Monday 27th January,2003 11078العدد الأثنين 24 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الانتخابات الإسرائيلية وتأثير اليمين المتطرف على الفلسطينيين الانتخابات الإسرائيلية وتأثير اليمين المتطرف على الفلسطينيين

* عمان عبدالله القاق:
في الوقت الذي تستعد فيه الأحزاب الإسرائيلية لخوض الانتخابات يوم الثلاثاء المقبل تواصل القوات الإسرائيلية قصف العديد من مدن الضفة الغربية وقطاع غزة لتحصل على مكاسب جديدة في الانتخابات إذ يسعى اليمين الإسرائيلي إلى تحقيق سياسته الرامية إلى طرد الرئيس الفلسطيني من رام الله وإحداث عملية ترانسفير للشعب الفلسطيني بدعم من الولايات المتحدة التي استكملت استعداداتها للهجوم على العراق وطلبت من رعاياها في جميع دول العالم استعداداً للرحيل لقرب القيام بتوجيه ضربة عسكرية إلى العراق.
في هذا الوقت تستعر الحملة الانتخابية الراهنة للكنيست السادس عشر ويواصل المهتمون بمتابعة مايجري في الحزبين الكبيرين (الليكود والعمل) خاصة وفي الأحزاب العلمانية عامة، في حين يكاد الكثير من هؤلاء لايتطرق في تحاليله وحديثه للأحزاب العربية من جهة وللأحزاب الدينية اليهودية من جهة أخرى، وقد يعود ذلك لسبب عدم الإلمام الكافي في هذه الأحزاب.
ونظراً لخطورة الأحزاب الدينية ودورها البشع في إشاعة التمييز العنصري الفاشي فإننا نسلط الضوء عليها لأهميته بعد ان أظهرت الاستطلاعات الاسرائيلية تراجع حزب العمل بصورة كبيرة برئاسة زعيمه متسناع المعروف باشرافه على عمليات تكسير عظام الفلسطينيين بالانتفاضة.
وهذه الأحزاب الدينية المتطرفة تنقسم إلى أربع قوائم أساسية وهي: حزب شاس، حزب يهدوت هتوراه، حزب المفدال وقائمة «أهفات يسرائيل» (محبة إسرائيل).
والواقع ان القائمة الأخيرة، سوف لن تجتاز نسبة الحسم، بالرغم من تبنيها من قبل الحاخام يتسحاق كدوري الذي يبلغ قرابة المائة عام في السن والذي يعد أبرز ملم في «الكبالاة» (تفسير الغيب حسب التعاليم اليهودية) في إسرائيل. ويعود الاعتقاد بصدد عدم تمكن هذه القائمة من اجتياز نسبة الحسم بالأساس إلى تراجع الزعيم الأسبق لحزب شاس، أريه درعي، عن دعمه لها ومعاودة توجيه دعمه لحزب شاس، بالأساس من خلال نشر رسالة علنية تطالب أنصاره بعدم دعم بدائل، بل معاودة التصويت للحزب الذي يخضع لقيادة الحاخام عوفاديا يوسيف.
أما تراجع درعي هذا فيعود لخشيته ان يتهم من قبل أنصار الزعيم الحالي لحزب شاس، إيلي يشاي، بعيد الانتخابات بأنه هو سبب تراجع عدد المقاعد التي سيحصل عليها الحزب في الاسبوع المقبل، وهو ما تتوقعه جميع استطلاعات الرأي، التي تشير بأن الحزب الذي يملك 17 مقعداً في الكنيست الحالي، سيخسر ما لا يقل عن خمسة مقاعد في الكنيست المقبل كما ان درعي يخطط لطرح نفسه في المستقبل غير البعيد كزعيم لجميع اليهود من شرقيين وغربيين وبالتالي فإنه ينتهج حاليا سياسة المهادنة وتجنب الدخول في مواجهات قد تؤثر سلبا على تحقيق حلمه هذا.
