الطوب الذي يلقيه أعداء الفكرة الناجحة لا يدفنها انه يزيد حلاوتها وقوتها ومناعتها ويحولها من حبر على ورق إلى أهرام ضخمة .. يستحيل هدمها فلا تغضب من هجوم الناس حتى لو ظلموك بهجومهم فان الطوب قد يكسر لوحاً من الزجاج، ولكنه لا يحطم قلعة، والأفكار الصحيحة مثل القلاع في مناعتها وصلابتها وقوتها، والنقد اللاذع لا يمكنه أن يحطم عملاً ناجحاً أو يزعزع ثقة الناس انه يكشف للناس عن مزاياه ويحمسهم للدفاع عنه والإيمان به ولولا القسوة التي واجهها المفكرون عندما عرضوا أفكارهم على الناس .. لماتت بعض هذه الأفكار أو تأخر وصولها الى الملايين. فان العنف الذي استقبلت به هذه الأفكار هو الذي نشرها وحولها من همسات إلى صرخات تهز البشرية كلها فاذا لم يعارض بعض الناس أفكارك لا تفرح ولا تتصور انك أقنعت كل الناس أن معارضة بعض الناس لفكرتك هي اكسيد الحياة لها.
ولهذا أحمد الله دائماً عندما أسمع صراخ الذين يعارضونني ويلعنونني.
سليمان صالح الجزا
عزيزي القارئ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بخير ..
يسرني في هذه المناسبة وفي كل مناسبة تتاح لي الفرصة فيها بلقاء إخواني الشباب في أرجاء المملكة، وفي خارجها، وعلى هذه الصفحة التي هي في مكنونها أقوى رابط يجمع بين الإخوة من كل مكان وفي وقت متقارب ألا وهو حين مطالعتهم هذه الصفحة التي لا شك في أن كل شاب يتصفحها، فخور بإنتاج إخوانه من ثروة فكرية علمية وأدبية كانت، ولم لا وكل شبابنا والحمد لله على قدر مرموق من العلم والتحصيل في ظل جلالة مليكنا حفظه الله رائد نهضتنا وقائد سفينتنا إلى شاطئ الأمان.
عزيزي القارئ الدنيا مليئة بكنوزها وكثيرة بمشاكلها ومتفرعة بمسالكها.. وهنالك كنز له عدة موارد يستقى منها كل وارد على اختلاف أنواع البشرية.
ويتوقف نصيب كل شخص منه على تحمسه وقوة تصميمه إضافة إلى تكييف ظروف لذلك، وهو ذاته كعلم لا ينفع بدون عمل وبدون تحوير وتبلور حيث انا نراه يتبلور في عدد من الاختراعات والاكتشافات، وما بلغ إليه لهو الحد العظيم في هذا العصر .. تحتمه طبيعة الإنسان في الحياة، فهو شديد التعلق بكل ما هو جديد وغريب وبكونيات هذه الدنيا .. شغوف بزينتها شديد الضجر بكل ما هو قديم وتختلف أيضا صفات الناس في ذلك باختلاف وجهات نظرهم وفحوى الكلام هو أن العلم مهما بلغ من تقدم فلن يرضى أطماع البشرية المتطلعة دوماً إلى المزيد، وكما يقال رضى الناس غاية لا تدرك .. والى لقاء قريب.
جدة/ عابد مفرج
|