيق هذا الهدف خلال الأشهر والسنوات المقبلة».
وأدرج هدف قيام دولة فلسطينية بحلول العام 2005 في «خريطة الطريق» لتسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني التي وعدت «اللجنة الرباعية» الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بنشرها بعد موعد الانتخابات التشريعية في إسرائيل غدا الثلاثاء.
وأضاف باول انه «للتوصل إلى هذا الهدف على الفلسطينيين إعادة الثقة وتغيير قيادتهم وإقامة مؤسسات جديدة» مؤكدا الحذر الذي تبديه واشنطن حيال السلطة الفلسطينية الحالية ورئيسها ياسر عرفات.
ومضى يقول على الفلسطينيين «نبذ العنف».
وخلص إلى القول: إن على إسرائيل من جهتها إعادة «الثقة» ب«تخفيف الأوضاع الاقتصادية الصعبة عن الشعب الفلسطيني وبوضع حد لبناء مستوطنات» في الأراضي الفلسطينية.
وعلى صعيد الأزمة الكورية الشمالية قال وزير الخارجية الأمريكي: إن الولايات المتحدة مستعدة أن تبلغ كوريا الشمالية بأسلوب «لا لبس فيه» انه لا نية لديها لمهاجمتها.
ومضى يقول «نحن مستعدون لننقل هذا الموقف بطريقة لا لبس فيها بالنسبة لكوريا الشمالية».
وأضاف باول ان الولايات المتحدة مستعدة للتحدث إلى الشمال إلا أنه اشار إلى المطلب الأمريكي الرئيسي وهو أن المحادثات لا بد أن تكون عن «كيفية قيامها بواجباتها في التخلص تماما من برامج الأسلحة النووية».
وتابع «الولايات المتحدة مستعدة إلى إقامة علاقة مختلفة مع كوريا الشمالية بمجرد أن تلتزم بيونج يانج بواجباتها بشكل يمكن التحقق منه، لا بد أن يكون الشمال مستعدا للتصرف بطريقة تولد الثقة».
وتطالب كوريا الشمالية بأن تبدأ الولايات المتحدة الحوار والتوقيع على معاهدة عدم اعتداء.
ويقول مسؤولون أمريكيون: إن المعاهدة مسألة صعبة لأنها تحتاج إلى تصديق من مجلس الشيوخ.
وقال: إن بلاده «ستستمر في المساهمة في الحاجات الإنسانية» لكوريا الشمالية التي حولها النظام الشيوعي، حسب رأيه، إلى «جحيم يسيطر عليه الظلام والبرد والجوع».
| 
