* نيقوسيا أ ف ب:
انتقد زعيم القبارصة الأتراك رؤوف دنكطاش زعيم الحزب الحاكم في تركيا رجب طيب اردوغان واتهمه بممارسة ضغطوط عليه حتى يسرع في التوصل إلى اتفاق بشأن إعادة توحيد جزيرة قبرص.
وكان زعيم حزب العدالة والتنمية (المنبثق عن التيار الإسلامي المعتدل) رجب طيب اردوغان انتقد مؤخرا موقف دنكطاش، الذي وصفه بالمتصلب، إزاء خطة الأمم المتحدة لإعادة توحيد الجزيرة.
ويوم السبت قال دنكطاش الذي هدد بالاستقالة بدلا من التوقيع على اتفاق السلام «إذا كانت تركيا مستعدة لقبول الخطة فيتوجب عليها أن تقول ذلك علنا، وحينئذ سنجد من يوقِّعها وينتهي الأمر».
وطلب دنكطاش والرئيس القبرصي اليوناني غلافكوس كليريديس ادخال تعديلات على خطة السلام الأولى التي اقترحها أمين عام الأمم المتحدة كوفي انان في الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر 2002، وحصلا على ذلك.ودعمت أنقرة مواقف دنكطاش ولكن زعيم حزب العدالة والتنمية الذي لا يتولى أي منصب وزاري انتقد مرارا سياسة الزعيم التركي القبرصي.وأوضح دنكطاش «أجد نفسي مفاوضا لا يحظى بأي دعم ولا يمكنني أن أقبل ذلك» معتبرا أن «المواقف المتناقضة سيئة وتضعني في موقف صعب إزاء شعبي والسلطات القبرصية اليونانية».
وتعرض دنكطاش، الزعيم التاريخي للقبارصة الأتراك، خلال الأسابيع الماضية إلى انتقادات شديدة لاسيما في التظاهرات الشعبية الحاشدة التي نظمت احتجاجا على موقفه المتصلب من خطة الأمم المتحدة.
ومن جهته، رد رئيس الوزراء التركي عبدالله غول الذي ينتمي إلى حزب اردوغان، بسرعة على تصريحات دنكطاش وانتقدها بدوره.وقال غول لشبكة «ان تي في» التلفزيونية التركية «إننا في منعطف حاسم ليس هو الوقت المناسب للإدلاء بهذه التصريحات».
وأضاف «نحن لا نقول فلنترك قبرص تسقط لم نتخل عن هذه القضية الوطنية ولكننا نشدد على ضرورة إيجاد حل»، موضحا أنه إذا أسفرت المفاوضات بين القبارصة إلى حل يضمن حقوق القبارصة الأتراك «أعتقد أنه يتوجب علينا أن نقول نعم».
وجاء هذا التراشق الإعلامي قبل ساعات من وصول وزير الخارجية التركي يشارياكيش أمس الأحد إلى شمال جزيرة قبرص.
وأكد دنكطاش أنه سيطلب من الوزير التركي توضيح موقف أنقرة بشأن مفاوضات السلام، معتبرا أن ليس لاردوغان صلاحية في موضوع قبرص، كما أوردت وكالة الأنباء القبرصية التركية.
ولا تعترف سوى تركيا ب«جمهورية شمال قبرص التركية» حيث ينتشر أكثر من ثلاثين ألف جندي فيها، في حين تعترف الأسرة الدولية بالحكومة القبرصية اليونانية في الجنوب التي دعيت للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في 2004.
وتحث الأمم المتحدة المسؤولين على توقيع اتفاق سلام يتيح للجزيرة الموحدة توقيع معاهدة الانضمام إلى الاتحاد في نيسان/ابريل.وفي حال التوصل إلى اتفاق تعتزم الأمم المتحدة تنظيم استفتاءين في جنوب الجزيرة وشمالها في 30 آذار/مارس.
وقبرص مقسمة إلى شطرين، يوناني في الجنوب وتركي في الشمال، منذ اجتياح الجيش التركي للشمال في 1974 ردا على انقلاب عسكري قام به يونانيون متشددون بهدف ضم الجزيرة إلى اليونان.
|