والواقع ان التحدي المشترك لهذه الأحزاب والقوائم الدينية يتمثل في حزب شينوي العلماني الذي يطرح نفسه كخصم شرس لها. وبالتالي فإن حصول هذا الحزب على عدد كبير من المقاعد في الانتخابات التي ستجري في الاسبوع المقبل سيكون بمثابة تصويت معاد لما تمثله هذه القوائم والأحزاب من قيم دينية ومن طرق في العمل السياسي الإسرائيلي.
لذلك، فإن جميع هذه الأحزاب تستهدف بصورة مباشرة حزب شينوي في دعايتها الانتخابية، مناشدة اليهود المتدينين، وحتى اليهود «الذين تهمهم يهودية الدولة» عدم التصويت لهذا الحزب.
تحد مشترك آخر هو في مواجهة أحزاب اليمين التي من المتوقع ان تستقطب جزءاً لابأس به من المتدينين اليهود، بحيث تشن الأحزاب الدينية حملة شعواء على أحزاب اليمين التي تغلب عليها الصبغة العلمانية مثل الليكود وإسرائيل بيتنا الذي يتزعمه أفيغدور ليبرمان المعروف بمواقفه اليمينية المتشددة وحزب حيروت الذي يتزعمه عضو الكنيست اليميني المتطرف ميخائيل كلاينر. فالليكود يتهم على أنه لا يتضمن أي مرشح متدين في مواقعه المرشحة لدخول الكنيست المقبل، واسرائيل بيتنا متهم بمحاباة القادمين الجدد من دول الاتحاد السوفياتي الأسبق، المتهمين من قبل اليهود المتدينين بأن قسما كبيرا منهم ليسوا يهودا حقيقيين بل إما يهود علمانيين بعيدين عن تطبيق تعاليم اليهودية وإما مسيحيين ادعوا اليهودية لكي يستطيعوا الهروب من بلادهم واللجوء إلى اسرائيل أما حزب حيروت فمتهم بأنه يبالغ بالتطرف يمينا إلا ان هذا الحزب هو أكثر أحزاب اليمين تشكيلا لخطر مباشر على الأحزاب الدينية اليهودية وبالذات على حزب يهدوت هتوراه الأشكنازي.
والملاحظ ان تهديد حزب حيروت لحزب يهدوت هتوراه بالأساس إلى المرشح الثاني في قائمة حيروت، ألا وهو اليميني المتشدد باروخ مارزيل، الزعيم الأسبق لحركة كاخ ووريث الحاخام مئير كاهانا في زعامة هذه الحركة فمارزيل، ذو الأصل الأشكنازي من جهة والذي يدعي التدين من جهة أخرى، دأب خلال الأشهر الأخيرة على زيارة كبار الحاخامات الأشكناز وتطمينهم بأنه وزملاؤه في حيروت سينفذون جميع ما يأمر به الحاخامات في القضايا ذات الأبعاد الدينية.
إن مثل هذا الوعد من مارزيل من جهة وخلفية مارزيل المعادية للعرب من جهة أخرى جعلاه يحظى بترحيب واسع من قبل الكثير من اليهود المتدينين الأشكناز، الذين يعدون المصوتين المحتملين لحزب يهدوت هتوراه.
وهذه الأحزاب والقوائم الإسرائيلية كلها تطالب برفض إقامة الدولة الفلسطينية والحاق المزيد من الإبادة للشعب الفلسطيني والقيام بحملات تسفير للفلسطينيين وإجراء الاصلاحات الفلسطينية على النهج الإسرائيلي الأمر الذي يتطلب من الأمة العربية العمل الجاد لوقف استمرار الاجراءات القمعية الإسرائيلية المرتقبة في ضوء الاستطلاعات التي أوضحت مؤخراً بأن اليمين المتطرف سيفوز بأغلبية خمسة وستين مقعداً على أحزاب يسار الوسط.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved