Monday 27th January,2003 11078العدد الأثنين 24 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حماس: سنريق دماء اليهود في يافا وتل أبيب حماس: سنريق دماء اليهود في يافا وتل أبيب
12 شهيداً في مذبحة غزة و64 جريحاً بينهم حالات خطرة وتدمير مائة مصنع

  * غزة الوكالات:
دوت مكبرات الصوت في مآذن المساجد بالتكبير وحثت الناس النزول إلى الشوارع في مدينة غزة لدعم المقاتلين الفلسطينيين الذين كانوا يتصدون فجر أمس الاحد لتوغل القوات الإسرائيلية في عدوان جديد أسفر عن استشهاد 12 فلسطينيا وجرح 64 آخرين بينهم حالات في غاية الخطورة، وفي وقت لاحق من صباح أمس قالت إسرائيل إن قواتها التي هدمت العديد من المنازل ومائة مصنع قد انسحبت من المدينة.
وقد سقط كل هذا العدد من الشهداء خلال فترة ساعات وفي توغل بلغ حدا غير مسبوق منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية قبل 28 شهرا بينما أشار وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز إلى أن إسرائيل تبحث القيام بعملية طويلة الأجل في قطاع غزة.
وقال شهود عيان إن عشرات المركبات المدرعة تدعمها طائرات الهليكوبتر المجهزة بالصواريخ توغلت داخل ضاحية الزيتون بمدينة غزة وهي معقل حركة المقاومة الإسلامية «حماس» التي نفذت عشرات الهجمات داخل إسرائيل.
وتعليقا على التوغل الإسرائيلي قال عبد العزيز الرنتيسي المسؤول الكبير بحماس إن الحركة ستريق دماء يهودية في يافا وتل أبيب.
وتوقفت القوات الإسرائيلية على بعد 100 متر من ميدان فلسطين الرئيسي في أقوى عمليات الاقتحام منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي في سبتمبر/ايلول 2000.
وأفاد مسؤولو أمن فلسطينيون أن الجنود اقتحموا منازل وورش حدادة ودمروا واحدا من أكبر المصانع في غزة وهو مصنع لإنتاج حاويات النفايات.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز إن القوات دمرت 100 مصنع زعم أنها تستخدم لإنتاج قذائف المورتر وصوايخ القسام التي تصنعها حماس بعد أن أطلق فلسطينيون صواريخ على بلدة سدروت الإسرائيلية الجنوبية قبل أيام.
وذكر موفاز أن إسرائيل تبحث القيام بعملية طويلة الأجل في قطاع غزة مشابهة لإعادة احتلالها لأغلب مدن الضفة الغربية لكن لم يتخذ القرار بعد.
وأضاف «منهجنا الآن هو استهداف مناطق اطلاق الصواريخ والبنية التحتية التي تصنع قنابل المورتر وصواريخ القسام».
وقال شهود ومسؤولون طبيون إن 12 فلسطينيا على الأقل قتلوا منهم مدنيون ومسلحون وأن عشرات جرحوا، وسقط ثلاثة من القتلى بسبب قصف صاروخي والباقون أثناء اشتباكات مع اندلاع القتال بين القوات ومسلحين.
وهذا أكبر عدد من القتلى الفلسطينيين يسقط في عملية إسرائيلية منذ مقتل 16 في غارة للجيش الإسرائيلي على بلدة خان يونس بقطاع غزة في اكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقاوم مسلحون فلسطينيون أثناء الغارة مستخدمين بنادق هجومية ومتفجرات وصواريخ مضادة للدبابات.
واحتل قناصة إسرائيليون أسطح منازل بينما شق ظلام الليل وميض اطلاق النيران وترددت الدعوات من مكبرات الصوت بالمساجد تحث الفلسطينيين على التصدي للإسرائيليين، وأصاب صاروخ إسرائيلي سوقا وأشعل فيه النيران.
وحتى نهار أمس لم يتم الكشف إلا عن هوية قتيلين هما سائد كحيل (20عاما) ومحمود رشاد عبيد (25 عاما) وكلاهما من مدينة غزة.
وأوضح المصدر الطبي أن كحيل لم يكن مسلحا ولكن الآخرين من القتلى والجرحى كانوا مسلحين، وأشار إلى أن عددا من الجرحى هم بحالة الخطر.
وقتل ثلاثة منهم بصواريخ أطلقتها المروحيات القتالية الإسرائيلية.
وأوضح مصدر فلسطيني أن القوات الإسرائيلية دمرت خلال العملية عددا من المنازل والورش الصناعية، ولكن الجيش الإسرائيلي اعتبر أن صواريخ وأسلحة أخرى تصنع في هذه الورش.
وقال مواطنون فلسطينيون إن الجيش الإسرائيلي استخدم مدنيين فلسطينيين دروعا بشرية، الأمر الذي نفاه الجيش.
ووصلت أكثر من 25 مدرعة مدعومة بمروحيات قتالية، قادمة من حي الزيتون إلى حي عسقولة بالقرب من ميدان فلسطين في قلب مدينة غزة.
وقال أحمد نمير من سكان ضاحية الزيتون «كنا نائمين.. وفجأة بدأت الأرض تهتز.. رأيت الدبابات وتسمرت في مكاني.. تجمعنا في غرفة واحدة انتظارا لرحمة الله.. سمعنا الجنود يصيحون في الجيران لفتح الأبواب والخروج».
وجعل رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون من الإجراءات العسكرية القمعية ضد النشطين الفلسطينيين أساسا لحملته الانتخابية وتعهد بعدم إجراء مفاوضات سلام حتى يتوقف ما يسميه العنف ضد إسرائيل.
وقال صائب عريقات وزير الحكم المحلي الفلسطيني لرويترز إن شارون مصر على اختتام حملته الانتخابية بإراقة المزيد من الدماء الفلسطينية ومزيد من عمليات التدمير ومزيد من العدوان والتصعيد.
وفي مقابلة بثها التلفزيون قبل ساعات من الغارة تعهد شارون بعدم التساهل مطلقا فيما يتعلق بالأمن الإسرائيلي.
وقامت القوات الإسرائيلية يوم السبت بنسف أربعة جسور في بلدة بيت حانون بشمال قطاع غزة لتعزلها عن مدينة غزة بعد سقوط خمسة صواريخ قال الجيش إنها أطلقت من المنطقة على بلدة سدروت الإسرائيلية الجنوبية قرب مزرعة سيكامور المملوكة لشارون.
وجاء التصعيد فيما تبحث فصائل فلسطينية في القاهرة اقتراحا مصريا بوقف لاطلاق النار من جانب واحد لمدة عام.
وتنص مسودة بيان وضعتها مصر على وقف «العمل المسلح» ضد إسرائيل لمدة عام لكنها تؤيد الحق في «مقاومة» الاحتلال وبقاء عرفات زعيما للفلسطينيين.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved